بيننا كلمة الوصمة المكلفة د , ثريا العريّض |
في تصديره للدليل الوطني للرعاية النفسية الاولية (1999) يذكر معالي الدكتور اسامة شبكشي وزير الصحة أن المشكلات الصحية النفسية تمثل 30% من اجمالي المراجعات في الرعاية الصحية الأولية,, ولذلك فإن أي مبادرة يتم توظيفها لمعالجة هذه النوعية من المشكلات الصحية سوف يكون لها انعكاسات إيجابية بإذن الله تعالى على صحة الفرد والأسرة والمجتمع ككل .
هذا صحيح,, بالنسبة للكثيرين زيارة الطبيب تمثل خطوة محتارة ومترددة باتجاه الاعتراف بأن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام في مسار حياتهم، فالشكوى من معاناة نفسية ما زالت غير مقبولة مجتمعياً,, ولا ينظر اليها كاختلال صحي يأتي العلاج له من المختصين ممارسة طبيعية ومتوقعة,, المرض النفسي يلتبس عند البعض بمفهوم (الجنون) المخيف للمريض وللآخرين, وهذا غير صحيح لأن المرض النفسي عارض له مسبباته وقابل للعلاج, ولكن وصمة المرض النفسي ما زالت تهدد من يبتلى بهذه المعاناة ولذلك يلجأ الى أطباء الرعاية العامة وليس لعيادة اخصائي في العلاج النفسي, والمريض النفسي يكرر مراجعاته لأطباء الصحة العامة بأسباب متعددة بمعدل ست مرات سنوياً، وفي هذا هدر مادي وتضييع لوقت الطبيب في مراجعات لأعراض جسدية لا تحل إن لم تعالج مشكلة المريض الأصلية، ولذلك يعود الى الطبيب بشكوى مختلفة.
من هذا المنطلق لا بد من التوعية بأن الصحة النفسية عامل مهم في استقرار الفرد والمجتمع وضروري أن يتفهم أعراض اختلالها ليس المريض والطبيب فقط، بل أيضاً أفراد المجتمع الآخرون حتى يتم الشفاء بإذن الله، بأسرع وأقصر طريق ممكن.
في سبيل هذا الهدف أقيمت خلال 8 الى 10 شعبان حلقة عمل متخصصة في الصحة النفسية للمرأة اجتمع فيها لفيف منتقى من المتخصصين: أطباء الرعاية الأولية واخصائيو الطب النفسي ومنسقو برامج الصحة النفسية ورعاية الطفولة والأمومة والعاملون في مجال الخدمات الصحية النفسية من الجنسين, افتتحها وكيل الوزارة المساعد للطب العلاجي الدكتور منصور بن ناصر الحواسي، بحضور الدكتور بدر الربيعة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، واعضاء اللجنة العلمية للرعاية الصحية الأولية، وقام بإدارتها بأحسن ما يرام من امتزاج الحزم ورقي التصرف الدكتور توفيق أحمد خوجة مدير عام المراكز الصحية.
وعلى مدى الأيام الثلاثة توالت تناولات علمية متعمقة لجوانب الاختلالات النفسية المتعلقة بالمرأة، في أوراق عمل من استشاريين نفسيين زائرين او عاملين في مستشفيات المملكة، وقد تضمن البرنامج محاضرات علمية متخصصة عن أهم جوانب اختلال الصحة النفسية والذهنية والعوارض المرضية التي تتعرض لها الأنثى في مراحل عمرها المختلفة بدئاً بمرحلة الطفولة وانتهاءً بالكهولة, في تغطية لكل ما تختص به كل مرحلة بما في ذلك الطفولة المبكرة والبلوغ والمراهقة والحمل والولادة وانقطاع الطمث، من مشاكل نفسية قد تؤثر وتظهر تعبيراتها بصورة معاناة جسدية تتعسر معالجتها اذا لم يتحقق الطبيب من جوانبها أو جذورها النفسية العاطفية ويتفهمها ليستطيع أن يوصل المريضة الى العلاج الناجع.
لوزارة الصحة كل التقدير لتفاعلها الإيجابي وتشجيعها منسوبيها على حضور الحلقات العلمية وهناك أكثر من برنامج تنظمه وزارة الصحة لمنسوبيها.
وتقدير مثله للقائمين على مستشفى الحمادي واطبائه المتخصصين على ما بذلوه من جهد في تنسيق وتنفيذ هذه الحلقة داعية لهم بالتوفيق والنجاح المتواصل في كل مساعيهم.
ولأهمية ما تناولته الحلقة العلمية سأشارك القراء في بعض ما دار فيها من محاور مهمة في الايام القادمة.
|
|
|