Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


بيننا كلمة
السلام,, وضمير الأمة
د , ثريا العريّض

مرة أخرى,, كم هو جميل أن يتفاعل المسؤول مع الاعلام بوضوح وتفهم للإطار الأكبر للاهتمامات دون أن تغيب عنه جوهريات الحقائق.
أعود لحديث الأمير عبدالله في مجلة الشراع اللبنانية الذي نشر في عددها الاثنين 22/11/99, (وأكثر ما أعجبني فيه هو وضوح الإجابات وبالمختصر المفيد, ما فائدة الإسهاب في الخطابيات حين توضح كلمة أو عبارة مختصرة كل ما هو مطلوب؟):
س: سمو الأمير هل تعتقدون أنه آن الأوان لعقد قمة عربية لمعالجة مسائل واستحقاقات في السلام قادمة؟
ج: أين السلام هذا!
س: ولو لإنهاء نزاعات عربية؟
ج: يجب حل المسائل داخليا قبل تفاقمها وماذا فعلت القمم العربية؟ ها قد عقد منها 15 قمة حتى الآن هل تغيرت أحوال العرب؟ هل تحسنت؟
س: ولكن قمة القاهرة 1990 وضعت قاعدة عربية تم الاستناد اليها لتحرير الكويت؟
ج: كانت هذه القمة أيضا سببا في انقسام العرب حتى اليوم ولا سبيل لوحدة كلمة العرب على هدف واحد لخدمة شعوبنا وقيمنا ومثلنا العليا الا بوحدة الهدف والسعي اليه باجماع يتجاوز به المسؤولون كل حسابات الماضي وما فيه من أخطاء أو سلبيات ليكون من هذا الاجماع خدمة للسلام العادل في هذه المنطقة وفي العالم أجمع.
س: تساءلتم عن السلام؟
ج: السلام هنا في ضمير الأمة,, وهو ما يجب ان نوقظه وأن نوقظ ضرورات شعوبنا,, عندما يصبح العرب أقوياء يتحقق السلام العادل .
* * *
أجل لا فائدة ترجى من مواصلة الدوران في دوائر مغلقة تصر على المطالبة بما لا يتحقق واقعيا,, أو التخطيط بمثالية طوباوية تحلم بما هو شبه مستحيل من واقع تجربتنا في الماضي القريب.
لا العرب قادرون اليوم على تحقيق السلام العادل مع غيرهم أو بين بعضهم البعض، طالما هناك بينهم من هو مشغول بنزعات ونزاعات شخصية يحرم بها الأمة من أي قدرة على بناء قوتها لاستعادة حقوقها بمنطق القوي القادر المتعاضد,, ولا العالم المنشغل بمصالحه واهتماماته الذاتية وعلاقاته الخاصة سيقدم للعرب اعتذارا، إن لم يكن عن إبقائهم في هوة التخلف، فعن تضييع مصالحهم وسلبهم حقوقهم وأراضيهم.
مازال بعض الأرض مستلبا,, ومازالت القلوب غاضبة ومازال الحديث عن السلام بيننا وبين من نراهم سبب معاناتنا، وبيننا وبين بعضنا البعض موضوعا يتطلب رؤية واضحة وخالية من شوائب التعلق بما نريد رافضين ضرورة البدء بتلمس ما هو متراكم من العوائق في سبيل السلام أو حتى النمو دون إعاقة داخلية أو خارجية.
ولكن بهدف بعيد، مصيري ان نحتفظ جميعنا بوجهة سير تأمل بتكامل عربي, إننا نزداد قوة بقدر ما نزداد تعاضدا وتنسيقا في مواجهة المصالح الأخرى للجبهات والاتحادات الاقتصادية والسياسية العالمية, في هذا العالم السائر شئنا أو أبينا نحو العولمة والتعايش في محيط مشترك الموارد والمصادر والأسواق، وبين متطلبات انتمائنا القطري والخليجي والعربي والعالمي، بواقع اليوم وقادم الغد، الخطوة الأولى منطقيا هي أن نحدد ما لا نستطيع التفريط فيه ,, مثل يقظة ضمير الأمة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved