مدهش للغاية ان ملفات الحدود بين معظم الدول العربية لا تزال مفتوحة وشائكة، وما من شك أن كثيرا من تلك الملفات عولجت واكملت علاماتها ونقاطها وخرائطها، إلا أنه وفي المقابل لا يزال الكثير ينتظر الإكمال والإنجاز والبعض صعب حتى الاقتراب منه، إذ لاتزال حتى نقاط التقارب والتفاهم متباعدة.
ومثير ان اسرائيل عدوة كل العرب قد بدأت تصحح حدودها مع جيرانها العرب ,,!! وقبلت ان تعيد للعرب أرضهم مقابل السلام، وأخشى ان يجيء يوم نكتشف فيه أن حدود اسرائيل مع جيرانها العرب موثقة بالمعاهدات والاتفاقيات والعلامات الحدودية الى جانب الضمانات التي يكفلها الكبار من قادة الدول الكبرى لاحترام الاطراف لتعهداتهم,, وعدم الاخلال بالاتفاقات الحدودية العربية الاسرائيلية مستقبلاً,, ولذلك زودت كل المعاهدات,, والاتفاقيات بالخرائط المساحية المرسومة,, بدقة والمستعان فيها بخبرة الشركات الدولية المتخصصة,, كما أرفقت بها ملاحق لصور فضائية للحدود,, بخطوطها المتفق عليها,, وبتضاريسها التي يصعب التشكيك فيها مستقبلاً,, وغير ذلك من الأسانيد التي تكفل غلق ملفات الحدود.
ولعل كل ما سبق كان وراء ملاحظتي انا وغيري من ملايين العرب ان ملفات الحدود العربية الاسرائيلية في طريقها الى الاغلاق,, وربما ستكون هي الحدود الوحيدة في المنطقة غير المتنازع عليها، وغير المختلف عليها,, أو بسببها!
أقول ذلك,, وألاحظ في نفس الوقت كما يلاحظ ملايين من المواطنين العرب ان اسرائيل اعادت طابا وقبلها كل شبه جزيرة سيناء الى مصر مقابل السلام ولم تثر القضية من يومها,, واعادت للفلسطينيين قطاع غزة وستواصل تقسيط اعادة باقي الضفة الغربية بعد اريحا وبعد نسب 11% و7% و5%، وكذلك الحال بالنسبة للاردن,, وستعيد لسوريا الجولان مهما طالت المفاوضات,, وبعدها ستنسحب اسرائيل بالضرورة من جنوب لبنان.
ورغم ملاحظاتنا السابقة,, فإننا نلاحظ في نفس الوقت ان حكمة عربية رائدة بدأت في الظهور في الساحة العربية مؤخراً، واستطاعت تلك الحكمة,, وذلك الوعي,, وبعد النظر,, وعمق البصيرة,, أن تخرج الى النور,, والى التاريخ العربي,, اتفاقات حدودية موثقة بين الأشقاء,, الجيران,, بانتظار ان تكتمل حلقة تسوية ملفات الحدود، ونأمل ان تختفي هذه الحالة التي لا شك انها تظل عقبة تعترض طريق التعاون العربي الذي تأخر كثيراً في الوقت الذي اكملت فيه أغلب المجاميع الاقليمية خططها بل حتى توحدها لدخول الألفية الثالثة في حين أننا ما زلنا نحن العرب نعاني من قضية اسمها الحدود,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com