Monday 29th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الأثنين 21 ,شعبان 1420 العدد 9923


الرئة الثالثة
هواجس أمنية,, في رسالة!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

سعادة الأخ الكريم الفريق اسعد بن عبدالكريم الفريح.
مدير الأمن العام.
بدءا,, أحييك تحية مشبعةً بالتقدير,, وبالأمل في أن يكون عهدك يُمناً ومنّاً على الأمن والمعنيين به في بلادنا,, ممارسين له و(مستهلكين)!
ثم,, التهنئة لك مرة أخرى بالثقة الكريمة التي أوُليت إياها,, من لدن سمو سيدي وزير الداخلية حارس أمننا الأمين، وقد أتيتَ إلى هذه الوظيفة الجديدة بصيتٍ جميل يتقاسمه حُسن الأداء ونزاهة النفس وتلك أهم (مؤونة) يتزوّد بها كل مَن تُسند إليه ولايةُ شأنٍ عام يهمّ البلاد والعباد.
***
والأمن ياسعادة الفريق هو أكثر من شأن عام، إنه همّ يلازم عِليةَ القوم وعامتَهم، وهاجسُ يساور الرجلَ والمراةَ,, والطفل والشيخ,, وعابر السبيل، ولذلك فإن نمو أيّ مجتمع وصلاحه لا يقاسان بعدد سكانه ومصانعه وجامعاته ودخله القومي، رغم أهمية هذه العناصر متفرقةً ومجتمعة، ولكن بعُمق وشمولية وصلابة أمنه، الذي يفتقر إليه كلّ الناس كلّ الأوقات دون استثناء!
* يباركونه إذا حلّ, ويبكونه إذا اختلّ!
ياسعادة الفريق,, لا شك أنك الآن ورفاقك: قادة الأمن، بفروعه المختلفة، دوريات ونجدة ومرور، تعكفون على دراسة وتقويم الشأن الأمني في البلاد,, وإعادة ترتيب أوراقه وأولوياته واحتياجاته في ضوء التوجيهات السامية التي أُبلغتُم إياها,, وما تقرأون وتسمعون من ملاحظات وآراء يطرحها الناس في كل آن، وهذه مهمة ندعو لكم في سبيلها من الأعماق بالتوفيق.
ولذا، استأذنكم في الادلاء بدلوٍ متواضع في هذا السياق، أحاول من خلاله أن انقل لكم جزءاً من نبض الشارع، مما له صلة بالشأن الأمني، سلباً أو إيجاباً، ويحفزني على كتابة هذه السطور قناعة شخصية بان المعادلة الأمنية شأن يتقاسمه المواطن ورجل الأمن، ولذا، فليس تطفّلاً ولا فضُولاً أن يشارك مواطن غيور، برأي أو مشورة أو معلومة تخدم هذا الشأن وتعزّزه، وتقوّي فرص النجاح له.
سانتقي ياسيدي عبر السطور التالية وقفاتٍ محددةً ممّا يخالج نفسي من خواطر وأفكار تتعلق بمبدأ وآليات الهاجس الأمني، فأقول:
أولاً: ما أكثر المتفائلين بتنصيب سعادتكم على رأس جهاز الأمن العام,, ولهم من سيرتكم السابقة ما يسوغ هذا التفاؤل ويدعمه، وهم يرجون منكم وبكم، بعد الله خيراً في هذا السبيل.
ثانيا: كثيرون مثلي يتمنون وجود آلية أمنية مدروسة يتحقق بها التالي:
أ تجذير الثقة والألفة وآصرة التعاون بين رجل الأمن والمواطن، أيا كان موقعه، فلا يُنظر إليه وكأنه مخلوق غريب ينتمي إلى كوكب آخر، لا يظهر للملأ إلا متى طرأ طارىء يمسّ الأمن، صغيراً كان او جليلاً، ثم يختفي، لينوب عنه شعور مشوب بالخوف المفرط أو الامبالاة!
***
وأزعم أن أكثر المتأثرين سلباً بهذه الصورة الذهنية لرجل الأمن هم أكبادنا الأطفال، وفئات أخرى من الأعمار الشابة، وهم كما تعلمون يكونون الشريحة الكبرى من تركيبتنا السكانية, وأزعم أيضا ان مشهد رجل الأمن، قيافة ومظهراً وسلوكاً، هو جزء من معادلة الثقة في وجدان المواطن فيُسرّ إذا رآه,, وقد يُفجع أو لا يكترث، اعتماداً على حيثيات تلك الثقة وحجمها!
ب إيجاد قدر سوي من التلاحم بين جهود رجل الأمن ووعي المواطن واهتمامه، طمعاً في مشاركته مشاركة إيجابية وفاعلة في الشأن الأمني فالمواطن، شاء أم أبى، شريك في المعادلة الأمنية، ومن ثم لا يكفي أن يدعمها لفظاً باللسان,, او هاجسا بالعقل، أو تمنيّاً بالقلب, فحسب!
***
وأحسب أن أبلغ مظاهر المشاركة المنشودة الابلاغ عن ايّ (عيب أمني) يمكن أن يرتب ضرراً يتجاوز صاحبه الى الغير,, والى الوطن,, وتنسحب هذه المقولة على العديد من السلبيات الأمنية التي يُحجم المواطن عن التعامل معها إيجاباً، ويتخذ بدلا من ذلك (موقف المتفرج),, وكأن هذا الوطن وأهله لا يعنونه في شيء!
***
ثالثا: يبرر بعض الناس إحجامهم عن التعامل الفعلي مع أجهزة الأمن بمقولات عدة، منها قولهم: للتمثيل لا الحصر:
أ أن تدخّلي في أمرٍ كهذا بالابلاغ عنه تطفُّل في شأن مَن يعنيه الأمر من رجال الأمن,, مدنيهم وعسكريهم.
ب لست مستعداً أن أكون (مخبراً) أمنياً، فتلك مهمة صاحب الولاية عليها, ولو فعلت ذلك، فمن سيحميني من لغط الناس رجماً لي بالنميمة والعيب؟!
ج هب انني تطوعت بالابلاغ عن أمر أمني ما، إنكاراً له أو استنكاراً عملاً بالحديث الشريف (من رأى منكم منكراً,,) من يضمن لي عندئذ (السلامة) من ملاحقة جهاز الأمن المعني لي,, سؤالاً أو مساءلة أو تحقيقاً او حتى توقيفاً,, واقع عندئذ فريسة القول: (جنت على نفسها براقش).
***
رابعاً: أعود فاؤكد ما قصدته في صدر هذا الحديث بضرورة إيجاد آلية معينة يتعاون من خلالها رجل الأمن مع المواطن,, على نحو لا يضّر المواطن في شيء ولا يحرجه ولا ينفره من اتخاذ المبادرة، وفي الوقت ذاته، يحقق شراكته الفعلية في المعادلة الأمنية، حفظاً وصيانة!
***
خامسا: يبقى المرور بممارساته ونوائبه ونتائجه، هاجس عامة الناس وخاصتهم، وحديثاً لا يُمل ولا يبلى، وأعفي نفسي من الاستطراد في الحديث حول هذا الموضوع,, لأن الأذهان مشبعة به نتيجة المد الإعلامي حوله، مسموعه ومقروءة، واكتفي هنا بالقول أن (الهم المروري) يجب ان يُمنح أولوية قصوى تصدياً وتحدياً وعلاجاً، مشددا في الوقت نفسه على أهمية الردع أولاً وثانياً وثالثاً بعد الألف ودون استثناء! المواعظ والنصائح وأسابيع التوعية المرورية لا تكفي وحدها لوقف او تخفيف بوهيمية الحوادث المرورية وعبثيتها ونزيفها، ما لم تقترن بالردع الحازم والعادل والدائم والأمين,, على الجميع دون استثناء وكذلك مراجعة الضوابط والأوامر والنواهي المرورية لكشف الثغراث فيها، وعلاج العثرات بها,, وصولاً الى مستوى أفضل.
ووفق الله جهود العاملين.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved