كانت المعلمة تنادي على رؤوس التلاميذ، قائلة: ان اللغة اصوات تنساب من جهات الفم الأربع، تقول ذلك، وتشبهه بانسياب النهر في انحاء الرمل النقي!!.
تقول ذلك بعد ان، أخذ بعض التلاميذ يتفتفون بالسنتهم، ويخرجون الحروف بتثاقل وسيع!!
قالت ذلك، وهي تعرف ان العجلة تورث الندم، وان الرفق ما دخل في شيء إلا زانه!!
ضماير،وأسماء، وصفات، وحروف، وأفعال، ولكن بلا جزم,, وضمائر لا تحذف إذا أمن اللبس، وصفات، لا تتبع الموصوف، وان كانت تتحدث عنه، وأسماء ليس فيها منقوص، ولا ممدود، ولا مقصور!!
نهار يمضي، وليل يأتي، وأرجام ترفع، وأرض تبلع، وابتسامات ملونة، وتحيات مختلسة من باطن الأرض، وظاهرها.
في الصباح، تخرج الأرض بزينتها،وتلبس البشر، وترتدي حركاتهم، وسكناتهم، بل أفكارهم!!.
المدرسة تضم العالم، والعالم يضم المدرسة، والمكان التعليمي فيه مرح وضحك ولعب، حين يخلع ددع الدرس، وقلنسوة الشرح، وهيبة الكتاب، ورعونة وسائل الايضاح!!.
قال صديقي ظهيرة خروجنا من جدران الفصل: متى تنتهي المعرفة,, فأطرقت صمتا,, وقلت: لست أدري، مقتديا بطلاسم إيليا أبي ماضي!!
هذا العصر، وذاك المساء، وكل الذي معي أوراق، أعرف بعضها وأنكر أكثرها، ومن جهل شيئا أنكره، أحاول ان احمل بيني وبينها محبة، فالناس اعداء ما جهلوا، فياربي زدني علما!!
في هذا المكان الرتيب، اتكلم احيانا مع الاشياء من حوالي، حين ينصرف الناس الى شؤونهم، شجونهم، وجنونهم بل وحتى مجنونهم!!
العلم في الصغر كالنقش على الحجر، هكذا قالوا: وكأنهم أرادوا قص أحلام الكبار، وأكملوها بقولهم: العلم في الكبر كالنقش في البحر، مأثورات بجعل الاحباط يتسلل الى النفوس والأحلام، ولكن سوف أرميهم بمأثور آخر، وأقول أطلب العلم من المهد الى اللحد :
أرأيت الشمس بطولها، وعرضها، فهي فاتنة وتمثلت هنا طويلا، وكأنها مشدودة بحبال الوهن، التي تجعلها تمر المرأة الفاتنة من بيت جارتها.
وقف المعلم اليوم، وتحدث عن الطقس كثيرا، ولكن الآذان سئمت من اخبار الطقس، وأحوال المناخ، لأن القوم هنا ليس لهم حديث إلا المناخ وأحواله، وكأنهم لا يعرفون بعضهم!!.
AL - ARFAJ * HOTMAIL. COM