Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


التعاون من حيث هو هدف
هدى المهوس

لاشك أن التعاون بين الدول المتقاربة الأهداف أمر مرغوب فيه.
ولن يخطىء من يعتقد أن هذا التقارب يقوي على زيادة العمل الذي يرفع من شأن كل منها, ونحن نعلم جيداً أن الهدف يجب أن تصل إليه الدولة التي كانت السابقة الى اختياره,, فإذا عجزت عن تحقيق هذا الهدف جاز للدول التي تعمل لنفس الهدف ان تعمل عوضاً عنها علها تنجح حيث أخفقت هي.
فالتعاون مطلوب على اساس توحيد الخطط مادام الهدف واحداً، والمسئولية مشتركة, ومن ثم يجب على كل دولة قائمة علىالتعاون أن تسعى لمنع ظهور أي خلافات بين أعضائها، تلك الخلافات التي من شأنها احداث شقاق يؤدي الى إضعاف الحركة وبالتالي عليها أن تسهر على الإبقاء على روح الكفاح مشتعلة لتقوى وتزداد يوماً بعد يوم,, وأظن أني اليوم أستطيع أن أوضح رأيي في مثل هذه المسائل (حين أعترف بضرورة قيام منظمات بين الدول المتقاربة قائمة على التضامن والتعاون فيما بينها في الأوضاع الراهنة,,),, لأن هذه المنظمات تأتي في طليعة المنظمات ذات الأثر في حياة الأمة إجتماعياً واقتصادياً لأن شعباً يؤمن لسد حاجاته الحيوية ضمن نطاق منظمة معترف بها لهو شعب قادر على الانتصار في معركة البقاء بفضل تمتعه بقوة روحية ومادية ضخمة، وسط عالم يضطرب اليوم بشعور عام يبدو أثره في ظاهرات من الفوضى تارة ويتمخض تارة أخرى عن تغيرات اجتماعية واقتصادية غير معينة المطالب والنتائج,, كل هذه الظواهر مصدر للقلق العالمي الحاضر, ربما كان السعي الجاد لاعادة الطمأنينة الاقتصادية الى العالم بعض مسائل الهدوء النفسي الذي تلتمسه الإنسانية اليوم, فلا تجده,, مع أن الطمأنينة الاقتصادية لم تكن يوماً غاية اجتماعية لذاتها وانما هي وسيلة لرخاء العالم رخاء يمكنه من المتاع بكل مافي الوجود من أسباب النعمة والسعادة اللتين يدأب الإنسان في طلبهما غير يائس من الوصول الى حظ قل أو كثر منهما, إنما يتعلقان بالنفس الإنسانية عند الفرد أو الجماعة على السواء, والنفس الإنسانية ليست بحاجة الى ان تترع بنعيم المادة لتنال حظها من السعادة (وانما هي بحاجة الى ان تكون فوق مستوى العوز المادي الذي يضطرها لإنفاق كل وقتها في السعي وراء العيش),, وكل ساعة فراغ من هذا السعي تنالها هي سعادة مكسوبة الى الحياة الإنسانية المتطلعة لمعاني الوجود العليا بمقدار ما تطيق النفس تصور هذه المعاني، والجماعة في ذاك كالفرد سواء بسواء, وانما الغاية التي ننشدها في المنظمات التعاونية هي أولاً جمع كلمة الحق والتعاون على البر والتقوى.
وثانياً: جمع شمل الإسلام بالمسلمين في ارجاء هذه الدول ودحر العدو عن حقوقنا المشروعة, ومن ثم كشف النقاب عن المصلحة العامة والبحث عنها في حدود اللازم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved