Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


صفحات مجهولة في تاريخ الإعلام
أسرة الزهير السعودية تمتهن الصحافة خارج الوطن قبل تسعين عاماً

مقدمة:
ماتزال المعلومات التي نشرها الشيخ حمد الجاسر في مجلة (العرب/ العدد الخامس/ 1387ه) عن الباحث والصحفي سليمان الصالح الدخيل، عندما وصفه بأنه أول نجدي مارس الصحافة ماتزال ترنّ في ذهن كل من يبحث عن الجهد الصحفي لأبناء هذه البلاد خارج وطنهم.
فمن المعروف، أن سليمان الدخيل، وهو من مواليد بريدة سنة 1290ه (1870م)، قد أنشأ مطبعة الرياض في بغداد، وأصدر صحيفة (الرياض) الأسبوعية في بغداد عام 1327ه (1910م) ثم اشترك مع إبراهيم العمر في إصدار مجلة الحياة الشهرية عام 1330ه (1912م)، ثم أصدر مع داود العجيل جريدة (جزيرة العرب) الأسبوعية في بغداد أيضاً سنة 1350ه (1931م) كما كتب سلسلة مقالات (النجديات) في مجلة (لغة العرب) بين عامي 1911 و1914م، وقد أفاض د, عبد الله العثيمين، ود, محسن عياض عجيل (من العراق) في الحديث عن جهوده وآثاره.
***
أما إذا أُخذ منشأ الأسرة أساساً، فان عائة الزهير السعودية المعروفة في حريملاء التي هاجرت الى العراق واستوطنت في جنوبه منذ(200) عام حتى أصبح الكثير ينظر إلى من هاجر منها واكتسب الجنسية العراقية أو ولد هناك، على أنهم أسرة عراقية قد تُعدّ أقدم في ممارسة الصحافة خارج الوطن السعودي.
فلقد اتجه عدد من أفرادها إلى ممارسة الصحافة في تركيا والعراق على نحو ماسيتم ذكره في هذا المقال، على أن الموضوع بأكمله ينتظر جهداً توثيقياً أعمق، لتتبع هذه المحاولات التي قام بها مواطنون من هذه البلاد بنشاط طباعي وصحفي في أوطان أخرى، منهم من حافظ على الهوية الحجازية أو النجدية أو الأحسائية أو الجنسية السعودية خلال الحكم السعودي، ومنهم من اندمج في تلك الأوطان التي استقروا فيها، وسيتطرق كتاب سيصدر قريباً إن شاء الله لكاتب هذه السطور إلى نماذج منهم، مكتفياً في هذا المقال بالإشارة بإيجاز إلى ما قام به أفراد من أسرة الزهير في كل من تركيا والعراق، في مطلع هذا القرن الميلادي العشرين، والمرجو أن ينعش هذا المقال ثم الكتاب أقلام الباحثين لإثراء هذا الموضوع والتعمق فيه من جميع جوانبه.
***
1) أحمد (باشا) الزهير:
يشير مؤرخو الصحافة العربية، ومنهم فيليب طرازي إلى أن أحمد باشا الزهير كان قد أسس جريدة(الدستور) في مدينة اسطنبول (القسطنطينية) في تركيا بتاريخ 9/9/1326ه (الموافق 4/10/1908م)، ويبدو ان أحمد الزهير قد أصدر الطبعة العربية فقط من هذه الجريدة، وقد تفضل السفير السعودي في تركيا (الأستاذ محمد العبد الرحمن البسام) بتزويدي بنسخة منها بالتركية، ومن المعروف أنها كانت تصدر بأربع لغات منها العربية.
وبمقارنة الأسبقية في ممارسة الصحافة، يتبين أن أحمد باشا الزهير قد سبق سليمان الدخيل بأكثر من عام، ذلك أن الدخيل أصدر جريدة (الرياض) في بغداد وفق رواية الشيخ حمد الجاسر بتاريخ 26/12/1327ه ( 7/10/1910م)، علماً بأن رواية الشيخ الجاسر هي الأقرب للواقع، وتتفق مع ماتواتر فيما بعد لتحقيق صدورها (وإلاّ فإن خير الدين الزركلي ذكر تاريخاً أبكر لصدورها).
وقد ذكر المحامي رجب بركات وهو من مؤرخي الصحافة العربية والعراقية بالذات ومقيم في الرياض - أن جريدة الدستور العربية تلك كانت مناصرة لجمعية الإخاء العربي العثماني ولسان حالها.
***
2 عبد الله الزهير:
ثم يذكر فيليب دي طرازي مؤلف كتاب (تاريخ الصحافة العربية) شخصية أخرى من عائلة الزهير، وهي عبد الله الزهير، الذي قام في 2/2/1330ه (22/1/1912م), بإصدار الطبعة العربية من جريدة (الدستور) العراقية التي صدرت في البصرة، وقد اختار لها هذا الاسم تيمناً برصيفتها السابقة.
وقد تفضل الأخ الدكتور علي أبا حسين الباحث السعودي المعروف، والمشرف على تحرير مجلة (الوثيقة) التي يصدرها مركز الوثائق التاريخية في ديوان ولي عهد البحرين بتزويد كاتب هذا المقال بصورة منها، كما تفضل الأخ المحامي رجب بركات بإمدادي بمعلومات مفصلة عن تاريخها ومنهجها.
وقبل الاسترسال في الحديث عن عبد الله الزهير وصحيفته، تحسن الإشارة إلى أن هذه الجريدة قد أجرت بعد عام من صدورها (ذو القعدة 1331ه، أكتوبر 1913م) مقابلة صحفية مع جلالة الملك عبد العزيز بعد دخوله الأحساء، ويذكر خير الدين الزركلي أن الذي أجراها هو إبراهيم بن عبد العزيز الدامغ الذي يبدو من اسمه أنه من أهالي عنيزة المقيمين في العراق إلا أن الزركلي لا يذكر أين تمت المقابلة.
وما لم يثبت خلاف ذلك، فإن الذي يغلب على الظن، هو أن تلك المقابلة قد تكون أول مقابلة صحفية من نوعها تجرى مع الملك عبدالعزيز رحمه الله، فقد سبقت دخول الحجاز وصدور (أم القرى) باثني عشر عاماً.
يلخص المحامي والصحفي رجب بركات معلومات عن جريدة الدستور وعبد الله الزهير بالآتي:
1 كان عبد الله الزهير من عائلة بصرية ثرية امتهنت التجارة والعقار، وكان من رواد الصحافة الأوائل في البصرة، مارس الحياة السياسية، نائباً عن ولاية البصرة في مجلس (المبعوثان) العثماني، كانت له مواقف إصلاحية وقومية، عضو في حزب الحرية والائتلاف.
2 كانت جريدة (الدستور) أسبوعية، ظهرت في أربع صفحات باللغتين العربية والتركية.
3 تعد جريدة (الدستور) مصدرا مهماً من مصادر تاريخ البصرة في أواخر العهد العثماني،
وهي جريدة حزبية إصلاحية سياسية، كانت لسان حزب الحرية والائتلاف في البصرة، وهي آخر جريدة بصرية صدرت في العهد العثماني.
4 كان عبدالله الزهير هو صاحبها ومديرها المسؤول، ثم أصبح عبد الوهاب الطباطبائي مديرها المسؤول بعد العدد الرابع عشر، ثم تنازل الزهير للطباطبائي نهائياً عن الجريدة بعد العدد (64)، وقد توقفت الجريدة عن الصدور بعد عددها (116).
5 وبعد أن تعرضت الجريدة للتعطيل، أصدر عبدالوهاب الطباطبائي جريدة أخرى تعدّ امتداداً للأولى، وهي جريدة (صدى الدستور).
***
3) عثمان الزهير وعبد الله الزهير
كما يشير كتاب (تاريخ الصحافة العربية) أن عثمان الزهير الذي يُرجَّح أنه من الأسرة نفسها كان ايضاً قد اصدر جريدة في بغداد باسم (المرقب) بتاريخ 30/2/1342ه (الموافق 16/11/1923م)، إلا أنه لاتتوفر معلومات مفصلة عنها.
كما يشير الكتاب نفسه، وكذلك الأستاذ رجب بركات إلى سليمان الزهير الذي كان قد اشرف على صدور الطبعة العربية من الجريدة الصادرة بالإنجليزية في البصرة (بصرة تايمز - Basrah (Times وتسمى (الأوقات) وهي الترجمة الحرفية لكلمة (تايمز).
***
وبعد:
إن ما تقدم لايعدو أن يكون عرضاً سريعاً لما قامت به أسرة الزهير السعودية المقيمة سابقاً في العراق وتركيا، قصد به استكمال المعلومات التي سبق أن أهداها وبدأها العلامة الشيخ حمد الجاسر، حول بعض من مارس الصحافة من أبناء هذا الوطن في بلدان أخرى، والمرجو أن يحظى هذا الموضوع الشيق بمزيد من الاستقصاء والبحث من طلبة الإعلام ودارسيه.
المعلومات الأخيرة، التي يختتم بها هذا المقال، هي أن التواريخ التي ذكرت فيه، فيما يتعلق بصدور (الدستور) العربية في تركيا، و(الرياض) البغدادية، و(الدستور) البصرية، هي أعوام تتزامن مع الفترة ذاتها التي بدأت فيها صحافة الحجاز في العهد التركي (1326ه 1908م)، وقد جاءت جميعها في أعقاب صدور الدستور العثماني، وتزامنت مع صدور نظام المطبوعات العثماني الثاني، فلقد كانت الحجاز والبصرة ولايات عثمانية سابقة كما هو معروف.
كما أن أسرة الزهير قد تولت أمارة الزبير في جنوب العراق بعد انتقالها من حريملاء قبل ما يزيد على مائتي عام، وحتى مطلع القرن الميلادي العشرين تقريباً.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved