Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


غناء الصحاري
هذيان أخير
أمل الفاران

أشد ما يرهقني في عمر قلمي القصير هذه العملية الموجعة التي أمارسها طوعاً لتدجينه وبرمجته, هذه العملية التي يسمونها الكتابة الملتزمة في هذه المربعات الخانقة المسماة مجازاً زوايا .
ولا أدري لمَ تستدعي كلمة زاوية في بالي حارات نجيب محفوظ!.
ربما لأن سِمتها الغالبة تلك الزوايا المبثوثة فيها حيث الدراويش الذين يشغلني هذيانهم المستمر.
أحسبني الدرويشة التي لم يكتب عنها في الزاوية التي لم يرها، أهذي وحدي، وأحسبني أُبين.
فلأعترف إذن أنني في عمر قلمي القصير عجزت عن أن أعشى عن ذي الصورة أو أن أصم عن صوتها، أو أن احتمل سوطها ال يلهب روحي، ومازلت لا أفهم كيف يمكن أن آتي في ساعة محددة وأشرع في الكتابة فقط لأنه حان موعدها.
لكني فعلت وفعلت وبعد كل فعلة (بعد كل كتابة) أتساءل: الكتابة طيّعة هكذا؟ أليفة هكذا؟ آمرها بيدي؟ فلمَ إذن لا أستطيع أن أتخلى عنها عندما توجعني جداً؟!
اليوم أريد أن انتهي من هذا كله,, أريد أن أخرج من دائرة اعتياد الكتابة,, لا أريد أن أكتب إلا محتشدة بوجعي,, حين يذرقّ البوح في أوردتي، يتورم في أطرافي فلا يكون من ملجأ منه إلا إليه,, أريد أن أكتب فقط حين تأذن السيدة الكتابة لا حين أعتسفها.
جربت الالتزام فترة ثم هربت، والآن أفعلها ثانية,, التزام أقصر وهروب أسرع.
أنا خجلة ممن أولوني الثقة مرتين لأخونها لكني ما عدت أقدر,, أو ما أريد أن أقدر, ما أريد أن استمر في لعبتي السمجة، فأحكي إلا ما يشغلني وأبوح إلا بما يوجعني,.
إن كانت الكتابة الملتزمة في ذي الزوايا ال,,سنةٌ حسنة فسأعلن دون خجل أن قد قصرت عنها، وإن كانت بدعة سيئة فإني أبرأ منها وأتوب توبة نصوحاً.
أقول قولي هذا لأشهدكم عليَّ أنا درويشة الزوايا التي تناءت عن نجيب محفوظ فلم يصور أو يسجل هذيانها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved