هل سمعت بالبعير الذي إذا طاح كثرت سكاكينه؟!,.
إذا لم تكن ممن سبق له التعرف على جمل سابق طاح فكثرت من حوله السكاكين,, يمكنك متابعة ما يجري في جدة هذه الايام لتكون في وضع لصيق الى واقع هذه المقولة,, كأنك عشتها قلبا وقالبا!,, مع ان هناك فرصا اخرى في الرياض وغيرها! .
في جدة,, خسر الاتحاد لقبا تاريخيا على مرمى حجر من بوابة ناديه لأسباب تكفي لحرق أبعد كبد اتحادية امام فريق جابيليو الياباني على كأس النخبة الآسيوية لكرة القدم!,, أسباب تجعل من التطرق الى سيرة المباراة برمتها امرا مرا على كل لسان!,, فهل تفضل ان تكون ممن يستطعم هذا المر من خلال التحدث عن خطة إعداد الفريق غير الموفقة وتهيئته لمباراة بهذا الحجم على المستوى القاري؟!,, أم تفضل ذلك من خلال الحديث عن ثغرات تشكيل الفريق للمباراة وادارة صفوف وعناصر الفريق أثناء سير اللقاء ام من خلال الحديث عن الاخطاء الدفاعية التي أودت بأمل الجماهير الاتحادية والسعودية في سباقات فرق الأندية للعام الثالث على التوالي؟,, أم من خلال استذكار مفارقات الوضع الاتحادي في هذا المنعطف النهائي من المنافسة مع ضربة الجزاء الضائعة؟.
ما حدث للاتحاد في أثمن فرصة قارية في تاريخه حتى الآن على ارضه وبين جماهيره,, يمكن ان يحدث لأي فريق يصاب بخيبة أمل مع سلسلة من الاخطاء منذ التهيئة السابقة للقاء وحتى صافرة الختام!,.
الضرورة تفرض اليوم لملمة وضع الفريق,, حتى وان تعاظم الشعور بالفراغ نتيجة التفريط,, او تضخيم الشعور بالغضب!,, لأن الاستمرار في تبادل ردود الافعال,, سيجعل من الآثار السلبية للخسارة مصدر تهديد آخر لخسائر أخرى!,, خاصة وامام الفريق مهمة قارية جديدة يوم غدٍ الجمعة في جدة بلقائه فريق الاستقلال الإيراني ضمن مسابقة كأس الكؤوس الآسيوية,, وهو فريق قوي ومؤهل ومكتنز بالنجوم، وقد يكسب نتيجة ذهاب المنافسة مع الفريق الاتحادي مستفيدا من حالة عدم التوازن التي اصابت الفريق على ارضه وبين جماهيره نتيجة خسارة مباراة كأس النخبة الآسيوية منذ ستة أيام!,.
الاتحاد فريق قوي ورائع,, غير ان حالة عدم الاستقرار الفني التي يمر بها اودت بفرص ثمينة في متناوله بين المسابقة المحلية الأولى التي فاز بكأسها الهلال، وبين مسابقة النخبة الآسيوية التي طارت بكأسها طيور جابيليو اليابانية!,, وهذه الحالة تشكل تهديدا قائما لمسيرة الفريق في هذا الموسم!,, حيث تقع مسؤولية اعادة استقرار الفريق وتوازنه على العموم!,, لا يستثنى منها طرف اتحادي دون آخر,, وهي تتطلب قدرة ادارية على احتواء ابعادها,, وتوجيهها لمصلحة الفريق,, أو على الاقل حمايته من أضرارها المحتملة,, مع التسليم بضرورة تحقق استيعاب اتحادي لمعطيات الدروس الثقيلة التي تعرض لها الفريق,, لئلا تتكرر!.
فشل الإدارة الاتحادية في مهمة تجاوز آثار النخبة، وفشل الإدارة الفنية للفريق في مهمة تجاوز المنافس الإيراني غدا بسلام,, قد يحد سكاكين الجمل الاتحادي!,, ولا احد غيور يرجو ذلك لئلا يلحق بامكانات الفريق الأذى وينشأ امام الاتحاديين واقع ملبد بفرص تعثر متتالية على الاثر!,.
وكل الفرق تخسر، غير ان وعي محبي الاندية الواقعيين,, لا يتسبب في المزيد من الخسائر ان وقعت خسارة ما بإحداث ما يفتح المجال لغيرها!,.
الجمل الأخضر
في جدة ايضا,, يبذل سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل جهدا مسؤولا ونبيلا لئلا يسقط المدرب الوطني الكبير أمين دابو وسط كثرة السكاكين التي تنتظر جملا يسقط!,, وليستمر دابو بقوة وان تنحى باستقالته كما يتنحى المدربون الكبار!,, وفي هذا يقدر المطلعون على الشؤون الاهلاوية ادوار سمو الأمير في صيانة النسيج الأهلاوي الداخلي,, والى جهوده بعد الله يرد كثير من الفضل في تجنيب النادي مآزق طويلة عريضة.
التصريحات الأخيرة للأمير محمد تكشف جوانب مؤثرة آمل ألا تتمكن من الاستفحال, وآمل ان توفق الاسرة الاهلاوية في ظل مشترك يسوده التفاهم والتواد من تحسين اوضاع الفريق بما يكفل عودة الفريق الأهلاوي المنافس بأفضل ما يكون,, في الوقت الذي لا ننسى فيه من باب الانصاف ما قدمه مدربنا الوطني الكبير أمين دابو من جهود ناجحة لم يوفق في تقديم مثلها للأهلي عدد من المدربين السابقين!.