حكى غبار بن بجعة الأزرق أن أبا الحسن غفر الله له لم يفهم يوماً في حياته تغير الزمان ولا تعاقب الحدثان,, وكان في هاجسه الظني خلود المعنى والفكر، وأن الطارف المحدث ليس إلا مقلداً أو مزيفاً أو إضافة أو عوضاً لما تقادم من الأشياء.
قال غبار: وحسب الأديب أبو الحسن وأمثاله من أهل الثقافة انهم البقاء، نور وفكر الأرض، وانهم شمسها وظلالها,, قال الشراح وتسامى بعضهم مثل تسامي العهن المنفوش,, حتى أقنعته جهالته بخفة عرضه بفتح الراء فقفز من عل كما تفعل القرود بين الأشجار فسقط ومات,, قال الرواة ومعهم أبو بدر الكاتب إن في الأمر ملابسات أخرى,, فقوا أنفسكم شر أنفسكم.
|