Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


ماذا يحدث لشبابنا؟
احموهم من رياح الضلال وثقافة القشور

عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة، وبعد
الشباب منهم من يوصف بسمو الاخلاق وعلو الهمة وفيهم متوسط الطموح ودون هذا وذاك من يسيء لنفسه ومجتمعه بتصرفات في غاية الغرابة لمناهضتها للتعاليم الاسلامية وعادات المجتمع فعلا وشكلا وهو بهذا العمل يضرب ثوابته ويدخل في زمرة اعدائه الذين مافتئوا يجلبون بخيلهم ورجلهم لإيقاع شباب الإسلام في حبائلهم وقد نالوا منهم النصيب الوافر، فما نشاهده من تصرفات بعض الشباب يدل على أنهم سريعو التأثر بكل مايرونه، فهل مرد هذا عجزهم عن معرفة الصح والخطأ أم حب التقليد اوكلاهما إننا نحزن لرؤية هؤلاء الفتية وهم عدة الوطن ينحدرون في تصرفات تبعد النجعة عن الدين وطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه، فمن أين اصبنا بهذا الشرخ؟ هل البيت هو السبب أو ضحالة التعليم أو وسائل التثقيف, انهم ثروة الأمة ونكستهم هذه لا أخالها الا ضربة في خاصرتها، إذا استمرت كما نراها ستقود الى التأثير على فئات عمرية أخرى, إن الكثير من العادات المستوردة لاتقبلها الفطرة لبشاعة شكلها فكيف قبلناها؟ إنه الانقياد لرياح الزمن الرديء, لقد بدأنا نلمح بجلاء تقليد كثير من الفتيان لتقليعات سيئة تنم عن ضحالة في التفكير وفراغ روحي، من ذلك قصات الشعر، حيث يعمد الواحد منهم الى قص شعر رأسه ما فوق الاذنين وخلف الرأس وهو ما يسمى بالقزع, ثم اني اسأل هؤلاء ماوجه الحسن في هذا التصرف الذي يظهر صاحبه في هيئة قبيحة وينبىء عن عقلية متخلفة, ثم نجد هذا الشاب يجري في الاسواق حاسر الرأس وتارة يمشي بملابس مخجلة ومنهم من ينتهز بعده عن معارفه ليلبس ماشاء في اصابعه ورقبته وفوق رأسه ما ادري ماذا سيفعل لو سافر خارج بلده، ثم اذا عاد من السوق بعد ان أذاق عباد الله من الايذاء ما الله به عليم حبس بقية وقته امام محطات البث الخارجي، وما تراه يشتري من الصحف سوى ما يوافق تصرفاته تلك، إنها مصيبة تعاني منها جملة من البيوت, وأمام هذا الطوفان من التقليد الأعمى لا يسع المجتمع أن يقف متفرجا على ابنائه وهو يراهم يتهاوون في طرق موبوءة تقود في النهاية الى مشاكل ومخاطر عديدة أبعدتهم عن أماكن العبادة والصحبة الطيبة اننا ندعو خطباء المساجد والجامعات وهيئات الأمر بالمعروف ومؤسسات التعليم ووسائل الاعلام للتصدي لتلك الظواهر الغريبة على مجتمعنا السعودي وإبراز المخاطر التي تنجم عنها ووضع الحلول لمحاربتها حتى لاتتداعى علينا الأمم بساقط متاعها تزينه لشبابنا, وليت الجهات المعنية تمنع الحلاقين من قصِّ الشعر بالطريقة التي ذكرناها، وحبذا لو وضعت نماذج توضح الطرق المسموح بها تعلّق داخل صوالين الحلاقة وكذا منع الحلاقين من التصرفات المؤذية عند حلاقة الوجه.
ثم لانغفل دور المدرسة التربوي للارتقاء بمفاهيم الطلاب وثقافتهم فلا أعتقد أن الكتب المدرسية قاصرة لكن ابحثوا عن الخلل، فثقافة الطلاب ضحلة للغاية ولو ارتقى مستوى الفهم عندهم لعزفوا عن كثير من تلك التصرفات غير المحمودة, فالعلم لاشك له دور في عملية التمييز والبعد عن كل شيء مجافٍ للذوق وإن كنا لا نغفل دور التربية ولا نعفي المنزل من مسئوليته فلا بد من تظافر الجهود لتؤدي في النهاية الى النتائج المرجوة, وهذا يحقق سلامة المجتمع من ان ينال منه اعداؤه مايريدون, ثم لا ننسى اننا مقبلون على انفتاح اكثر بفعل الوسائل الجديدة في عالم الاتصالات مما يتطلب الحذر والجدية في تنشئة الشباب حتى يكونوا قرة اعين لوالديهم وعونا لمجتمعهم وأمتهم, نسأل الله العون والتوفيق.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved