بعد انحصارها فى زاوية ضيقة عزلة كبيرة تعانيها الثقافة المقروءة |
يبدو ان الثقافة المقروءة في الوقت الراهن تعاني من عزلة كبيرة بعد انحسارها في زاوية ضيقة,, قد يؤول بها الامر الى ان تتوارى عن الانظار وسط احتفالية متناهية بالمعطيات الثقافية، والمصادر المعرفية المتدفقة التي اغفلت في خضمها مناحة المثقفين الذين حملوها على اعناقهم حداداً مبكراً على هذه الثقافة في ظل اللهاث الشديد خلف المستجدات والوسائل الحديثة ذات الاساليب المغرية التي اهتمت وبشكل كبير بنوعية المتلقي واشباع رغباته واتجاهاته مع مراعاة البعد الزمني المرتبط برتم الحياة اليومية وما اكتنفها من تعقيدات متعددة استغرقت السواد الاعظم من ساعات اليوم.
الامر الذي القى بظلاله على الكتاب خصوصاً والمجلة والاصدار والمطبوعات الاخرى على وجه العموم حتى اصبحت الكتب تنوء بحمل اطنان من الغبار الذي شكل طبقة بحجم الهجر على الاغلفة.
الكتاب منبع جوهري
حول هذا التحول يقول رئيس قسم الثقافة والمكتبات في الادارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم الاستاذ/ عبدالعزيز بن سليمان البليهي يظل الكتاب منبعاً جوهرياً وحقيقياً للثقافة بانواعها لسهولة تعاطيه وتداوله في كل حين وفي اي مكان ولكل من يستطيع فك الحروف الهجائية.
بيد ان الكتاب في الوقت الراهن يعاني من جحود وهجر كبيرين عطفاً على تعدد مصادر المعرفة وتنوعها وتدخل التقنية الحديثة فيها والتي ساهمت في اختصار الوقت الى درجة مغرية جرفت اعداداً هائلة من المثقفين ازاءها.
واعتقد جازماً انه ومع ذلك سيظل الكتاب مرجعاً وصديقاً لا يمكن الاستغناء عنه مهما وصلت تقنية العصر الثقافية كما ان الاعتماد على السماع أو الصورة سيلقي بظلاله على المقومات الحقيقية للمثقف.
فالقراءة كفيلة برفع مهارات القارىء وتوسيع مداركه وتنمية حسه الى جانب تعامله مع النصوص بصورة اكثر تفاعلاً وانسجاماً.
انحسار الثقافة المقروءة
* الاستاذ/ خالد المشيقح قال: من الطبيعي جداً انحسار الثقافة المقروءة في ظل الوضع الراهن الذي يعج بالمؤثرات الاخرى التي ربما تكون اسهل وايسر من حيث التعامل كالشريط والمادة المتلفزة والحاسوبية وما الى ذلك لاسيما لدى الشباب القادرين على توظيف تقنية العصر في المجالات الثقافية اضافة الى سهولة تداولها كدسك الحاسب الآلي المرئي الذي قد يضم صوراً واشكالاً ونماذج هائلة من المعلومات.
كل ذلك اتصور انه همش الثقافة المقروءة المتمثلة بالكتاب عادة.
العالم يتجه للتحديث
ويضيف الاستاذ/ احمد الخضير قائلاً: من الطبيعي جداً ميلاد مظاهر جديدة واحتفاء اخرى فالعالم كله يتجه نحو التغيير والتحديث في شتى مناحي الحياة ليس على مستوى الثقافة فحسب ولكن على جميع المستويات والاصعدة.
شخصياً ارى ان الثقافة المقروءة اصبحت الآن ثقيلة لاعتبارات كثيرة يأتي في طليعتها التسارع في رتم الحياة اليومية الذي ضيق المساحات الزمنية الفارغة والتي كانت تصب آنذاك في معين الثقافة المقروءة مما جعل المثقف يتجه نحو خيارات اخرى تتفق وظروف واقعه الحالي.
ثم ان البدائل الثقافية الحالية امتزجت بالتسلية المغرية التي قد لا تتوفر في الثقافة المقروءة الجامدة.
الاهتمام بثقافة المجتمعات
اما الاستاذ/ ابراهيم بن صالح اللميلم فقال: في تصوري ان الثقافة المقروءة انحسرت فقط على المستوى العربي نتيجة الاندهاش بالمعطيات الثقافية الحديثة اما المجتمعات الاخرى فلا يزال هذا النوع من الثقافة يحتل موقعاً ريادياً.
كما انني اعتقد ان الكتاب سيظل محتفظاً بمكانته المرجعية والتخصصية لاسيما لدى فئة معينة من المثقفين والقراء وهي التي تعيش مرحلة عمرية متقدمة نوعاً ما.
والاحجام عن الثقافة المقروءة له اسبابه التي يرى البعض انها منطقية اذا راعينا المتغيرات في البعد الزمني.
|
|
|