صمت العصافير أنا والتاريخ والإعلام ناهد سعيد باشطح |
زقزقة:
ان الغاية من المناقشة ينبغي ألا تكون للنصر، بل التحسين
حكمة فرنسية
******
جرت العادة في نهاية معظم المحاضرات أو الندوات بالتوصية بأهمية وسائل الاعلام في تكثيف الوعي بسلبية أو ايجابية الموضوع المطروح إلا انني تفاجأت في التفريق بين اللقاءات الصحافية والرواية الشفاهية التاريخية في محاضرة القتها الدكتورة بصيرة الداود بعنوان دور الرواية الثقافية في التوثيق التاريخي في جزئية تشابه الرواية الشفاهية باللقاء وذلك ضمن الموسم الثقافي الذي تنظمه اللجنة النسائية بدارة الملك عبدالعزيز.
ولعلني اعترف بتميز الطرح الشامل في تلك المحاضرة لكنني اتعجب ان يهمش دور اللقاءات الصحافية خاصة ما يتم منها مع شخصيات قيادية وتاريخية.
ليهمش بالتالي دور الصحافي حتى وان كان اعلاميا متخصصا ومنتهجا للموضوعية كمبدأ ثابت.
فإذا كان الباحث التاريخي يتقصى الحقائق ويبحث في خلفية المعلومات ليوثقها.
فإن الاعلامي يقوم بنفس الدور اذا ما كان الموضوع الذي يبحث فيه يشمل قضية سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية هامة واذا ما وجد الاعلامي الهامشي فهناك الباحث التاريخي الذي يزور الحقائق.
ولا أظن ان كل الباحثين التاريخيين على نفس القدر من الموضوعية والأمانة العلمية.
التعميم سواء كان سلبيا أو ايجابيا أمر لا يمكن قبوله واقعيا فالناس مختلفون والمهن والتخصصات مختلفة.
اذن لماذا نتحدث عن الباحث بمثالية في حين نتحدث عن الاعلام بواقعية أقرب الى التشاؤم!!
الباحث التاريخي كما المهندس أو الطبيب أو المعلم أو الاعلامي.
كل هذه مهن هامة في المجتمع تتطلب مستوى متقنا ورفيعا في الأداء.
ولأن المجتمع,, أي مجتمع,, مختلف في شرائحه وجد الباحث التاريخي المزور للحقائق بقصد أو باهمال ووجد المهندس المهمل لارواح البشر والطبيب أو المعلم المستهتر والاعلامي الفاشل وأصف الاعلامي خاصة بالفشل لأنني أدرك وجود وفشل الفئة الدخيلة والهامشية على الاعلام كفن وتخصص دقيق ينعكس أثره على كافة العلوم ومختلف المجالات في الحياة.
هذه الملاحظة التي اذكرها بالتأكيد لا تنقص من أهمية المحاضرة أو تميُّز الدكتورة بصيرة في عرض الحقائق وطرح الموضوع التاريخي بشكل مبسط لغير المتخصصات ولكنه البسيط الممتنع، اذ استطاعت ان تقدم الموضوع في قالب عميق اثراه وهذا هو ديدن محاضرات اللجنة النسائية بدارة الملك عبدالعزيز التي تنجح دوما في استقطاب الكفاءات السعودية المتميزة لالقاء المحاضرات وعقد الندوات المختلفة ليصبح علم التاريخ اقرب الى ذهن المتلقي في المجتمع بعيدا عن جمود المادة العلمية.
|
|
|