لم يجعل الله سبحانه وتعالى شيئاً من الذنوب والمعاصي مساويا للاشراك في عبادة الله تعالى، سوى القول على الله بلا علم، بل انه جاء في مرتبة متقدمة على الشرك خطورة.
وذلك لان الافتاء عن جهل فيه افتراء على الله تعالى، وتعد على حقه تعالى وانفراده بالتشريع كانفراده بالخلق والهداية والايجاد اذ المفتي ناطق وموقع عن رب العالمين جل وعلا، فاذا قال بهواه بلا علم فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله تعالى.
قال تعالى: قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون سورة الاعراف: 33.
ويقول عز من قائل: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون سورة النحل: 116.
ومن هنا كانت خطورة القول في دين الله بلا علم بالمكانة التي ذكرنا ولنا في الملائكة والمرسلين والانبياء والصالحين والصحابة والتابعين واولي العلم القدوة الحسنة في ذلك, فهذه الملائكة تسأل عن الاسماء التي علمها آدم فتجيب سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا سورة البقرة: 32 وخاتم رسل الله وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم يسأل السؤال فينتظر حتى يأتيه الوحي مرشداً ومفتيا! وهذا صديق الامة يقول: اي سماء تظلني واي ارض تقلني ان انا قلت في كتاب الله ما لا اعلم، والفاروق رضي الله عنه يجمع للمسألة اهل بدر وكبار الصحابة، وكبار علماء الصحابة يتدافعون الفتوى حتى تعود الى المسئول الاول، ويرددون اجرؤكم على الفتيا اجرؤكم على النار ويقولون: نصف العلم: الله اعلم ، وكذا من جاء بعدهم من اجلة الائمة كمالك واحمد والشافعي وغيرهم جم غفير، فلم تتجرأ فئام من طغام المسلمين اليوم وجهلتهم على الانبراء للفتيا؟ هل هو الجهل او الادعاء او التعالم؟! فليحذر اولئك من عذاب الله وأليم عقابه فانه يمهل ولا يهمل.
* وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية