الانتهاء من تأسيس المركز الإقليمي للزراعة المحلية بعد عشر سنوات من التخطيط والتشاور |
* جدة نايف البشري
تترقب دول مجلس التعاون الخليجي بكل تفاؤل من الانتهاء من تأسيس المركز الاقليمي للزراعة المحلية والذي بادر بانشائه وتمويله البنك الاسلامي للتنمية وتستضيفه دولة الامارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع وزارة المالية والصناعة وجامعة الامارات العربية المتحدة وبلدية دبي.
أوضح ذلك لالجزيرة نائب رئيس مشروع مركز الزراعة المحلي أحمد صالح حريري وقال انه قد استغرق الاعداد لهذا المشروع الاستراتيجي عشر سنوات من التخطيط والتشاور بين خبراء البنك وعلماء في هذا المجال من مختلف دول العالم, وقد خصص البنك الاسلامي للتنمية لهذا المشروع منحة تقدر باثنين وعشرين مليون دولار كخدمة منه لدول مجلس التعاون الخليجي والدول الاعضاء في البنك كافة والدول الأخرى ذات البيئة المماثلة, كما قام البنك بدعوة صناديق التمويل الاقليمية والدولية ومنها الصندوق العربي للانماء وصندوق الأوبك للتنمية الدولية حيث رصد كل منهما مبلغ مليون دولار لتكاليف الانشاء كما قامت دولة الامارات العربية المتحدة بمنح المشروع قطعة أرض تزيد على 2كم مربع في امارة دبي وقامت بلدية دبي بتهيئة الموقع وايصال كل ما يحتاجه من خدمات.
واضاف حريري ان استخدام المياه المالحة في الزراعة يعود الى ثلاثين عاما مضت حيث بدأت التجارب في الدول التي عانت من قلة المياه وتملح اراضيها مثل الهند وباكستان واستراليا وغيرها من الدول العربية مثل مصر والمغرب وتونس والمملكة العربية السعودية والامارات والكويت ثم تطورت التجارب الى ان تم التعرف على ما يعرف بالنباتات المقاومة للملوحة, وأبان حريري ان درجات النجاح تتفاوت من نوع لآخر ومن دولة لأخرى وقد اثبتت التجارب ان بالامكان استخدام امياه المالحة لري النباتات وبدرجات متفاوتة حسب نوعية النبات وفقا لتقنية خاصة إلا ان معظم التجارب ظلت مقتصرة على العامل ومراكز البحوث الوطنية,, وبعضها وصل الى التطبيق الفعلي مثل ما توصل اليه معمل البحوث البيئية في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لزراعة محصول السالكورينا الذي يروى بماء البحر وقد جرت تجربة في كل من الكويت والامارات والسعودية,, وقد عقدت عدد من الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية في هذا المجال كان أبرزها المؤتمر الدولي للنباتات المقاومة للملوحة الذي نظمته جامعة الامارات العربية المتحدة عام 1990.
وبين حريري بأن الزراعة الملحية هي قدرة النباتات على النمو في بيئة ملحية والتعايش معها والاستمرار في النمو والانتاج بنجاح وفعالية,, ويمكن ان تقدم هذه النباتات الغذاء والطاقة والعلف والألياف والأصباغ وبعض الزيوت ومواد الصيدلة واستطاع العلماء التعرف على الآلاف من النباتات المقاومة للملوحة والتي تستخدم كمصدر للطاقة ومصدات للرياح وفي مجال الأعلاف ومنها ما يطمئن لصنع الخبز وهناك ايضا اشجار النيم والنخيل,وحول المبنى ومساحته وما يحتويه أوضح نائب رئيس مشروع مركز الزراعة الملحية بالامارات ان المبنى مساحته 1400 متر مربع يضم المكاتب والمختبرات المجهزة بأحدث التقنيات وله ملحقات تشمل بيوتا محمية ومفروشات وثلاجات لحفظ البذور بالاضافة الى حقول التجارب التي يصل عددها الى 14 حقلا مساحة كل منها 2,5 هكتار مقامة جميعها على أرض مساحتها 100 هكتار.
وعن أهداف المركز اشار حريري الى ان من اهداف المركز احضار وتقويم واكثار النباتات الملائمة للزراعة الملحية وتوزيعها واستخدام نظم انتاج وادارة قابلة للاستدامة ونظم بيئية سليمة للري بالمياه المالحة والتعرف على المعلومات الخاصة بالزراعة الملحية من خلال الربط الشبكي لتبادل المعلومات مع المعاهد والبحوث الوطنية والاقليمية والدولية ذات العلاقة وتخزين هذه المعلومات وتحديثها واسترجاعها وقت الحاجة بالاضافة الى تقديم التدريب العملي المنظم على الأساليب المتقدمة في مجال الزراعة الملحية وتطوير برامج نقل التقنية للمستفيدين.
وعن الفوائد المرجوة من هذا المركز على دول الخليج العربي بيّن حريري ان الفوائد بينت ان هناك فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية وتتمثل الفوائد الاقتصادية في ايجاد بديل للموارد المائية الشحيحة في دول المجلس لزراعة النباتات المقاومة للملوحة مما يؤدي الى توفير المياه العذبة، وبينت الدراسة ان العائد الاقتصادي على دول المنطقة من جراء نقل هذه التقنية يصل الى 38 من رأس المال المستثمر, أما في المجال الاجتماعي فسيؤدي الى التخفيف من حدة الهجرة الأراضي الزراعية المتملحة بفعل زيادة ملوحة المياه وتزويد المستثمرين في هذه المشاريع بحلول مجدية وفعالة، أما في مجال البيئة فان المركز سيسهم في تطوير الاشجار المقاومة للملوحة والتي تزرع كأحزمة خضراء ومعدات للرياح وتوسيع البقعة الخضراء مما سيحد من درجة الحرارة وزحف الرمال.
وفي نهاية حديثه لالجزيرة اشار حريري ان المركز سوف يستفيد من هذه التجارب ويقوم بتزويد مراكز البحوث والدوائر المحلية في دول المنطقة بمراجع ودلائل ارشادية حول النباتات والأشجار المقاومة للملوحة حيث سيتم حصرها وتبويبها ومن ثم تجربتها في المركز بغرض اعداد دليل ارشادي يوضح الطرق التي تم من خلالها زراعتها ومدى تحملها لدرجات الملوحة, وفي مجال تبادل المعلومات فانه سيتم من خلال الربط الشبكي مع مراكز البحوث في دول العالم التي حققت تقدما في هذا المجال بالاضافة الى التعاقد البحثي مع عدد من هذه المراكز في مجالات ذات أولوية والاستفادة من امكاناتها التقنية والبشرية.
|
|
|