Thursday 25th November, 1999 G No. 9919جريدة الجزيرة الخميس 17 ,شعبان 1420 العدد 9919


في حوار احتفائي بالقصة: حدث كثيب قال
أحمد الدويحي

ح
امسية قصصية ضاجة بالابداع، والشعر والحوار العاشق النخبوي بفن القصة، قدم سكرتير نادي القصة القاص خالد اليوسف عريس او ضيف، سموه كيفما شئتم، في ثياب الاكاديمي مبدع تلك الليلة د, حسن النعمي، فقرأ ثلاث قصص، بدأ ب حولية الفجر الخامس ثم اتبعها بقصة حالة اغماء وختهما ب هوامش في سيرة ليلى .
وقرأ القاص عبدالحفيظ الشمري ورقة العمل في مجموعة النعمي القصصية وسمها ب رجال يضجرهم الحزن تبددهم وعثاء المفازة,, ثم بدأ الحوار حول النصوص والورقة,.
س
المبدع حسن النعمي وقع اهداء المجموعة الى عبدالعزيز السبيل حين لا اجد الكلام,, وحين لا يحسن الصمت,, اقول,, اشكرك شكر العارف بفضلك، وكفى.
ن
شهد نادي القصة حضورا مميزا، ولاول مرة تشارك في منتداه وجوه، من الساحل الشرقي كتاب القصة عبدالله الوصالي، فهد المصبح، جعفر الجشي، ناصر سالم الجاسم، محمد عجيم، اسامة الملا,, ووجوه مسرحية وشعرية وفنية وقصصية,.
أ
بدأت متحدثا بما رأيت في نص المبدع حسن النعمي من المتعة والالم معا، احتفظ بفنية السرد، ونصاعة المكان كما في نصه الاول، وانتقائية كما في النص الثاني حالة اغماء.
د, عبدالعزيز السبيل تحدث حديث العارف عن الهوية في قصص النعمي، وجماليات المكان، والدلالات التي يحملها النص، واللغة الشعرية.
الاستاذ ابراهيم الناصر تحدث عن الامتاع والاستماع بفن القصة القصيرة، وقال ان سرد النعمي، ممتع وجذاب وناضج، ويفتح بابا للقصة المحلية.
القاص حسين علي حسين حيا رفيق الدرب والضيوف، منتقدا الى عدم تواصل المثقفين مع بعضهم، وعدم اطلاع بعضهم على نتاجات البعض,.
ل
القاص عبدالعزيز الصقعبي تحدث عن المكان والسينما والمسرح في نص النعمي، ودلل بعشق الارض كرواية الشرقاوي التي مثلها المليجي والممتلئة فنا سينمائيا.
القاص حسين المناصرة تحدث عن المكان بوصفه موحيا، مع تداخل لموضوع الشخصية ونزوع الكاتب الى اولويات في قصة حالة اغماء .
القاص جعفر الجشي انتقد تحميل نص حالة اغماء حمولة فوق طاقتها، وعسى ان اكون دقيقا في العبارة، وزاد في حوار مازال معلقا بيننا ملامسا فيما اظن وترا بين المقالة وفن القصة.
ن 2
د, عبدالعزيز السبيل كان قد طلب في البدء، من القاص قراءة قصة حالة اغماء فدخل في حوار جميل مع القاص الجميل جعفر الجشي واشارات وومضات عن نصوص حسن النعمي.
الشاعر عبدالله الصالح المح الى جرأة القاص وشجاعته في تناول القضايا المهمة، وهذا بمباشرة في نظره ما تفتقده نصوص في القصة والرواية المحلية,,
الاستاذ سليمان المنصور تحدث عن الدلالة اللغوية في الفاء التي كان يفترض ان تكون في اسم المجموعة حدث كثيب ف قال , وحرص النعمي في رده نهاية التعليقات على توضيحها.
ع
القاص فهد المصبح قال من الجنون ان يتحدث قاص عن ابداع قاص آخر، واشار الى اللغة الشعرية والنضج في قصة حسن النعمي.
الشاعر عبدالله اللحيدان تحدث عن العروض الشعرية في قصة حسن مما دعا النعمي الى الاعتراف بانه يكتب شعرا، ولا يخرجه للناس,.
بذات الايقاع لامس الاستاذ الملا الحساسية في نص النعمي، والدقة في التجسيد، مشيرا الى الجماليات في اكثر من لمحة في النصوص.
م
اجمع الاستاذ ابراهيم الناصر، و د, السبيل الى سرعة القاء نص ورقة عبدالحفيظ د, عبدالعزيز طلب من المناصرة الحديث في عشق الارض ونضالها، قال المناصرة كنت اود ان ابدأ بهذا وخجلت,, ! ثم تحدث, كما تحدث الاستاذ ناصر الحزيمي ومحمد العثيم، وشارك الاستاذ محمد القشعمي والمخرج العاني,.
ي
كررت الحديث عن حالتي الحضور والغياب في قصة النعمي مكان الحوار حالة اغماء للدلالة على فنية وملمح آخر للنص، مقاربا بين رأيي الملا وجعفر، وقلت ان لها بداية ونهاية وحدثا متناميا طبعا كنت اتحدث عن الوعي، وعي الكاتب، الذي ربما يفسد النص,.
وليتني قلت كما قال شاعر الا ايها الوعي افسدت ذوق المغني,,
القاص جعفر الجشي رد على رأيي السابق قائلا: ليسمح لي المريخي يقصدني ان ارد بعنف، فصوبه الحضور، وواصل ان القصة اذا كانت كما وصفها الدويحي بداية ونهاية وحدثا متناميا، فعلى القصة السلام,,) واختتمت ليلة مبدعة من اماسي القصة الجميلة.
اسئلة حوار خارج الحوار
وانتهت الامسية, لكن الاسئلة لم تنته، وبقي سؤال الابداع منتصبا,, واعترف انني قبل وبعد ردود د, حسن النعمي على مجمل التساؤلات بقي في النفس شيء، اما وقد امتد الحوار واللقاءات والاسئلة، الى ما بعد صلاة الجمعة، خارج خيمة النادي وفي الدور، وفي غرفة استشفاء المبدع المشري الذي كنا نتهيأ لنراه في النادي لولا ظروفه المرضية قواه الله فمبدع كعبدالعزيز لابد ان يكون في صورة اي حدث ثقافي، فلابد من البوح بها,,
عودا على بدء,,.
اسمح لنفسي استعيد ما بدأت به ليلة الحوار لابرأ:
ان اللغة الشعرية، والسرد المتنامي للحدث، ملمح اساسي في قصص النعمي، لكنني الليلة اكتشفت ان لحسن ايضا تناميا في عوالمه القصصية، واذا كان وفيا لعالم القرية، والطفولة والاحلام والمكان، في نتاجاته السابقة ومنها آخر ما جاء في التأويل القروي .
الليلة استمتعت بقص ناضج، بكل ما تعني شروط القصة, لكن الشخوص في عالم د, النعمي في مجموعته الجديدة حدث كثيب قال هي المتغيرة هنا، وحسب ما استمعنا اليه الليلة، رأيناه يوغل في انتقاء الشخصية الموحية، كما في قصة حالة اغماء ، ووفيا للسرد بذات اللغة الشعرية، كما في اعماله السابقة، ففي القصة الاولى الممتعة حولية الفجر الخامس , وطبعا لم اعرف حتى الان دلالة الخامس واظنه يعني العمر,, لكن المخال هو ما عني به المكان العالي، للدلالة على ترقب المطر,, ترقب العدو,, وهو في ذات الوقت يرسم فوق نهر القلب عناصر الارض والخيمة كمفتاح للسرد الذي اغرقنا فيه الكاتب,.
وارتباط الانسان بالارض,, الارض التي يشكو نابت البطل الوحيد في انتقائية للشخوص، ووجد من يقول له بعني ارضك,, !؟ وتلك مسألة عرض وكرامة في عرف الانسان الجنوبي,, فكيف يبيع الانسان قبره,,!؟
ليأت الصريم والحصاد الذي يرقبه بطل قصتنا بشغف، لنصل الى النهاية التي استمعنا اليها لهذا النص الجميل,, انتهى .
والحقيقة ان جملة التعليقات والاسئلة التي جاءت مهمة، كظفيرة واحدة الى جانب ورقة العمل التي قدمها الزميل عبدالحفيظ الشمري,, ومنها على وجه الخصوص اسئلة القاص عبدالله الوصالي الثلاثة، تعمدت الا اضمنها ضمن الاختزال الوارد هنا للتعليقات والاسئلة الاخرى، لانها تجسد طبيعة الابداع، ودوره، وحدود فاعليته,, ! ولم تكن تلك الاسئلة موجهة لمبدع تلك الليلة وحده، كونها خرجت من فضائه الابداعي، ولم يكن د, حسن نعمي في ذات اللحظة وحده، ومع انه اجاب ولا تثريب، لانها اسئلة ستظل، ممتدة تعني كل مبدع وناقد ومهتم بثقافة الوطن وهمومه,,!!
اما ونحن نشهد حركة قصصية كما ونوعا، لهذا الجنس الابداعي، الذي له خصوصيته الابداعية الزمكانية ، وابنيته ولغته كفن مراوغ لا يقبل التأطير، كفنون اخرى وبالذات الشعر، الذي شهد طفرة قبل ان يسقطه نقاد الطفرة اياهم، في مستنقع الشللية والانتقائية والدراسات العلمية المطلوبة، بهدف نيل الدرجات للترقية، قبل ان تتطور الحالة لنصل اليوم الى ظاهرة الشعر الشعبي وتوابعها,.
واجهر الان ب الصوت بعد كل ما اثارته امسية المبدع د, حسن النعمي، من اسئلة وشجن وحوار ووعي، لاؤكد على مساحة الحب بين كثير من كتاب القصة ومنهم حسن النعمي، الذي عن نفسي احب واعشق ابداعه من قديم، وكما يتجلى الصدق في نادي القصة كل مساء اربعاء.
ان اتساع الرؤية هنا لا يبرر ان نسقط العبارة ابداعها ! فاذا كنا لمسنا جميعا دقة تقنيات واتساع رؤية كاتب مبدع كالنعمي، فهذا قامة ابداعية شامخة كالاستاذ الناصر الذي لم نعهده متحدثا ومعلقا في امسيات القصة، لم يتردد ان يعد ابداع النعمي فتحا في القصة المحلية، وتناول د, السبيل خصائص ابداع النعمي، وهما معا من نتوسم فيهما فتح مسارب للسرد القصصي في بلادنا واخرين، لعل مجلة الراوي اول قطرات هذا الندى، ولم يكن احدا قد قرأ كامل نصوص المجموعة فيما اظن غيره، ومقدم الورقة الزميل عبدالحفيظ الشمري، ليتم التداخل معها بذات الاريحية والوعي، وان بقي في البال سؤال عن معنى الهوية ، خصوصا في قصة حالة اغماء ، فلنا قضايا لها من الاولوية كما ما لموضوع هذا النص، وهنا جوهر السؤال والحوار,, ولا ما معنى كل النصوص الابداعية القصصية المتراكمة في طول البلاد وعرضها، ومنها النص الاول حولية الفجر الخامس , والحق انني اتساءل لا انظر للقصة، فما انا الا مجتهد، لي رأيي خارج حدود نصي، انتظر ان يقول الاخرون فيه رأيهم كما شاءوا بحرية، وان لم يفعل ذلك احد فلا اسف، لذا ساقبل بدعوة الاصدقاء في جمعية الثقافة والفنون بالاحساء، لانني على ثقة بانهم بدورهم يؤسسون في مكانهم لفن ابداعي سردي ومتنامي، واحرقوا من اجله كثيرا من الاوراق والمراحل، وسأقبل يا جعفر! لنكمل معا حوارنا، فكثير من المهتمين ومن ينشدون الثقافة الجادة، صوبوا انظارهم تجاه القصة، وهنا مصدر الخوف الان، من مزايدات وتزييف الوعي، ولان قضايا الوطن فوق كل صوت نشاز، ولان فن القصة حري بالتأمل والقراءة والدراسة، والصوت الذي يمتلك حريته وصدقه، هو صوت حقيقي جدير بطرح القضايا الكبرى,.
عذرا لكل الاصدقاء.
اذا كانت ساهيا عن اي تأويل في ليلة النعمي,.
مرحبا بالابداع,.
ومرحبا بالحوار,,.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved