الوجود المستمر لقيادتنا الرشيدة في ساحات العطاء والبذل,, هو ترجمة لسلوكيات المواطن المسلم في أرضنا الكريمة,, حيث تسود شمائل التعاضد والتكاتف، والمبادرة بالعون، والوقوف بجانب كل عمل خيّر يقيل عثرة,, أو يمسح دمعة,, أو يسد حاجة,, أو يعالج ألماً,.
والعمل الخيري في بلادنا,, انتقل في معظم مجالات العطاء,, من مراحل المبادرات الخيرية الذاتية إلى مراحل أكثر رحابة,, فتشكلت كيانات متخصصة,, ترعى مجالات الخير سواء في شكل جمعيات، او مؤسسات مختصة,, لتكون قنوات العطاء أكثر اتساعاً,, ولتكون مساحات النفع العام أكثر شمولية.
ولعل سمات العطاء الثر تبدو جلية في مبادرات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام,, تلك المبادرات التي تمثلت في عطاء سخي متواصل,, عبر كل الساحات,, فشكّلت نهراً دفاقاً من الخير والمشاركة والعون والمواساة,.
وقد كان ذلك العمل المستمر في مجالات العطاء,, هو الذي أحال تلك المبادرات إلى عمل مؤسساتي متكامل تبناه سمو الأمير سلطان عبر أكبر المؤسسات الخيرية في بلادنا ممثلة في مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية,, حيث قامت هذه المؤسسة بتمويل شخصي من سموه,, وبدأت في رفد الأعمال الخيرية عبر كل القنوات، بل واستمرت في إنشاء المزيد من مرافق العطاء,, حيث تم تدشين العمل قبل عامين بالبدء في إقامة مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية والتي تتجاوز تكلفتها الخمسمائة مليون ريال.
وبالأمس تواصل عطاء الخير من سمو الأمير سلطان عبر تبرع سموه بمبلغ عشرة ملايين ريال لمشروع مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز الثقافي بجامعة الملك سعود,, ليكون المركز في خدمة طلبة العلم كرافد من روافد التنوير والثقافة لأبناء الوطن,.
إن أعمال البر ومبادرات العطاء,, وسلوكيات المشاركة,, هي جزء من الأساسيات التي قام عليها مجتمعنا المسلم,, فأصبحت واقعاً لصيقاً بحياة إنسان هذا البلد لا ينفصم عنه ولا يبتعد عن ممارساته وسلوكياته.
ولعل الأعمال الرائدة في هذا المجال,, والتي تتصدى لها قيادتنا الحكيمة عبر كل الحقول والمجالات,, ما هي إلا ترجمة للخلق الإسلامي المتأصل في نفوس أبناء هذا الوطن والذي تمثل عطاءات الأمير سلطان فيه جزءاً من منظومة عطاء سخي ترعاه قيادة بلادنا,, وتحض عليه,, وتشجع استمراره على كل منحى وصعيد.