Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


د, عز الدين محذراً من الخمول
السمنة ضريبة الحياة العصرية في الدول العربية

*حوار : عبيد العتيبي
التغيير الكبير الذي حدث في الدول العربية في العقود الأخيرة من ناحية النمو السكاني والاقتصادي والهجرة إلى المدن، وماصحب ذلك من تغيير في نمط الحياة التقليدية القديمة إلى ما يسمى بالحياة العصرية، وما أفرزته من تحول في نوعية الأكل والخلود إلى الراحة ومرض السمنة، كل هذه العوامل ثبت ارتباطها الوثيق بالارتفاع الشديد في نسبة الإصابة بمرض السكري في المنطقة.
أوضح ذلك الدكتور/ عز الدين عبدالله محمود استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكري بمستشفى الحمادي الرياض مبيناً أن مرض السكر الذي يعتمد على الانسولين في علاجه والذي يصيب عادة صغار السن لا يشكل إلا نسبة ضئيلة من هذا المرض الذي يظهر عادة فوق سن الاربعين.
ويفسر د, عز الدين محمود أثر النمو السكاني في الإصابة بهذا المرض فيقول في حين أن متوسط النمو السكاني من دول الغرب حوالي 1% نجده في مصر 3% وفي شمال أفريقيا 4% ومتوسط دول الخليج 8% من 4,25% إلى 75,12% ، أضف إلى هذا أن حوالي 50% من السكان دون سن العشرين مما سيؤدي إلى تفاقم المشكلة في المستقبل.
ثم قال : أضف إلى ذلك ظاهرة الهجرة إلى المدن وهي مهمة للغاية، ففي السبيعنات مثلاً كان حوالي 25% من سكان الخليج يسكنون المدن يعادله الآن 75% من السكان، وفي مصر 44% وباقي الدول العربية بين5575% ، وقد أدت هذه الظاهرة إلى آثار اجتماعية وصحية كما سنوضح.
السكري في الدول العربية
وأشاد الدكتور عز الدين الى أن الإحصاءات والأرقام حول مرضى السكري لا تمثل كل الحقيقة، إذ ان حالات السكري غير المعروفة غير مشخصة في المنطقة تقدر بحوالي 50% في السعودية 45 56% ، مصر 40 56% والبحرين 30 40%، وعليه إذا عدلنا الارقام المعلومة حالياً بموجب هذا يزداد حجم المشكلة الحقيقي.
وقال كما نلاحظ أن هناك زيادة في حالات السكري من العشر سنوات الأخيرة سواء كان بين سكان القرى أو المدن ولكنها أكثر بكثير بين سكان المدن، ونلاحظ هذا الفرق في مصر فالنسبة بين البدو يمثلون 1,2% من السكان 1,8% وبين سكان القرى 6,5% وسكان المدن المدن 11,8%, أما في السعودية فنجد الزيادة في القرى أكثر من مصر إلى حوالي الضعف بين 1987 1997 وقد يرجع هذا إلى اختلاف دخل الفرد ودرجة النشاط الجسماني، أما إذا قارنا أرقام المدن بالسعودية فنجد الفرق بين المدن والقرى واضحاً وأيضاً الزيادة الظاهرة في الاصابات بالمدن في نفس العقد.
ويؤكد استشاري الغدد الصماء والسكري أن هناك علاقة أيضاً بين دخل الفرد وارتفاع نسبة الاصابة بالسكري فمثلاً في السعودية عام 1988 كانت النسبة بين سكان القرى ذوي الدخل المحدود 6,9% مقابل 26,7% لذوي الدخل العالي فوق 15 سنة، أيضاً لاحظ الرسم البياني من مصدرالدخل العالي ضعف المحدود في الإصابات تقريباً .
السمنة
وعن أثر السمنة وارتفاع الوزن في الإصابة بالسكري أفاد الدكتور عز الدين بأنها سبب أساسي منفصل للإصابة بالسكري، وترتفع نسبة السكري بين الدول موازية لنسبة السمنة وفي السعودية تزيد السمنة إصابات السكري إلى 1,5 بين سكان المدن وإلى 3 أضعاف بين سكان القرى، أيضاً لاحظ الرسم البياني من مصر.
ونسبة السمنة في الدول العربية من أعلى النسب في العالم: السعودية عام 1997 فوق عمر 15 سنة رجال 10,7% ونساء 27,4% ، وفي الكويت عام 1995 بين البالغين كانت 36% هي أعلى نسبة في المنطقة، وتزداد نسبة السمنة مع ازدياد دخل الفرد، ففي مصر مثلاً نجد النسبة فوق سن العشرين من ذوي الدخل المحدود من سكان المدن يمثلون 40% من السكان 6% بين الرجال و 25% نساء يقابله في الطبقات العليايمثلون 10% من السكان 56% رجال و 45% نساء، وطبعاً ترتفع هذه النسب إذا ركزنا على الاعمار فوق 45 سنة والسمنة أكثر تفشياً بين سكان المدن، ويحدث العكس في دول الغرب إذ تقل نسبة السمنة بين ذوي الدخل العالي.
أسباب السمنة
وحول الأسباب التي أدت لزيادة السمنة في الدول العربية يقول د, عز الدين بأنه يأتي في مقدمتها الحمية حيث تغيرت كماً ونوعاً فقد كان متوسط السعرات الحرارية اليومي من الوجبات 2000 وحدة في منتصف الستينات ارتفع إلى 3000 وحدة في منتصف الثمانينات واستهلاك الدهون من أهم أسباب هذا الارتفاع فقد كان يمثل 10% من الوجبة زادت إلى 30% في هذه الفترة هذا بالإضافة إلى الإكثار من السكريات والحلويات أكلاً وشرباً.
ومن أسبابها أيضاً قلة النشاط البدني، فمن المعلوم أنه كلما قل النشاط كلما ازدادت السمنة، فمثلاً أثبتت الإحصائيات أن مشاهدة التلفزيون لأكثر من 3 ساعات يوميا تضاعف نسبة السمنة، وأيضاً في دول المنطقة كلما ازدادت نسبة السيارات لعدد السكان ازدادت نسبة السمنة ثم قال أيضاً نظرة المجتمع للسمنة قد تؤدي لزيادتها ويبدو أن الاعتقاد الخاطئ القديم بأن السمنة دليل على الصحة الجيدة لا يزال موجوداً، فقد دلت الإحصائيات أن 55% من النساء و 52% من الرجال المصابين بالسمنة يظنون أن وزنهم طبيعي، والطريف أن 4% من هؤلاء السيدات يعتقدون أن وزنهن أقل من المطلوب!!
نظرية السمنة
ثم تحدث الاستشاري الدكتور عز الدين محمود عن نظرية السمنة مبيناً أن الله سبحانه وتعالى قد خص بعض المجتمعات التي تتعرض لنقص في الغذاء من حين لآخر كالمجتمعات البدوية والرعوية بعوامل وراثية تساعدهم على تخزين الشحوم لوقت الحاجة، وقد لوحظ في أماكن عدة في العالم أنه عندما تتغير ظروف هذه المجتمعات نحو الحياة العصرية ووفرة الغذاء تزداد نسبة السمنة نتيجة لتراكم هذه الشحوم.
ثم أردف قائلاً: لاشك أن مرض السكر عند الكبار 2 type يمثل مشكلة صحية واجتماعية كبيرة في الدول العربية، وتقدر حالات السكر في المنطقة في منتصف الثمانينات بحوالي 3 4 ملايين حالة، ارتفعت إلى حوالي 8 ملايين حالة في منتصف التسعينات وإذا نظرنا إلى تركيبة المجتمع العربي نجد حوالي 20,8 مليون 13% من عمر 30 40 سنة منهم 1,5 مليون مصاب بداء السكر وهناك 28 مليون شخص فوق سن الأربعين 18% منهم 6,5 ملايين مصاب أي مايعادل ربع الطاقة البشرية المنتجة في المنطقة ويتوقع أن تصل هذه النسبة إلى الثلث في عام 2005م، ويمثل مرض السكر حوالي 36% من الحالات بالمراكز الصحية العامة، ونسبة مضاعفات السكر بالكلى والعيون والاعصاب كما في دول الغرب مع احتمال انخفاض نسبة بتر الأرجل في المنطقة.
وعن وسائل الوقاية والحد من انتشار هذا المرض الخطير يقول د, عز الدين: يعتبر داء السمنة وعدم النشاط الجسماني من أهم العوامل المؤدية للمرض، ولنا في السلف الصالح والتراث خير قدوة, قال الرسول صلى الله عليه وسلم ماملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه , ويرشدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من خط وخاط وفرس وعام فذلكم الغلام وأخيراً كل التحية للأخوة الباحثين العرب لعملهم الدؤوب لإجلاء الحقائق والله الموفق،،
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved