جارنا (أبو صالح) كان متلهفا للزواج من مدرسة تستلم في آخر الشهر مرتبا ممتازا,, ولم يشترط وهو يبحث عن شريكة العمر الجمال وفضل المال,, لذا فقد وجد ضالته واقترن بفتاة متساوية معه تقريبا في العمر وإن كانت أكثر ثقافة ومالا بحكم أن (أبو صالح) موظف عادي لم يتجاوز المرتبة الرابعة.
وبحكم أيضا أنه لم ينل الشهادة المتوسطة، فقد تعثر في الثانية المتوسطة وفضل الوظيفة السهلة على مواصلة التعليم.
المهم أن (أبو صالح) تزوج المدرسة طمعا في استلام الراتب أو الجزء الأكبر منه آخر الشهر وطمعا أيضا في الاستقرار العائلي والنفسي,, فالفلوس كما يعتقد أبو صالح ويظن هي دواء النفوس العليلة,, ولعل من سوء حظه أنه تزوج امرأة تدرك أهدافه ومآربه ورغبه في أن تقوم العلاقة الزوجية بينهما على أساس الود والمحبة لا على المصالح والمنفعة فرفضت وبدعم وإشراف من والدها تسليمه ولو ريال واحد من الراتب,, فهي عندما عرفت مبادئه وتطلعاته خشيت أن يتركها عندما يظفر بما يريد منها وخشيت أن تساهم فلوسها في خسارة زوجها,, وتزوجه بأخرى أكثر جمالا منها ولها في قصص بعض زميلاتها عظة وعبرة.
وغير حرمان (أبو صالح) من المال فقد حرم أيضا من حياة زوجية هانئة ومستقرة, وحرم من بعض حقوقه الأساسية، فالمدرسة مشغولة بما هو أهم من معدته وملابسه,, والشغالة منعت من دخول المنزل بقرار من (أبو صالح) نكاية في أم صالح رغم استعدادها لتحمل كل مصاريفها, وبين عناد وإصرار الاثنين على موقفيهما انقلبت حياتهما إلى جحيم لا يطاق وعلقم مر المذاق، فأبو صالح الذي كان يحلم بالمال تحمل أعباء اضافية بعد زواجه، فعليه أن يذهب بالزوجة كل صباح للمدرسة ويعود بها كل ظهر للمنزل,, وعليه أن ينتظر طويلا حتى تتمكن الزوجة من تجهيز الغداء,, وإذا رجع إلى المنزل بعد الحادية عشرة مساء ولو بدقيقة فإنه يظل وحيدا في المنزل دون جليس أو أنيس فأم العيال لابد أن تنام باكرا من أجل المدرسة,, كما أنه محظور عليه أن يدعو أحدا للعشاء في منزله كل أيام الأسبوع ما عدا الأربعاء,, أما الخميس فهو إجازة رسمية للزوجة تقضيه منذ بدايته وحتى منتصف الليل عند أهلها, أعان الله (أبو صالح) الذي فقد المال وراحة البال ولا تتقدوا أن ما تقدم دعوة لعدم الزواج من مدرسات.