Thursday 25th November, 1999 G No. 9919جريدة الجزيرة الخميس 17 ,شعبان 1420 العدد 9919


أعمدة الكهرباء تزاحم طرق القصيم!!

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقرأ كثيراً على صفحات الجزيرة عن حوادث الاصطدام بالأعمدة الكهربائية وخصوصاً في منطقة القصيم حيث تكثر هذه الاعمدة,, وكان آخر هذه الحوادث حادث مروّع ذهب ضحيته 4 من المقيمين على طريق البكيرية المطار,, ومسلسل هذه الحوادث مستمر,, في كل حين وكل فترة يفزع أهالي المدن والقرى والمزارع والأرياف الواقعة على الطرق الرابطة بين مدن القصيم على أصوات الارتطام وأصوات سيارات الإسعاف وهي تنقل الجرحى والمصابين في حرب الأعمدة هذه والتي ذهب ضحيتها الكثير من الأرواح بالاضافة الى المقعدين والمشلولين,, ويمكن تناول هذه القضية كما يلي:
أولاً: هذه الاعمدة (أعمدة الضغط العالي) نادراً ما ترى في المناطق الأخرى من مناطق المملكة,, وهي تعتبر ظاهرة مميزة في منطقة القصيم خصوصاً,, وعلى هذا يمكن أن تسمى منطقة الأعمدة هذه الأعمدة ترى بوضوح ظاهر وعلى كتف الإسفلت وفي كثير من الأحيان ملاصقة لمسار السيارات وذلك كما في طريق البدائع الرس، والبكيرية المطار، عنيزة المذنب، البدائع عنيزة، عنيزة بريدة,, وأثناء كتابة هذا المقال زاد عدد هذه الخطوط,, فقد رأيت الأعمدة ممدّدة على طول طريق البكيرية البدائع تمهيداً لزرعها على كتف الطريق، وكذلك في الجانب الشمالي لطريق البدائع عنيزة,, ومسلسل زرع هذه الأعمدة مستمر بعشوائية وفي داخل حرم الطريق,, بل (والادهى والأمر) ومما يزرع المرارة في النفس ويجعل الشخص حائراً,, هو أن تزرع في كتف الطريق وبمحاذاة مسار السيارات مباشرة,, لماذا تتعامل شركة كهرباء القصيم بهذه العشوائية في زرع الأعمدة وهي ترى الحوادث المستمرة,,؟! قد يكون مفهوماً ومقبولاً أن تكون الأعمدة السابق زرعها كانت على حافة حرم الطريق أو أنها زرعت قبل توسعة الطرق,, ولكن غير المفهوم وغير المقبول هو أن يتم زرع أعمدة جديدة وعلى طرق جديدة على كتف الطريق وعلى حافة الاسفلت وبعد أن رأينا فواجعها,,!!
لماذا تقوم الشركة بزرع هذه الأعمدة بدون أي تخطيط وبدون أي مراعاةلسلامة الطرق وللحوادث المرورية المترتبة عليها,,؟ بل ومن المثير للتساؤل أن ترى طرقا في مناطق برية خالية,, وتوضع هذه الأعمدة على كتف الطريق,, وكأن الشركة تتعمد أن تكون هذه الأعمدة مصدراً للخطر والحوادث,,
ثانياً: قد يقول قائل: إن السبب في الحوادث هو السرعة,, وكأني برد الشركة يقول: (إن هذه الأعمدة بعيدة عن الطريق ووضعت بالتنسيق مع وزارة المواصلات,, والسبب في الحوادث الاصطدام بها هو السرعة,, وقد بالغ الكاتب فيما ذكره,, وليته استقى المعلومات من مصادرها),,!!
ولكن رد الشركة شيء والواقع المرّ شيء آخر مختلف تماماً,, كمن يعيش في كوكب المشتري ويناقش شخصاً يعيش في كوكب الارض,, لن تقول الشركة أخطأنا في كيت وكيت وكفانا ضحايا وحوادث مروّعة,, وليتها تقول ذلك وتكتفي بما حصل من حوادث وتبحث عن حل لهذا الخطأ,, ولكنها مستمرة في زرع الأعمدة على أكتاف الطرق,,!! وبالنسبة للسرعة فليست هي السبب في الحوادث,, بل إن السبب هو وجود هذه الأعمدة بملاصقة مسار السيارات,, أعمدةصلبة كالسكاكين بالنسبة للتفاحة,, لك أن تتصور تفاحة تدفعها بيدك الى سكين ثابته,, لاشك أنها ستنشطر الى نصفين,, وكذلك السيارات بالنسبة لهذه الأعمدة الراسخة في قاعدة خرسانية بل انها بشكل مصفّح ستتأثر بالاصطدام بها السيارة وحتى ولو كانت بسرعة دون السرعة القانونية,, شاهدت في مرة من المرات سيارة واقفة بجانب الطريق فلما جاء هواء قوي حركها فاصطدمت بأحد هذه الأعمدة,, فكان أثر الاصطدام عليها كسيارة تسير بسرعة جنونية حيث تغيرت معالمها وتهشم زجاجها,,!!
ثالثاً: لا نعلم حتى الآن ما هو المانع من وضع كيبل أرضي بدلاً من هذه الأعمدة التي أزهقت الأرواح في الطرقات وشوهت المدن,, إن تكلفة مثل هذا الكيبل قد لا تقارن بتكلفة هذه الأعمدة وقواعدها وصيانتها المستمرة حيث أنها تصدم كل فترة وينقطع التيار الكهربائي لعدة ساعات عند مجرد هبوب عاصفة تؤدي الى تلامس الأسلاك الكهربائية,, أو حتى وقوع طائر كبير يصل جناحاه بين سلكين من هذه الأسلاك,.
رابعاً: لهذه الأعمدةفي المدن قصة أخرى فهي مصدر خطر عظيم وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يعبثون بها وهم لا يعلمون عن مخاطرها حيث يقومون بمد قضيب الى هذه الأسلاك خصوصاً أنها قريبة جداً من أسطح المنازل,, وهي تحمل خزاناتها الضخمة التي تهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى,, كما أنها بثور في وجه المدن تشوهها أكثر من تشويه المباني المتنافرة وتحتل مساحات من الشوارع حيث أنه عند تخطيط هذه الشوارع لم يؤخذ بالحسبان أبداً وجود هذه الأعمدة التي تأخذ أكثر من 3 أمتار اذا كانت باتجاهين,, بل إنها تغرس في كثير من الأحيان عشوائياً في وسط الشوارع وتصبح مصدراً غنياً للحوادث اليومية ولمضايقة الشارع الضيق أصلاً,, واذا كانت في الجزيرة الوسطية او في طرفي الشارع فيجب قص الأشجار قبل أن تصل إليها,, لقد حلت المشكلة في مدينة بريدة، وعنيزة ببساطة حيث تم وضع كيبل أرضي للكهرباء,,!!
خامساً: أناشد اللجنة الوطنية لسلامة المرور وعلى رأسها الدكتور علي بن سعد الغامدي بإجراء دراسة لظاهرة حوادث أعمدة الكهرباء بالقصيم وسيخرجون حتماً بنتائج مذهلة وغريبة,, فهذه الأعمدة اذا انحرفت السيارة عن مسارها فستصطدم بها بنسبة 50% على الأقل,, وهناك على الاقل حادثان مروعان لكل عمود فإذا افترضنا ان طريقاً طوله 30 كلم وهذه الأعمدة مزروعة على كل 50م فهناك 600 عمود في هذا الطريق اذا كانت الأعمدة على جهة واحدة من الطريق ومن هنا ينتج لدينا حوالي (1200 حادث)(اذا كان نصيب كل عمود حادث واحد) وهذه لاشك احصائية مذهلة ستظهر نتائجها حين البحث والتقصي والاطلاع والدراسة,
سادساً: هناك حل دائم لمشكلة هذه الأعمدة بوضع كيبل أرضي واذا كان هذا الحل غير ممكن فيمكن إبعادها عن الطريق (على أقل تقدير),, أو وضع حواجز خرسانية على طول الطرق وفي الجزر الوسطية تعلو حوالي 50 سم عن سطح الاسفلت لتجنب الاصطدام بهذه الاعمدة,.
سابعاً: أناشد معالي وزير الصناعة والكهرباء وشركة كهرباء القصيم باسم ضحايا حوادث هذه الأعمدة وباسم المقعدين والمشلولين للنظر بجد لحل هذه المشكلة,, كيف لا ومنطقة القصيم تعيش في عيش رغيد بمتابعة من راعي نهضتها وفارسها المقدام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يحرص كل الحرص على أمن وسلامة المواطنين.
م, عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع مكتب الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved