يحاول الانسان قدر المستطاع ان يحترم المواعيد، وذلك من باب احترام الطرف الآخر الذي ألغى جميع ارتباطاته من اجل ذلك الموعد، ونحن المسلمين أولى ان نحترم تلك المواعيد.
ويقول أحد الأقارب ممن يعملون في الخارج: وجهت لي الدعوة لحضور حفل شاي في منزل أحد الزملاء من غير العرب تعرفت عليه في الغربة، ولكي أثبت له احترامنا للمواعيد، وأمحو الصورة لدى البعض منهم خرجت من المنزل مبكراً خوفاً من التأخير، وكان الجو في ذلك الوقت بارداً جداً وممطراً، ولكن بحمد الله وصلت قبل الموعد بوقت كاف يقدر بربع ساعة تقريباً، ولأن الأجواء كانت باردة وممطرة قمت بطرق باب منزل المضيف، وفتح لي أحد أقربائه الذي يعرفني تمام المعرفة، وقلت له: أليس هذا مكان الحفلة؟ فقال: نعم، ولكن الحفلة تبدأ بعد ربع ساعة من الآن، فأدرت ظهري لكي أنتظر في هذا الجو حتى موعد الحفلة، وأخذت أفكر في هذا التصرف، وظننت أنه يعاملني بهذه المعاملة، لأنني عربي، ولكن ما إن حان موعد الحفلة حتى توافد المدعوون إلى منزل المضيف واستقبلني أحسن استقبال، وكان طوال الحفلة لا يكف عن الاهتمام بي، وكأنني الضيف الوحيد في تلك الحفلة، حينها أدركت أهمية المواعيد، وضرورة احترامها.
ومنذ سماعي لقصة هذا القريب، واهتمامي يزيد بالمواعيد، وأيقنت ان احترام المواعيد من احترام الشخص نفسه,ترى كم موظفاً يأتي إلى عمله في الدقائق الأولى من عمله؟ وكم واحداً منا يحترم المواعيد فيذهب دائماً في الوقت المحدد؟ وكم واحداً منا يشعر بالذنب إذا ما تأخر عن الموعد؟
ودائماً على الخير نلتقي