* الرياض واس
اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون بدول الخليج العربية اجتماعات الدورة العشرين للمجلس الأعلى بمجلس التعاون في قصر الدرعية بالرياض بعد عصر أمس.
وقد بدأت الجلسة الختامية باعلان الرياض الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون جميل بن إبراهيم الحجيلان, وفيما يلي نص الإعلان:
إعلان الرياض
الصادر عن الدورة العشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
19/21 شعبان 1420ه 27/29 نوفمبر 1999م
إن المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته العشرين المنعقدة في الرياض خلال الفترة من 19/21 شعبان 1420ه الموافق 27/29 نوفمبر 1999م.
وبهدي من ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية السمحاء وانطلاقاً من أهداف وغايات النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
واستشعاراً من المجلس الأعلى لأهمية هذا المنعطف التاريخي استعرض بالتحليل ما يدور في العالم من تطورات وما يموج فيه من أحداث مدركاً أن التاريخ لا يصنعه المتفرجون من بعيد وان الأحداث لا يصوغها المنعزلون المتهيبون وآخذاً في الاعتبار أهمية الدور والمسؤولية التي يجب أن تقوم بها دوله كجزء من أمتها العربية والإسلامية والتي هي في الوقت نفسه جزء من العالم الكبير مما يحتم عليها أن تكون قادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة ومتجاوبة مع المتطلبات الجديدة دون أن تفقد شيئاً من خصوصيتها المستمدة من الأصالة الإسلامية والعراقة العربية.
واستعرض المجلس الأعلى ما تشهده الساحة الدولية من تطورات اقتصادية وخلص إلى نتيجتين أساسيتين مفادهما أن تيار العولمة يفرض نفسه فرضاً على العالم ويطبع هذه الحقبة التاريخية بطابعه وان هذا التيار يحتم نشوء كيانات اقتصادية قوية تستطيع التعامل معه ومع ما يحمله من تطورات دون التعرض لهزات اقتصادية تمس رخاء المواطنين.
ومن هذا المنطلق لاحظ المجلس الأعلى أن التعامل المتكافئ مع هذه القوى العملاقة يحتم على دوله ألا تبقى متفرجة على التطورات المتلاحقة التي تجري في ساحة الاقتصاد العالمي مكتفية بسياسات ردود الفعل بل أن تبادر للمساهمة بفاعلية وتأخذ دورها في بلورة واتجاه مسيرته من خلال كيان اقتصادي خليجي واحد يتواكب ويتكامل بدعم الكيان الاقتصادي العربي المترابط بما يضمن المحافظة على المصالح الوطنية لدوله.
وأقر ضرورة وضع استراتيجية بعيدة المدى تتوجه نحو دعم خطوات التكامل الاقتصادي العربي لتحكم العلاقات بين دول المجلس والتكتلات الاقليمية والمنظمات الدولية.
وبانعقاد هذه الدورة للمجلس الأعلى يكون مجلس التعاون قد تعزز كيانه وتزود بتجارب عقدين من الزمن وأصبح من واجبه أن يقف ليراجع سجل ما تحقق وسجل ما ينبغي أن يتحقق ويقيم بموضوعية ودقة مسيرة التعاون الاقتصادي بين دوله ليستطيع المجلس أن ينطلق بعزم جديد وروح وثابة وبنظرة شاملة تستطيع تفعيل اقتصاديات السوق وتعزيز هياكل الانتاج وتنامي دور القطاع الخاص في عملية التنمية على نحو يمكن اقتصادياته من التفاعل مع المتغيرات العالمية بما يحقق لشعوب دول مجلس التعاون ما تطمح إليه وما تستحقه من رفاه ورغد.
وادراكاً من المجلس الأعلى لأهمية التنمية الشاملة في النهوض بمستوى الشعوب والأفراد فقد أولى هذا الموضوع الحيوي اهتمامه مؤكداً على أن الإنسان ينبغي ان يظل محور التنمية وهدفها وجوهرها واستعرض المجلس الأعلى في هذا المجال استراتيجية التنمية الشاملة التي سبق أن اقرها في دورته التاسعة عشرة في أبو ظبي ورأى تكليف الهيئة الاستشارية بالعمل على اعداد ملف استرشادي لزيادة فعالية تنفيذ هذه الاستراتيجية بما يخدم الإنسان الخليجي بروافد من الأفكار والمقترحات الجديدة التي تستهدف تفعيل الآليات واطلاق القدرات.
ولادراك المجلس الأعلى ان النفط يشكل عصب الاقتصاد الوطني في دول مجلس التعاون ويعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في العالم بأسره قرر المضي قدماً لبلورة موقف موحد تجاه علاقات السوق النفطية تضمن التوازن بين العرض والطلب وتتعامل مع المفاجآت الطارئة التي قد تؤدي الى اضطراب السوق وتؤثر سلباً بمصالح المنتجين والمستهلكين للنفط على حد سواء.
كما تدارس المجلس الأعلى الأوضاع العالمية الراهنة لسوق النفط وأعرب عن ارتياحه للتطورات التي يشهدها سوق النفط مؤكداً حرصه الدائم والمستمر على بذل كافة الجهود لضمان استقرار الأسواق العالمية للنفط وبما يحافظ على مصالح المستهلكين ويضمن في نفس الوقت استمرار مصالح المنتجين له.
ان المجلس الأعلى وهو يسابق الزمن لبناء كيان يتكافأ وتطلعات شعبه ليؤكد ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية لم يكن في حقيقته الا تجسيداً للاخوة العربية وللتضامن الاسلامي ولم يغب لحظة عن محيطه العربي الكبير ولم ينعزل مطلقاً عن أمته الإسلامية ولم يكن سعي المجلس للوحدة الا تعبيراً عن ايمانه بأن قوة الخليج العربي قوة للعرب وأن عزته عزة للمسلمين.
ويجدد المجلس تأكيد العزم والتصميم على مواجهة التحديات والتغلب عليها سلاحه في ذلك إحساس عميق بالإيمان بالله وثقة راسخة في قدرات وطاقات شعبه وكيانه الوحدوي لتحقيق الآمال والطموحات لبلوغ مستقبل مشرف مزدان بالتنمية الشاملة المستدامة مصان بالعدالة الاجتماعية زاخر بالخير والنماء.
والله من وراء القصد وهو سبحانه وتعالى ولي التوفق
صدر في الرياض
بتاريخ 21 شعبان 1420ه، الموافق 29 نوفمبر 1999م.