لما هو آتٍ اليوم معكم د, خيرية إبراهيم السقاف |
* عندما يكون الآخر أنت، فإنَّ الأفق يتسع لكلّ ذرة كي تأخذ مكانها,, ولأنّ كل الذي يردني يكوِّن الأفق الذي أكون,, فإنّ كلّ ذرة فيّ تتسع للآخر منكم.
* فئة من طالبات الدراسات العليا في بعض الكليات، قرأن المقال الذي يتحدث عن العلاقة بين أستاذ الجامعة والطالب، والآخر الذي يتحدث عن مكافآت الطلبة في الجامعات، فكتبن لي:
أولاً: للثقة الكبيرة التي تناط بالكاتب الذي نحترم، نكتب لك على أن تحجبي أسماءنا دون النشر، ونضعها لك كي تثقي في أنَّك لا تناقشين رسائل لا مصداقية لها.
ولعلَّ السبب في طلبنا هذا هو الخوف من مصائر نتائجنا,, ونحن نحترمك.
ثانياً: للإيمان المطلق منَّا بأنّ الكاتب الذي يناقش ما يرده من قرائه ويسعى إلى طرح همومهم دون مبالغة أو تشويه هو موضع ثقة، فإننا نثق بك,.
ثالثاً: للصدق الذي نواجه به واقعنا في الدراسات العليا نكتب لك، فصدقينا.
رابعاً: هذا الذي نقدمه لك من أمورنا:
أولاً: نواجه إذا كنَّا عاملات الروتين القاتل في الحصول على خطاب من جهات أعمالنا يؤكد الموافقة على دراستنا وتفرغنا, ويبدأ الفصل الدراسي، أو السنة الدراسية قبل أن يتم هذا الأمر, ولعلّ هناك اجتهادات من بعض المؤسسات التعليمية العليا مؤخراً للموافقة على أن يتمكن طالب أو طالبة الدراسات العليا من الدراسة لحين الحصول على مثل هذا الخطاب.
ثانياً: تفرض علينا مقررات للدراسة، قد تكون متطلباتها لا يتسع لها الوقت, فهناك أساتذة كما قلتِ يحسبون أنَّ الدارس ليس له عمل إلا معهم,,، في الوقت الذي لا يُتابع عملنا، ولا يحرص على تزويدنا بتوجيهات تعيننا على تخطّي صعوبات الدراسة.
والجميع يعلم أننا نتخرج في الجامعات والكليات دون أن تكون لنا خبرات في البحث كما يجب أو في الحصول على متطلبات الأبحاث كما هو مفروض، أو في منهجية البحث بالشكل الذي ييسر لنا القيام بها,, فنواجه إلى جانب كثافة المتطلبات صعوبة العمل فيها فيُضاعف الوقت والجهد,, مما يؤثر على مجرى حياتنا العادية، وكما هو معروف أن غالبية الذين واللاتي يحصلون على موافقة ويبدأون الدراسات العليا من المؤهلين ذوي الأسر والأطفال والمسؤوليات لا تخفى عليكم.
ثالثاً: ندرة الكتب المتخصصة باللغة العربية في مستوى الدراسات العليا وغالبيتها في التخصصات التربوية والعلمية، فإن وجدت مصادر التخصصات في مجال اللغة العربية والدين أي الدراسات الإسلامية ندرت في سواها,, الأمر الذي يجعلنا في حرج وفي قصور، ويعيقنا عن أداء متطلبات كلّ أستاذ أو كل مقرر، وكلّ منهم ليس أمامه إلا تنفيذ متطلباته ولا غير ذلك من تقدير ظروف شحّ المكتبات من مصادر المعلومات التي تتعلق بالتخصص أو بما يلحقه أو بما يقرّر له من مراجع ومصادر, ولا يخفى عليك أنّ استخدام الوسائل الحديثة في هذا الأمر ليس بإمكان كل طالب أو طالبة دراسات عليا, بل حتى النظام الحديث لا يؤهل لكلّ التخصصات إلا عن طريق رسمي في المكتبات، وبمقابل مادي في كثير من الأوقات وهو أمر يصعب على من لا يستطيع والغالبية من هؤلاء الذين لا يستطيعون.
رابعاً: العلاقة مع أستاذ الجامعة الذي يقوم أو تقوم بتدريسنا، فإن كان رجلاً عن طريق التلفاز فإنّ الصعوبة في بناء علاقة علمية تيسّر لنا مناقشته أو الحوار معه أو الحصول على مزيد من الخبرات التي عنده تجعلنا لا نستفيد كلّ الفائدة منه الأمر الذي يقلّص من فعاليته معنا أو تجاوبنا معه والنتيجة الدرجات التي تحدد مصير استمرارنا في الدراسة أو طيّ قيودنا فيها.
أما إن كانت امرأة فهي إن توفرت لها الخبرات، لا يتوفر لها الأسلوب، وإن توفر لها الأسلوب لا تتوفر لها الثقة في غير نفسها, فنحن نعاني من القسوة في التعامل، والتعالي من الأستاذات، وعدم الإشراف على عضو هيئة التدريس ووضع عقوبات لمن يخلّ بعمله وبمن لا يؤديه كما يجب أطلق للأستاذات العنان فلا نجد منهن إلا المتطلبات الكثيرة، مع عدم المتابعة لنا، مع عدم توجيهنا كما يجب، مع عدم التعامل الراقي معنا، مع عدم تقدير المواعيد، فيؤثر ذلك على نفسياتنا، وبالتالي على عطائنا، وفي الأخير على علاقاتنا سواء الأسرية، أو مع الأستاذة نفسها, فتقوم بيننا الحواجز وإما نصمت وننتحر عملاً ودأباً وحفراً في الصخر,, وإما رسوباً أو معدلاً متدنياً,.
وكثيرات انسحبن من الدراسة لأنَّ أستاذة جامعية تعاملت بفظاظة وقسوة وعدم تقدير للطالبة, علماً بأنَّ غالبيتنا لسن فقط أمهات، وإنما موظفات ولنا خبرات طويلة لا تقدرها أستاذة الجامعة أو الكلية التي لا ترى إلا ذاتها فقط.
فكيف لنا أن نتفاءل بمستقبل الدراسات العليا إذا كان حاضرها مبنياً على مثل هذه السلبيات؟
وفقك الله أعطنا شيئاً من الرأي
* هذه رسالة طالبات من طالبات الدراسات العليا في مجموعة من الكليات الجامعية, لا أعلّق عليها لأنها تحمل مضامينها ومؤشراتها, لكنني فقط أقول: الأمانة الأمانة قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه إلا العمل الصادق والأداء المخلص للأمانة.
* سوف أناقش بعض مؤشرات هذا الخطاب في المقالات القادمة.
|
|
|