نوافذ ما هو,, لنا أميمة الخميس |
على الرغم من الهالة الاعلامية المرعبة التي تحيط بسيرة (هتلر) الا اننا لا نستطيع ان نجزم جزماً كاملاً بالجرائم التي ارتكبها فالتاريخ يكتبه المنتصرون فقط وهتلر قد هزم.
ولكن على الرغم من هذا فقد امتلك (هتلر) شعبية ساحقة لدى الكثير من العرب أيام الحرب العالمية الثانية، والفترة التي تلتها هذا لأنه كان العدو الأول لبريطانيا وفرنسا القوتين الاستعماريتين في المنطقة، اضافة الى تنكيله باليهود وملاحقاتهم في (الهولوكوست) الشهيرة.
ويبدو هذا الاعجاب الذي يكنه العرب في ذلك الوقت ما هو الا انعكاس لطريقة تفسيرهم وتحليلهم للبطل الفرد بعيداً عن الخلفية الايدولوجية التي تحيط به وتمثله.
فهتلر نازي وجميع طروحاته تقوم على تفوق العرق الآري الاشقر ودونية بقية شعوب العالم الا ان هذا لم يمنع الكثير من العرب ان يسرفوا في اعجابهم به الى درجة جعله بطلاً عسكرياً يفتخرون به ويسمون ابناءهم ب(الحج محمد هتلر او نازي) او سواها من الأسماء التي تمجد هتلر.
وذلك التمجيد الذي ينتزع الشخص من سياقه واطاره الفكري ويمجد بعض الأفعال الخارقة والعشوائية، حتى لو كانت ضد الممجدين انفسهم تماماً كتلك الجماهير التي كانت تهلل وتصفق لصدام حسين وهو يضرب عاصمة عربية او يحتل دولة عربية اخرى وكأن جميع أحلام ومشاريع القدسية العربية احلام طفولة بددتها الرياح، من اجل متعة ونشوة اللحظات فقط في هياج غوغائي لا يمتلك اسس منطقية او عقلانية او رؤى ذات مدى بعيد.
ذلك الهياج ايضاً يشبه المظاهر الاحتفالية التي رافقت الاحتفال بزيارة الرئيس الامريكي (جورج بوش) للمنطقة بعد حرب تحرير الكويت، وجميع مظاهر الفرح الطفولي التي رافقت تلك الزيارة التي كانت بطبيعة الحال تغفل من هو الرئيس الامريكي، وما هي امريكا وما نوع تحالفاتها في المنطقة.
وما هذا جميعه الا شكل من اشكال تقديس الفرد والانبهار بالواحد دون ان يكون هناك خلفية تبرر هذا التقديس او تكرسه فالشعب الامريكي مثلاً والذي يمتلك دستوراً قوياً ثابتاً يقبع جميع (الأمريكان) تحته هذا الدستور لم يجعل من (جورج بوش) الذي خرج من حرب الخليج مختالاً بنصره وبالحد الأدنى من الخسائر جميع هذا لم يدعوهم الى التصويت له في انتخاباتهم كبطل اسطوري واختاروا من دونه من ينعش اقتصادهم ويملأ جيوبهم بالأموال,,!, وتركوا لنا جورج بوش نحتفل به كأعظم الأبطال الاسطوريين.
|
|
|