مؤتمر أزمات جامعة عين شمس يتجاوز مصر إلى المحيط العربي إدارة دول الخليج لأزمة البترول 1997 - 1999 |
* القاهرة مكتب الجزيرة عاطف عوض
اختتم المؤتمر السنوي الرابع للأزمات والكوارث بالقاهرة أعماله بالتوصية باحلال العقل محل العاطفة في التنبؤ والتخطيط الاستراتيجي للسيطرة على الازمات بأنواعها المختلفة في ظل المتغيرات العالمية السريعة في العلوم والتكنولوجيا.
وطالب المؤتمر الذي نظمته جامعة عين شمس وتشرف عليه وحدة بحوث الازمات التابعة لها وبرئاسة الدكتور محمد رشاد الحملاوي، مقرر عام المؤتمر، بضرورة السيطرة على الازمات الاقتصادية الخطيرة بضبط السياسات النقدية والتجارية لتحقيق معدلات نمو متنامية واستقرار الاداء الاقتصادي ومراعاة البعد الاجتماعي.
واشارت التوصيات الى ازمات اقتصادية لا يمكن التحكم فيها مثل الازمات الناجمة عن التكتلات الاقتصادية والتي يمكن تجنبها عن طريق التعاون الاقتصادي العام بين الدول العربية لتحقيق الرفاهية الاجتماعية.
واكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة معالجة الازمات بالاساليب الوقائية والعلاجية واعداد مجموعة من المواصفات للتشخيص والعلاج الامثل.
وفي اطار معالجة الازمات البيئية اوصى المؤتمر بفرض عقوبات مشددة على تلويث البيئة، وتدريب الكوادر بالشركات والمؤسسات وانشاء وحدات للادارة البيئية بالشركات والمؤسسات.
وقدم الدكتور محمد شومان، مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة ورقة بحثية عن ادارة الصحافة المصرية لحادث قطار كفر الدوار الذي أودى بحياة العشرات للكشف عن مدى التوازن في تغطية الصحف للكارثة، واعتمد البحث على تحليل المضمون وكذلك نموذج الموقف المشكل وهو اقرب النماذج لتحليل ادوار وسائل الاعلام المختلفة للكارثة.
وكشف البحث عن عدم توازن الادارة الصحفية للكارثة حيث لم تتوازن اهتمامات الصحف بين المكونات الثلاث لنموذج الموقف المشكل، كما أهملت اغلب الصحف شرح الحلول المطروحة, وانتهى البحث الى مجموعة من النتائج الهامة والخاصة بتقارب الاطر النظرية في الاعلام ومجال بحوث الازمات والكوارث انطلاقا من حداثة المجالين النسبية.
وقدم الباحثان شحاته محمد ناصر، وهند مصطفى علي من مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية بحثا بعنوان دول مجلس التعاون الخليجي وادارة ازمة النفط تناول البحث الاسلوب الذي اتبع في ادارة تلك الازمة والتي بدأت من نوفمبر 1997م وحتى مارس 1999م وتعد واحدة من اهم التحديات التي واجهت دول الخليج لارتباطها بالامن القومي لدوله.
وقد ركز البحث على متابعة استراتيجيات دول المجلس في ادارة تلك الازمة وركز البحث على سيناريو الازمة وتطوراته، واسلوب ادارة تلك الازمة خليجيا، وتقييم هذا الاسلوب، واختتم الباحثان دراستهما العامة بعدة توصيات اهمها:
امتلاك دول مجلس التعاون الخليجي لمصدر معلومات خاص بها عن اهم مصدر حيوي لدخلها البترول .
دعم القطاع الخاص الخليجي للقيام بدوره في دعم التنمية وتشجيعه على توجيه استثمارة الى مجال النفط.
تخفيض النفقات الجارية التي تلتهم جزاء كبيرا من ميزانيات دول مجلس التعاون الخليجي.
إدارة الركود
وقدم الدكتور احمد محمد المصري بتجارة الازهر بحثا حول ادارة الركود في الانشطة التجارية والخدمية ناقش فيه عددا من القضايا، مثل التضخم والركود الاقتصادي والتغيرات العصرية واساليب الادارة الحديثة والسياسات والاستراتجيات المتبعة في الركود، ثم تناول الاختيارات المتاحة امام الادارة في ظل الركود ثم الآثار المترتبة على الركود في المنشآت وابراز علاقة الركود بالظواهر العامة في المجتمع.
وانتهى البحث الى ان الركود يمثل ازمة شديدة ومنتشرة لها نتائج خطيرة على النشاط الاقتصادي، وتتطلب تكاتف الجميع وكونهم على دراية تامة بدور كل منهم ومكانته لكي تنجح الجهود المبذولة في معالجة الركود.
كما قدم الباحث مجدي ابراهيم الصادق بمطار القاهرة الجوي بحثا حول حادثة اختطاف الطائرة الكويتية الجابرية عام 1988م وابعادها الامنية والسياسية ودور الجهات الحكومية في ادارتها.
وتستعرض الدراسة بالتحليل والتقييم ذلك الحادث واحداثه المتعاقبة والتي استمرت 16 يوما وما ادت اليه من نتائج على الصعيدين المحلي والدولي، وتتعرض كذلك لدوافع الاختطاف وخلفياتها التاريخية بين الشيعة والكويتيين وموقف القوى المختلفة من حادث الاختطاف,وتحدث الدكتور فريد النجار في دراسته عن نمذجة الازمات عن ثلاث مجموعات من النماذج المثالية للتعامل مع الازمات.
واكدت الدراسة على اهمية الفكر المنظومي ونظرية المنظومات في الاستعداد للازمات بمفهوم علم التشريح Pathology وبناء سيناريوهات الاحتمالات المتوقعة للازمات وآليات العلاج بديلة.
في حين قدم الباحثان محمد ابو المجد، وتشي هي هو chee Hee Hoe من جامعة لان كاستر Lancaster Univ. بالمملكة المتحدة بحثا عن حق الامتياز وادارة الازمات وحاولا فيه الربط بين اتباع الشركات لنظام حقوق الامتياز في بعض الدول ومواجهة ازمات معينة انطلاقا من فرضية ان المنظمات غالبا ما تواجه العديد من الازمات عند دخولها مجالا جديدا والتي تمثل قيودا على قدرات ويجب قبل ادارة تلك الازمات تحديد نوع الازمة الحقيقي الذي يواجه الشركة، من خلال عرض استقصاء تم في 40 دولة بمعدل استجابة 90%، كما اعتمد البحث على دراسة حالة عملية واقعية لدراسة الازمة من خلال التركيز على بيئة الازمة.
العولمة كأزمة
وقدم الدكتور احمد علي البيلي بحثا بعنوان العولمة كأزمة دولية تناول فيه ماهية العولمة وانعكاساتها على المؤسسات الوطنية بأخذ الدولة نموذجا لها من زاوية علم الاجتماع السياسي تساءل فيه: هل يعتبر ظهور العولمة ايذانا بانتهاء عصر الدولة، والبحث؟
يتناول ثلاثة محاور رئيسية: المحور الأول: التعريف بالعولمة وبداية ظهور المصطلح والتمهيدات التي أدت لظهوره، سواء كانت سياسية او تكنولوجية او اقتصادية وتحدث عن التحالفات الاستراتيجية والشركات متعددة الجنسيات ومعايير الجودة العالمية الايزو .
المحور الثاني: اهتزاز سيادة الدولة، ازمة الهوية، الصراعات العرقية واسبابها.
المحور الثالث: كيف نمنع او على الاقل نخفف من وطأة تلك الكارثة العولمة واقترح الباحث في هذا الشأن اقامة نظام أمني عربي وسوق عربية مشتركة، بجانب الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكان المؤتمر قد خصص جلسة عامة في يومه الثاني لمناقشة تقرير الازمات والكوارث في مصر المحروسة ، الذي اشرف عليه كل من الدكتور محمد شومان والدكتور رشاد الحملاوي، وقد رصد التقرير الازمات والكوارث التي تعرضت لها مصر خلال عام 1998م وادت الى مقتل واصابة اكثر من 5 آلاف مواطن، وتطرق التقرير الى سبل مواجهة العديد من الازمات والكوارث، وقد اثمرت المناقشات عن اقتراح بتعميم التقرير على المستوى العربي نظراً لافتقار الباحث العربي لمثل تلك المعلومات المهمة عن الازمات والكوارث.
|
|
|