Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


د, عائض الردادي
د, الزامل,,طبيب الألم والأمل

لقد أحسن كل من معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر والاستاذ حمد القاضي في مقاليهما المنشورين في الجزيرة عندما وصفا الراحل الفقيد الدكتور عبدالعزيز بن علي الزامل انه حبيب الاطفال والحاني عليهم، وازيد على ذلك انه مهدىء روع الآباء والامهات، وباعث الامل في نفوسهم.
عرفته -رحمه الله- عندما برز طبيبا نطاسيا في المستشفى الوطني في الرياض اثر عودته من دراسته فقد عني بالطب الوقائي عنايته بالطب العلاجي، وصار كل مراجع له يخرج بنصائح طبية كثيرة في العناية بالاطفال وبعدد محدود من الادوية ان لم يكن خالي اليدين منها، ولم يكتف اذ ذاك بما يقوله لمراجعيه من الآباء والامهات بل اتصل بوسائل الاعلام وبخاصة الاذاعة حيث شارك كثيرا في الندوات وفي برنامج طبيب الاذاعة ثم أصدر كتابا عن الطفولة ضمنه كثيرا من المعلومات التوعوية التي يحتاج اليها الوالدان.
صار اسم الدكتور الزامل على لسان كل أب أو أم واشتهر بين الناس فقصدوا المستشفى، وعندما فتح عيادة خاصة للاطفال بادروابفتح ملفات لأولادهم أظنها بلغت الآلاف حتى انه لجأ في السنوات الاخيرة الى تجميع ملفات العائلة الواحدة في ملف واحد لكثرة الملفات من ناحية، ولان الاطفال قد كبروا ولم يعودوا من مراجعيه، وقد حصل ذلك معي عندما راجعته بأحد أطفالي حيث طلبت ان أحضر في المرة القادمة جميع البطاقات ليجمعها في ملف واحد للعائلة.
لقد كسب الدكتور الزامل ثقة الامهات السعوديات على وجه الخصوص لانه كان يتكلم بلغة المجتمع وبطبائعه، وبكلام يصل الى القلب وينبض بالصدق، فالام تحس كانه يعيش معهم في البيت عندما ينصحها بفعل كذا والاستغناء عن كذا من الطعام او العادات او غيرها وكثيرا ما يستغني عن صرف العلاج بنصح الام ببعض الامور التي اذا فعلتها أغنت صغيرها عن العلاج.
كان -رحمه الله- اذا راجعته لا تحس انه في عجلة من امره كما يفعل بعض الاطباء بل يفتح معك كلاما حول طب الاطفال حتى انك في بعض الاحيان تحاول استعجاله لما بداخل نفسك انك اخذت أكثر من وقتك، حاورته مرة في عدم صرف علاج لاحد اولادي فبدأ يشرح لي انه لو صرف لي هذا العلاج او اقرني على العلاج الذي كان معي) يترتب عليه آثار سلبية منها ان احد الادوية التي تصرف اذ ذاك للاطفال كانت تؤدي لفشل كلوي، وعندما سألته لماذا لم تبادر أنت وامثالك ممن يعرف ضرر هذا الدواء الى الكتابة للجهات المسؤولة لتمنعه اجابني بانهم قد فعلوا وبخاصة ان ذاك الدواء لا تظهر آثاره الا بعد سنوات ثم اقنعني ان النصائح التي اسداها الي لفعلها هي علاج بلا آثار جانبية,كنت تحس انه يحمل بين جنبيه انسانية الطب وشفقة الوالدين على اطفالهم والاخلاص لمهنته بل والتطلع لثواب الآخرة قبل أجرة الدنيا.
لقد حزنت وحزن اولادي الذين يوجد لأكثرهم ملفات في عيادته كأنه قد رحل واحد من بيننا في البيت وشعرنا اننا فقدنا واحدا منا، اذ زرناه في عيادته لا نشعر بتردد او رهبة وصدق الشاعر:
كم من عليل قد تخطاه الردى
فمضى ومات طبيبه والعود
رحم الله د, الزامل فقد كان حبيب الاطفال ومطمئن الآباء والامهات وواحدا من افراد كل اسرة حملت اليه اطفالها بالالم فخرج الوالدان من عنده بالامل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved