أبو الشيماء,,! عبد الله عبد الجبار |
ابو الشيماء شخصية مرموقة فعالة لها تأثير واضح في مجتمعنا: لابحكم عمله الطويل في مجال الاعلان والتسويق، ولا لعلاقاته الاجتماعية الواسعة فحسب, وإنما لانه رجل موهوب يعرف اسباب النجاح كذلك.
بل إن هذا العامل الأخير هو الذي خلق العاملين السابقين وكلنا يعلم كيف بدأ من الصفر يبني حجراً فوقه حجر في تؤدة وصبر وإحكام وبمرور الشهور والأعوام اصبح لنا هذا الكيان المعروف لدى العام والخاص في بلادنا الحبيبة.
أبو الشيماء أديب مثقف على دراية كبيرة بما يجري في العالم وفي دنيا العروبة، وشئون بلاده خاصة، دراية يغبطه عليها كثير من المثقفين, ومن ثم فإن تكريم الاستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة هو تكريم للعمل الدؤوب، للإخلاص والتفاني، للثقافة الرفيعة، للوطنية الصادقة فحياك الله ايها المكرم المحتفى (بكسر الفاء) ولاغرو فأنت شبل ذاك الأسد والدك الأديب الوطني الجهير محمد سعيد عبدالمقصود خوجة رحمه الله، اخذت عنه حب الثقافة والادب وتقدير الرجال المخلصين في إثنينيتك الرائدة الفريدة زادك الله توفيقاً ومتعك وذويك بالصحة والسعادة.
أيها السادة:
يقضي محمد سعيد طيب يومه ويومه يمتد الى ساعة متأخرة من الليل موزعاً بين عمله وبين اهتمامه بالعلاقات الاجتماعية، وقضاء مصالح من يقصدونه، عرفهم أو لم يعرفهم,, يبذل كل جهده بالهاتف، بالفاكس، بالزيارة الخاصة، وكثيرون يعرفون ما قدمه لهم من خدمات اجتماعية مادية بكل ألوانها سواء منه أم من الآخرين! فلا اتحدث عنها هنا.
لكني اضرب مثلاً واحداً بخدمة معنوية: أديب سعودي قادم من سوريا حجز له جمرك الحدود الشمالية كتباً كثيرة، وباءت كل محاولاته لتسلمها بالفشل,, استنجد بأبي الشيماء فاذا هي بعد أيام أو اسبوعين تصل ويتسلمها صاحبها الأديب كاملة!
ايها الكريم:
إذا تحدث إليك,, محمد سعيد طيب فهو لايزودك بالخير المبذول أو المبتذل كما تفعل كثير من وسائل الاعلام، وإنما يزودك بالخفايا والأسرار بعد ان يهتك عنها الحجب والاستار فاذا الاسباب الجوهرية لكل خبر أوحدث تبدو لك واضحة جلية,, وتشعر حينئذ بأكثر من الغبطة والاكبار، تشعر بالدهشة والانبهار!
كل ذلك مع براعة في التصوير، وأناقة في التعبير، أناقة اصيلة نابعة من ذوق ادبي رفيع، لاتأنق مفتعل!
أيها السادة:
للطيب مع عبدالناصر اصغر من انجب بنتان الشيماء والزهراء,, هذا هو السائد غير أن له ابنة ثالثة قام بتربيتها كما ربى اخاها واختيها.
وقد أحس إخوتها وهم في غضارة السن بالغيرة منها، لان اباهم يقضي معها وقتاً اكثر مما يقضيه معهم لكنهم مالبثوا أن اقتدوا بأمهم الدكتورة التي أحبتها حباً جماً، فاذا هي تحتل من قلوبهم جميعاً اخصب مكان!
نَمَت وتفوقت وأجادت مايجيده أترابها في مجال تخصصهم؟ إلا أنها تفردت بميزة لم تكن لهن، وهي الثقافة ولذا أطلق عليها بعض الرجال الواعين لقب,, ملكة جمال الثقافة.
أيها السادة؟ حيوا معي الابنة الثالثة لابي الشيماء تهامة الثقافية :
ايها الاخوان: حينما كتبت مقدمة لكتاب استاذنا الكبير مصطفى السحرتي :الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث طالت المقدمة فحجزت قلمي خشية أن ينشرها ابو الشيماء كتاباً مستقلاً والسبب انني كنت ايامها مستشاراً ثقافياً لتهامة,, وكذلك الشأن حينما كانت الاعلانات عن كتاب من مقالات ع,ع تتابع للسبب نفسه ولسبب آخر هو ان تبوب المقالات ,, على محاور كل محور يضم موضوعات متجانسة,, وأنا لا اذكر هذا إلا لأبين حرص ابي الشيماء الشديد على ان ينشر لي شيئاً.
وأعود لموضوع المقدمة، فقد تكرم الصديق الكاتب المبدع عبدالله جفري فنشرها في الشرق الاوسط حين كان مشرفاً على الصفحات الثقافية بها.
الجفري كاتب شريف يعيش بسن قلم، ولكنه محسود، ووطني مخلص, وفي عهد الاستاذ جهاد الخازن رئيس تحرير جريدة الحياة,, كانت رسائل مفخخة تأتي للجريدة من الصهاينة وأذنابهم ، وكذلك رسائل تهديد بالقتل ، فضها الجفري معلناً الا تراجع عن خطته ومواقفه ومواقف المحررين في الحياة حتى لوكانت النتيجة استشهاداً في سبيل المبدأ والوطن والعروبة والاسلام,,, كم كاتباً في العالم العربي يقفون هذا الموقف؟ وأنكى أننا نرى بعض الكتاب العرب يغشون اسرائيل.
ولو لم يكن للجفري سوى هذا الموقف وهذه الفدائية لكفاه ولكننا لانقدر العاملين المخلصين ! حبا الله الجفري الفدائي الشجاعة.
ان بين الصديقين الجفري ومحمد سعيد طيب نقاط التقاء كثيرة منها الجرأة والثبات على المبدأ وتحمل الآلام في سبيل الوطنية,.
أيها السادة: وانتم تكرمون الصديق محمد سعيد طيب، حياكم الله لانكم تكرمون رجلاً صادقاً مخلصاً ما أحوج بلادنا الى كثير من أمثاله والسلام.
*نص الكلمة التي القاها استاذ الجيل: عبدالله عبدالجبار في حفل تكريم الاستاذ محمد سعيد طيب, في اثنينية عبدالمقصود خوجه يوم الاثنين الموافق 7/8/1420ه.
|
|
|