Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


ترانيم صحفية
هل تتحدث الانجليزية؟!
نجلاء أحمد السويل

يقال دائماً عش رجباً تر عجباً وأحياناً قد لا ترى العجب في رجب وانما اصبح معمماً على اشهر السنة كاملة!! فكلما كنت اكثر احتكاكاً بالآخرين رأيت منهم ما قد يطور شخصيتك ويصقل لديك العديد من السمات الشخصية والاجتماعية المختلفة من جانب، ومن جانب آخر فإنك في المقابل قد لا تعجب بسلوكيات الآخرين فتنقدهم وربما ان كنت واعياً استفدت من نقدك الذاتي لهم وحرصت على ان تجنب ما تراه فيهم سيئاً، ومن ضمن السلوكيات الملفتة فعلاً في مجتمعنا لدى بعض الناس ولا اقول الكل ان ترى هناك من يجلس في مجلس ليتحدث عن اي موضوع وهو اثناء حديثه لا بد وان يدمج موضوعه بالعديد من الألفاظ الأجنبية العارضة التي لا يرغب بها الا الاستعراض امام المجموعة ليشعرهم بعلمه مقابل جهلهم كما يظن، والطامة الكبرى انه عندما يواجه بالنقد لهذا السلوك فإنه سرعان ما يشير الى انه قد اعتاد على هذا الاسلوب وانه أمر عادي بالنسبة له وكأن حديثنا باللغة العربية ينقصه ما يشير الى بعض المفاهيم التي يستبدلها اخونا باللغة الانجليزية؟! احياناً قد يرغب لفت النظر بسبب انه قد درس لبعض السنوات في الخارج فيأتي وكأن جلده قد استبدل!! وأحياناً قد يكون حصل على دورة قد لا تتجاوز الستة اشهر وانطلاقاً من هذه الدورة ينطلق استعراضه ببعض الألفاظ الانجليزية واذا نظرت الى خلفيته اللغوية الانجليزية وجدتها ضحلة بسيطة لا تتجاوز تلك الالفاظ التي ينثرها هنا وهناك!! وعلى كل حال وفي كل الأوضاع فإن قوة اللغة وضعفها لا يعني ان يبدي الفرد تحقيره للآخرين واستعراضه عليهم فالعلة ليست في اللغة وانما العلة تكمن بلا شك في شعور بعض الافراد بالنقص والتزعزع في شخصياتهم الأمر الذي يدفعهم الى الرغبة الجامحة في تثبت ذواتهم وفرض مكانتهم في مجتمعاتهم بصورة سلبية اقرب ما تكون دليلاً على تفاهة هذا الانسان وجوفية دماغه!!.
وليس في مجال حياتنا العادية العملية فقط وانما احياناً يكون ذلك في الحياة التعليمية عندما تصادف بعض المعلمين والاساتذة يحاولون الاستعراض امام طلابهم ببعض الالفاظ والمصطلحات ليشيروا الى درجاتهم العلمية او مستوى تعليمهم المرتفع,, في حين انك قد ترى بعض هؤلاء ليس لديه المقدرة الحقيقية حتى على توصيل تلك المعلومة العلمية التي يستعرض بها امام الجميع.
إذاً,, ما اريد قوله فعلاً هو ان الشخصية القوية لا تحتاج الى عصا تسندها كلما وقفت امام حشد من الناس وانما هي شخصية تقف بنفسها وبقوة ذاتيتها وثقتها المتأصلة المنطلقة من كلام عقلاني نير ليس له علاقة بهشاشة الألفاظ والمصطلحات فقط,, وقد يفهم البعض ان هذه قد تكون عملية رفض لاستخدام اللغة الانجليزية مثلاً ولكن الحقيقة مغايرة تماماً لذلك فنحن الآن اصبحنا نعيش في عصر من لم يتعلم فيه الحاسب الآلي يكون أمياً فما بالك بتعلم اللغة الانجليزية التي اصبحت من متطلبات اولويات حياتنا بلا منافس!,, ولكن ان المشكلة او العيب كله يكمن في استخدام اللغة في غير مكانها واعتقد ان اي شيء يستخدم في غير محله يخرج عن ايجابياته الى الجانب السلبي فهل نستطيع ان نعدل سلوكياتنا لنستخدم اللفظ المناسب في المكان المناسب؟! اعتقد اننا لو حاولنا نستطيع بإذن الله أما اننا فقط نقحم كل ما نعرفه في أي مكان وفي أي زمان ومهما كانت الظروف فإنه امر يشير الى مدى جهلنا بحقيقة استخدام ما نملك من معارف ومعلومات او اي شيء آخر,, اذاً فلنفكر قبل كل شيء,, والله ولي التوفيق.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved