Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


شدو
عجب!
د, فارس الغزي

جون ساك اسم لإعلامي بارز ومؤرخ (من فئة المغضوب عليهم) لدى اوساط النخب العلمية والإعلامية (الصهيونية) في امريكا, هذا الاسم يحتل اوائل صفحات (القائمة السوداء!) لدى دوائر (التعتيم!) الإعلامية السابق ذكرها والمكتظة بقوائم تطول وتطول بأسماء أناس قالوا الحقيقة أو على الأقل حاولوا قولها فجوبهوا أو حوكموا أو خسروا انتخابات أو اضطروا إلى اعلان إفلاسهم من أمثال العالم اليهودي تشومسكي والرأسمالي هنري فورد (صاحب سيارات فورد ومؤلف كتاب اليهودي العالمي (The International Jew) والسناتور بول فندلي صاحب الكتاب المشهور ضد اليهود والمعنون ب(من يجرؤ على الكلام؟ They Dare to Speak Out) والمفكر الفرنسي المسلم: جارودي (صاحب المحاكمة الشهيرة!),, والقائمة تطول وتطول, لا غرابة فيما سبق ذكره حتى الآن (اعتدنا ذلك!) ولكن الغريب أن اثنين من الأشخاص السابق ذكرهم (ساك وتشومسكي) يهوديان يعتزان بيهوديتهما وإن كانا يُوصفان (من قبل آلة الدعاية الصهيونية) بأنهما يهوديان يكرهان نفسيهما (self-hating Jews) وغيرها من الألقاب المستخدمة هناك لوأد الحقيقة وقائلها!
دعونا نوغل في موضوع ذلك اليهودي (جون ساك) الذي تجرأ على قول حقيقة من الحقائق العديدة (المطمورة تاريخياً!) عندما قام وألف كتابا (موثقا) ومعنوناً العين بالعين: القصة التي لم تقل عن الانتقام اليهودي من الألمان عام 1945 الأمر الذي من جرائه أن استحق لقباً آخر مضحكاً مبكياً ألا وهو عدو السامية، على الرغم من أنه هو (بذاته) يهودي يفتخر بهويته!
فحوى هذا الكتاب (بعجالة) تفيد بأنه في أعقاب هزيمة الألمان في الحرب العالمية الثانية تكونت فرق رعب واغتيالات (صهيونية) في بولندا وألمانيا وأسست معسكرات شبيهة بالمعسكرات النازية قُتل فيها أعداد هائلة من الرجال والنساء والشباب والأطفال الألمانيين الذين جريمتهم الوحيدة حسب قول المؤلف أنهم ألمان فقط, هنا الأمر يكاد أن يكون عادياً فلربما يقول قائل إن تلك الأحداث وقعت في أجواء حرب عالمية شعواء ومن قبيل (وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمو!) ولكن الغريب هنا هو مواقف صهاينة أمريكا كردة فعل لنشر تلك المعلومات! فمنهم من قام بنفيها تماما، ومنهم من حاول التقليل من أعداد الضحايا الألمان، ومنهم من تجاهلها إيمانا بمبدأ (نفي التهمة إثبات لها!)، ومنهم من نفى يهودية من قام بهذا العمل (الإجرامي) ووصفهم بأنهم شيوعيون من خلفيات يهودية! ومنهم من حاول (قطع رأس الأفعى) وصرف الأنظار عن الكتاب من خلال التقليل من شأن مؤلفه وتهميشه وغيرها من الحيل والألقاب النتنة الملتوية.
تلك المواقف الصهيونية كما أشار إليها هذا المؤلف اليهودي تدل على (أشياء كثيرة) من ضمنها وحسب قول المؤلف أن اولئك اليهود لا يزالون يعيشون مرحلة الإنكار (DENIAL) بأنهم بشر كأي بشر وبالتالي يرى هذا المؤلف أنهم بحاجة ماسة لإنقاذهم من أنفسهم من خلال ضرورة اعترافهم بأخطائهم التي اقترفوها ضد الآخرين (ومن ثم التخلص من عقدة الضحية!) فلهم من الضحايا الكثير كذلك, تلك المواقف تدل أيضا على عقدة التفوق لدى العقلية اليهودية والتي عانوا من جرائها الكثير والكثير تاريخيا, والسؤال المطروح هنا هو: أما آن الوقت لاستغلال تلك الهوة التي تفصل اليهود الصهاينة عن نظرائهم من اليهود المتنورين والليبراليين، أمثال ساك وتشومسكي؟ خصوصا أنه من المعلوم بأنه ليس كل يهودي بالضرورة صهيونيا .
***
*هواش:
Sack, j. )1995(. An Eye for an Eye: The Untold Story of Jewish Revenge Against Germans in 1945, Basicbooks
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved