Monday 29th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الأثنين 21 ,شعبان 1420 العدد 9923


طباق وجناس
السودان والحلاقون ومصر والصابون؟!
محمد احمد الحساني

لابد أن نحمد لمصر موقفها العملي الأخير من المؤامرة الدولية التي تحاك منذ زمن بهدف تقسيم السودان الى دولتين إسلامية في الشمال ونصرانية في الجنوب، وذلك لأهمية هذاالموقف وانسجامه التام مع مصالح دول المنطقة جميعها بما فيها مصر نفسها التي يخشى العقلاء فيها أن يأتي عليها الدور مستقبلاً ولو بعد سنين طويلة ولاسيما مع وجود نصارى اقباط يبلغ عددهم حسب ادعاء العالم المسيحي خمس سكان مصر!
وعلى الرغم من أن الوعي المصري المعلن بمؤامرة تقسيم السودان قد جاء متأخراً بعض الوقت، وبعد أن وصلت المؤامرة الى مراحل تنفيذية خطيرة وأضحى هناك من يتبرع برسم خطوط وحدود الدولتين المراد إنشاؤهما في السودان والبحث في كونهما مستقلتين تماماً عن بعضهما البعض أو كونفدرالية النظام، إلا أنه وعي محمود ومطلوب وجوده فلعله يوقف او يعرقل عجلة المؤامرة ويسمح بترتيب الأوضاع والتوصل الى سلام سوداني سوداني مقبول يضع حداً للفتنة التي أحرقت السودان وشعبه من المسلمين والنصارى واللادينيين وأوقفت عجلة التنمية وقادت البلاد نحو طريق مجهول وتسببت في مقتل عشرات الآلاف جوعاً أو غرقاً أوتحت وابل المعارك القائمة منذ حوالي عقدين من الزمان وعلى الأخص في السنوات العشر الأخيرة من هذا القرن!
لقد أدركت مصر أن من الخطورة ترك السودان يواجه المؤامرة وحيداً وأنه ليس من مصلحتها إضعافه عن طريق المشاركة في عزله أو تجاهل معاناته فجاءت مبادرتها الحالية الهادفة الى تبني التوجه نحو الوفاق السوداني السوداني، والمأمول أن تكمل مصر جهودها في هذا المجال ولا تخضع للضغوط الدولية أو الاقليمية التي لن يرضيها هذا الدور المصري الايجابي الذي قد يفوت على المتآمرين بجميع مللهم ونحلهم هدفهم الخبيث وهو تمزيق السودان وتفكيكه الى دولتين على أساس ديني وعرقي، لأن أي تراجع أو تخاذل في الدور المصري سوف يشجع المتآمرين على المضي في مؤامرتهم بارتياح بالغ ولو حدث ذلك وحلق رأس السودان فإن على مصر عندها أن تضع على رأسها الماء والصابون!
وما يحاك ضد السودان وما يراد تنفيذه على أرضه يجب أن يكون عبرة لجميع الدول العربية والاسلامية، بل ودول العالم الثالث بصفة عامة، لأن الافق يحمل في خطيه الأقصى والأدنى العديد من مؤامرات التقسيم لدول متماسكة، ويكون من وسائل التنفيذ عادة استغلال الأوضاع الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية وقد تمر المؤامرة تحت شعار حقوق الانسان او حق تقرير المصير أو غيرها من الشعارات، ولكن الهدف الأساسي في إضعاف وتمزيق دولة معينة من أجل تحقيق هدف معين ولعل اخر الضحايا اندونيسيا العظمى أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان المسلمين وإحدى الدول الفاعلة اقتصادياً وصناعياً في جنوب شرق آسيا وكان المدخل لتنفيذ المؤامرة ضدها فساد نظامها السابق وعجز نظامها الحالي وما حصل لها وفيها من اضطراب اقتصادي سببه السلب والنهب للثروات والموارد الوطنية لمصلحة أفراد معدودين منتسبين الى نظام ديكتاتوري بقي ثلاثة عقود فوق كراسي الحكم حتى التعفن والاهتراء!
أما الملاحظة الأهم في هذه المؤامرة فهي أن معظم حركات الانفصال والمطالبة بالاستقلال، المدعومة من الغرب، تكون من قبل جماعات نصرانية ضد وطنهم، والشواهد على ذلك كثيرة وقد أينع بعضها وازهر وأطل برؤوسه ولم يعد الدعم المقدم له يتم في الخفاء بل جهاراً ونهاراً وظل بعضه الآخر يُعد فوق نار حتى يحين موعد الاعلان عنه، اما اذا كان المطالبون بالاستقلال وتقرير حرية المصير مسلمين او مسيحيين ولاسيما ان كانت دولتهم مسيحية فان مطالباتهم وأعمالهم تعد إرهاباً وفتنة والشواهد على ذلك عديدة منها على سبيل المثال قضايا الأكراد ومسلمي تايلند في فطان، ومسلمي الفلبين في مورو وقضية كشمير وقضية التاميل في سري لانكا، بل إن العالم الذي يدعي مناصرة قضايا التحرير العالمية ثم لا يدعم إلا ما كان منها ضد دول إسلامية، غير مستعد لدعم انفصاليين مسيحيين في أوروبا ضد دولهم المسيحية لأن عنصر المعادلة قد تغير فالدولة المراد الانفصال عنها مسيحية عتيدة لا يجوز إضعافها بدعم الانفصال كما هو الحال بالنسبة للثوار الايرلنديين في المملكة المتحدة بريطانيا وثوار الباسك في اسبانيا ولاسيما اذا كانت تلك الدول من الكتلة الغربية التي تسير في الفلك الأمريكي العارم!
ونعود الى قضية السودان والموقف المصري الأخير لنؤيده ونرحب به وندعو الى التمسك به مهما كان الثمن العاجل له لأن التفريط فيه لأي سبب من الأسباب سيؤدي حتماً الى دفع ثمن آجل ولكنه رهيب وعظيم!
وأين الأمن الشامل منهم؟!
كعادته في طرح المواضيع الهادفة كتب أخونا الأستاذ عبدالرحمن السماري عن ورش تقوم بتغيير معالم السيارات فتضع بطلب من صاحب السيارة وهو عادة ما يكون من الشباب الباحثين عن الصخب والاثارة والمجون، وجه سيارة شبح التي تبلغ قيمتها ما يزيد عن نصف مليون ريال، لسيارة من نوع آخر قد لا يزيد سعرها عن خمسين الف ريال، وكذا تغيير معالم السيارة من المؤخرة حتى تبدو شيئاً آخر بحيث يصعب التعرف على نوعها وهي سائرة بل وهي واقفة بالنسبة لمن معلوماته عن السيارات محدودة فكيف به اذا تغيرت معالم النوع والموديل؟
ولو كانت المسألة مجرد عبث وتظاهر بالثراء ومجاراة أولاد الذوات، حسب التعبير المصري لهان الأمر ولعدَّ نوعاً من عقد النقص التي يعاني منها الكثير من البشر نساء ورجالاً وصغاراً وكباراً ولكن المسألة كما نبه اليها الاستاذ السماري تصل بأمور أمنية لا يجوز التراخي نحوها فالسيارة التي تغير ملامحها سيكون من الصعب إعطاء بلاغ دقيق عنها في حالة ارتكابها لحادث مروري او جناية أمنية ولذلك فإن قسم الحوادث لا يسمح بإصلاح أي سيارة إلا بورقة إصلاح رسمية محددة المدة والصلاحية وبعد التأكد من التلفيات ولا يمكن تغيير لون السيارة والبوية إلا بعد ترتيبات أمنية عديدة تثبت في سجلات إدارة الرخص عن طريق الحاسب الآلي وكل ذلك من أجل الحفاظ على معالم ولون السيارة وجميع المعلومات الرسمية عنها من حيث النوع والموديل والملكية لأهمية هذه المعلومات من الناحية الأمنية، فأين رجال الأمن الشامل عما يحصل في مجال تغيير معالم السيارات مع أن ذلك يتم في وضح النهار، وهل يعتبر ما أشار إليه الكاتب جزءاً من المؤشرات التي تدل على وجوب إعادة النظر في تجربة الأمن الشامل التي مازال بعض رجال الشرطة يمجدونها بمناسبة وبدون مناسبة!
المدرسة الرحمانية تسعون عاماً من العطاء
أهداني الصحفي المكي اللامع الأخ خالد محمد الحسيني مدير المدرسة الرحمانية الابتدائية نسخة من الاصدار الذي قدمه للوسطين التربوي والاعلامي بمناسبة مرور تسعين عاماً على إنشاء هذه المدرسة التي تعتبر أول مدرسة حكومية نظامية في العهد السعودي، حيث بدأ دورها تحت مسميات أخرى عام 1330ه حتى نسبت عام1355ه الى الامام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود والد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمهما الله فأصبح اسمها الرحمانية وللامام عبدالرحمن صورة فريدة منشورة على الصفحات الأولى من الاصدار,
وقد تضمن الاصدار معلومات مفيدة عن المدرسة تاريخاً وعطاء وقدم له وقرظه عدد من كبار المسئولين في وزارة المعارف وإدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور محمد أحمد الرشيد، كما تضمن الاصدار بحثاً مفيداً كتبه الشاعر المعروف فاروق بنجر وهو أحد أبرز رجال الاشراف التربوي في العاصمة المقدسة,
وقد استطاع الأخ الحسيني أن يجعل المدرسة الرحمانية في عهدها الحالي نموذجاً للمدرسة الابتدائية شكلاً ومضموناً وذلك من واقع حبه للعمل التربوي وحيويته وخبرته الطويلة في الادارة المدرسية,
وتضمن الاصدار سجلاً حافلاً بأبرز طلاب المدرسة منذ تأسيسها حتى الآن ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الملك الشريف طلال بن عبدالله ملك الاردن الأسبق والملك الشريف غازي بن فيصل ملك العراق الأسبق وأصحاب المعالي محمد سرور الصبان وحسن آل الشيخ ونزار مدني مساعد وزير الخارجية ومحمد سعيد فارس وعبدالعزيز الرفاعي وتوفيق ابراهيم توفيق وغازي عبيد مدني إضافة الى عدد من كبار العلماء منهم الشيخ عبدالله عبدالغني خياط والصحفيون الرواد ومنهم الاساتذة عبدالله عريف وصالح واحمد جمال ومن المثقفين البارزين الأساتذة محمد سعيد طيب وعبدالله جفري وعبدالله حبابي ورفعت الطيب وعبدالله رجب وفيصل عراقي وغيرهم، إضافة الى عدد من المسئولين برتبة وكيل وزارة وأطباء وعلماء ودكاترة بارزين وحملة رتب عسكرية عالية كالفريق هاشم عبدالرحمن وتجار معروفين ورجال مجتمع وقد جاء الاصدار ليكون سجلاً يعيد الى الاذهان أسماء وأزمنة غابرة ويذكر برجال تعلموا وعلموا وعملوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومثل هذا التسجيل يوصل الماضي بالحاضر ويحث على طرق ابواب المستقبل ومواصلة العطاء جيلاً بعد جيل,
شكراً للحسيني على هديته الطيبة متمنياً له المزيد من التوفيق في حياته التربوية والصحفية والاجتماعية!>لاوقت للصمت
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved