Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


برنامج التوعية عن الصلاة,, والأساليب التربوية في مدارسنا

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم 9906 خبرا يتضمن حضور مدير عام التعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله المعيلي لحفل انطلاق برنامج التوعية عن الصلاة في المدارس وان البرنامج الذي يستمر اسبوعا ستكون انطلاقته مع بداية الطابور الصباحي بكلمات في الاذاعة المدرسية وسيتخلله ايضا مسابقات ومحاضرات وندوات عن الصلاة واهميتها وفضائلها وحكم تاركها وقد احسنت ادارة التعليم حينما قامت بتنفيذ هذا الاسبوع الا انني في نفس الوقت اشفق من ان يتحول هذا الاسبوع الىاسبوع للخطب الانشائية يتفنن في القائها الطلبة ومدرسوهم فينتهي مفعولها بنهاية الاسبوع، كما حدث قبل ذلك لاسبوع الشجرة والمرور وكما حدث ليوم المعلم خصوصا ان الصلاة من الامور المهمة في حياة المسلم مما يجعل ترسيخها في نفوس الطلبة ولا سيما طلبة المرحلة الابتدائية امرا بالغ الاهمية ليس اثناء تواجدهم في المدرسة فقط بل حتى خارجها لانه امر مؤسف ومحزن حينما ترى شابا قد تجاوز الخامسة عشرة يمارس التدخين عند باب منزلهم والصلاة مقامة في المسجد الذي لا يبعد عنه سوى بضع خطوات وامر محزن ايضا ان ترى شابا يمر بالمسجد الذي تقام فيه الصلاة وهو يتمايل طربا مع سيارته على انغام موسيقى غربية صاخبة ملحقا الاذى بالمصلين ومن دون ان يفكر بايقاف سيارته لاداء الصلاة اوعلى الاقل اطفاء هذه الموسيقى النشاز احتراما لهذه الشعيرة اما الاذى الاكبر فهو الذي يتسبب فيه هؤلاء الصبية الذين لا يحلو لهم التعارك واللعب والضحك والمطاردات الا داخل المسجد خصوصا عندما يرون الصلاة قد اقيمت وللأسف الشديد انه لا يخلو منهم مسجد والغريب هنا ان هؤلاء الصبية يلزمون جانب الأدب والهدوء حينما يرون ان الصلاة قد شارفت على الانتهاء خوفا من ان يعاقبهم المصلون مما يؤكد ان التوعية تنقصهم بأهمية التزام الخشوع والسكينة والوقار عند دخولهم المسجد للصلاة وهنا يظهر ان هناك خللا في طريقة غرسنا لاهمية الصلاة في نفوس النشء، وهذا الخلل قد يكون صادرا من البيت او المدرسة، فالأب الذي لا يحرص على ان يأخذ ابنه الصغير من يده الى المسجد كلما حان وقت الصلاة ويجلسه بجانبه ليغرس في نفسه اهمية المحافظة علىالصلاة وشيئا من آدابها التي لا تخفى حتى على عامة الناس يكون قد ساهم في ايجاد شرخ في علاقة ابنه الحالية والمستقبلية بالمسجد، ومثال على ذلك اذكر انني كنت دائما ارى وانا في طريقي الى المسجد لاداء الصلاة، فتى يافعا يتخفى مرة خلف سيارة ومرة خلف حائط وهكذا، وفي احدى المرات شاهدته على هذه الحالة، فلما انقضت الصلاة سمعت والده يسأله وهما في طريقهما الى المنزل ان كان قد ادى الصلاة في المسجد فكانت اجابته الفورية والجاهزة نعم،وهنا تأكدت ان هذا الفتى كان يخدع أهله بايهامهم أنه يذهب لاداء الصلاة في المسجد عند خروجه من المنزل واعتقد ان التقصير كان من اهله الذين تركوا له الحبل على الغارب، اما المدرسون فمازلت اذكر كيف كانوا يعاملوننا عندما يرون اننا مازلنا داخل الفصول لم نتوجه الى المسجدلانتظار اقامة الصلاة حيث كان بعضهم يسابق في ضربنا ومن المواقف التي لازالت راسخة في مخيلتي ما تعرض له زميلي في الفصل مع احد المدرسين الذي دخل علينا بعد آذان الظهر وقبل ان تقام الصلاة ونحن نكتب ما على السبورة فبدأ في ضربنا بالعصا التي في يده ونحن نتقافز هربا منها عدا هذا الزميل الذي اصر على تكملة الكتابة فاستمر المدرس في ضربه فلما لم يفد ذلك انتزع المدرس الدفتر من يده ومزقه وقد كانت ردة فعل هذا الزميل عنيفة وبغض النظر عمن كان المخطىء فانه كان بامكان المدرس ان يسلك اسلوبا آخر اكثر حكمة، خصوصا انه كان يتعامل مع طالب في المرحلة الثانوية ومن خلال تجربتي القصيرة في مجال التدريس كنت ارى نفس الاسلوب ونفس التعامل يتكرر مع طالب اليوم مع انني اعتقد ان المدرس المربي لابد له من ان يحاول ان يسلك الاسلوب العملي التطبيقي في غرس الاسس والمفاهيم في نفوس الطلبة، والا ما الفائدة المرجوة من وجوده اذ ان كل المناهج الدراسية تحتوي على قيم وسلوكيات وفضائل يستطيع الطالب ان يقرأها ويحفظها دون معلم ومنها الموضوعات المتعلقة بالصلاة التي لا تخلو سنة دراسية من وجودها في المنهج.
علي بن زيد بن علي القرون
حوطة بني تميم

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved