عبد الله الصالح الرشيد آمنت بالله والآجال قدرها إذا انتهى العمر لم ينقص ولم يزد وكل حي لورد الموت مرتحل يسعى متى ما يصله رحله يرد |
لقد فوجئت وفجعت كواحد من أبناء محافظة الرس عندما طرق مسامعي الخبر المحزن بوفاة ابن هذه المحافظة البار الرجل الانسان وحبيب الجميع الوفي سيف المنصور العساف يرحمه الله, لقد كان الفقيد العزيز منذ عرفته رجلاً فاضلاً وشهماً هماماً وكان ملء السمع والبصر صاحب أريحية فياضة ونخوة أصيلة لطيف المعشر نقي السريرة عميق المواطنة وغيرها من الصفات النبيلة التي عرفها الجميع عن ابي فهد طيلة حياته الحافلة.
ولقد كان لوفاته رنة أسى وحزن لدى الكثيرين وخاصة من كان يغمرهم بمكارم أخلاقه او ينفحهم بمساعدته المادية والمعنوية التي كان يقدمها بسماحة وسخاء وطيب خاطر وبنفس مفتوحة وبالأخص للمعوزين ممن يرغبون الالتحاق بأي عمل وظيفي او مهني يساعدهم على متطلبات الحياة، أو كانت لهم حقوق خاصة يعجزون عن الحصول عليها فكان لهم نعم السند والعضد,, لقد عرفت الفقيد حق المعرفة منذ أكثر من أربعين عاماً كنت أنا في سلك التعليم وكان هو في بداية حياته الوظيفية مسؤولاً عن البريد في محافظة الرس وتوابعها ومن ثم التحق للعمل على ملاك وزارة الزراعة مسؤولاً عن الشؤون الزراعية بالرس وخلال هذه الفترة والحق يقال كان عوناً وسنداً للمزارعين، وترك بصمات لا تمحى في المطالبة بتوفير الامكانات والمساعدات لنمو وتطوير الزراعة حتى عندما ترك العمل في الزراعة وحتى أخريات أيامه كان المزارعون يزورونه في منزله بصفة دائمة لما كانوا يجدونه لديه من قبل ومن بعد من مشورة صادقة وعون ومؤازرة وقلب مفتوح لما يعانونه من مشكلات وعقبات وكان لا يقر له قرار ولا يهدأ له بال حتى يحقق مطالبهم أو يخفف من معاناتهم بماله او جاهه او بهما معاً.
وقد ختم حياته الوظيفية وكيلاً لمحافظة الرس فترة من الزمن فكان نعم الرجل المسؤول والوجيه الذي يشرف الوظيفة ويمثلها أصدق وأجمل تمثيل.
رحم الله أبا فهد وأسكنه فسيح جناته, رحل ومكانته في القلوب لا تمحى وسيرته العطرة النقية في النفوس لا تنسى.
ولا نملك في الختام الا ان نعزي انفسنا بفقده ثم نعزي أبناءه وهم والحق يقال يترسمون خطاه في الشهامة والرجولة والتواضع,, والله المستعان, وإنا لله وإنا إليه راجعون .