Thursday 25th November, 1999 G No. 9919جريدة الجزيرة الخميس 17 ,شعبان 1420 العدد 9919


د, الدايل ,,والمعلم السعودي بين الحاضر والمستقبل

صدر حديثاً كتاب المعلم السعودي,, الحاضر والمستقبل ليضيف للمكتبة العربية واحداً من أهم الكتب التي صدرت في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم والعناية بهم, وترجع أهمية هذا الكتاب إلى كونه يتناول موضوعاً لايختلف على أهميته البالغة أحدٌ من التربويين ورجال الفكر، فوظيفة المعلم كما يقول مؤلف الكتاب في تقديمه نالت من الأهمية مالم ينله موضوع آخر، ومكانة المعلم معروفة منذ عرف التعليم في التاريخ، حيث لايقف دوره عند توصيل المعلومات وتشريبها لعقول الطلاب، بل هو ناقل للثقافة وموجّه ومرشد ومربٍ بما تحمله التربية من عمليات ذات ترابط وتشابك.
ويستمد هذا الكتاب أيضاً أهميته من كون مؤلفه الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الدايل قد عايش مسيرة إعداد المعلمين فترة طويلة من الوقت، قضاها في وزارة المعارف، وكان معظمها في هذا المجال الذي تناوله هذا الكتاب، فوضع يده على بدايات تطوير إعداد المعلمين وتدريبهم ورفع مستوى تأهيلهم في وقت كانت مدارسنا تعاني فيه نقصاً في إعداد المعلمين وكان علينا أن نحل معادلة هي جدّ صعبة لنوازن بين توفير الأعداد المطلوبة من المعلمين لنقابل بها التوسع الكبير في افتتاح المدارس، وبين رفع كفاية المعلمين وتوفير برامج تأهيل فعالة لهم تمكنهم من الوفاء بما هو مطلوب منهم ومأمول فيهم في إعداد أبنائنا وتسليحهم بالعلم النافع.
وقد تضمن هذا الكتاب تلك الجهود التي تمت في ميدان إعداد المعلم وتأهيله وتدريبه حتى وصل إلى المستوى الذي هو عليه الآن سواءً في وزارة المعارف أو في كليات التربية أو في الرئاسة العامة لتعليم البنات، حتى اصبحت مدارسنا - بفضل الله - تضم أكثر من ثلاثمائة ألف معلم ومعلمة في فترة قليلة من الزمن بعد أن كانت تشكو من قلة المعلمين وقلة المؤهلين منهم وكذلك من ضعف مستوى تأهيلهم أو تدني مستوى كفايتهم.
ويقع هذا الكتاب في سبعة فصول، جاء الفصل الأول منها مؤكداً على قيمة العلم ومكانة العلماء ومشيراً الى هذه المكانة من خلال ماورد في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف من حثّ على طلب العلم ومن توثيق لمكانة العلم وأهله.
ويستعرض الفصل الثاني العملية التعليمية ومسيرتها في المملكة متنقلاً بين جوانب هذه العملية بعناصرها المختلفة بدءاً من سياسة التعلم بالمملكة والمناهج الدراسية وأسس بنائها، ويفرد مساحة يوضح فيها ذلك التطوير الكبير الذي شهدته أعداد المدارس والطلاب والمعلمين، ويقارن بالأرقام بين ماكان عليه حال التعليم في بداياته وبين ما بلغه من تطور هائل يعدّ إعجازاً تحقق بفضل الله ثم بدعم وبجهود قادتنا الأجلاء، وللمكانة المتميزة لتعليم الفتاة في المملكة يخصص هذا الفصل لها ماتستحق من اهتمام ويستعرض واقع تعليم الفتاة وتطوره منذ إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات في المملكة موثقاً ذلك بالحقائق والأرقام ومتوجا له بتوثيق النص الملكي الكريم الذي نشأت بموجبه الرئاسة العامة لتعليم البنات والصادر في عام 1379ه.
ويأتي الفصل الثالث من الكتاب حول إعداد المعلم ويخص في مراحل إعداده ذلك الدور الذي قامت به معاهد المعلمين ثم الكليات المتوسطة فكليات المعلمين، ويتناول إعداد معلم المرحلة الثانوية مستعرضاً أهم ملامح التطور التي حدثت في هذا المجال وذلك تمهيداً لتحليل سياسات إعداد المعلم بالمملكة التي أختص بها الفصل الرابع والذي تناول بالتحليل الشامل تلك الأهداف التي نتوخاها في إعداد المعلم والتي يجب أن تتطور في ظل معطيات التطور التقني المعاصر.
ويؤكد هذا الفصل على اهمية التربية العملية في برامج إعداد المعلمين وتأهيلهم، ويحلل أهم الاتجاهات والأساليب الحديثة في إعداد المعلمين وضرورة التركيز على توفير وتنمية الخصائص الشخصية والخلقية والعلمية في المعلم.
ولأهمية معلم المرحلة الابتدائية يتناول الفصل الرابع بالتحليل عملية إعداده وما توفره له كليات المعلمين من برامج يتناولها بالعرض والتحليل.
ويأتي الفصل الخامس مركزاً على تدريب المعلمين أثناء الخدمة مشيراً إلى أهمية هذا التدريب في سد الفجوة التي غالباً ما تكون بين عمليات إعداد المعلم في المؤسسات الخاصة بذلك وبين ماتتطلبه الممارسة الميدانية التي هي في حاجة إلى مستوى معين من الكفاءة والقدرة والخبرة، ومن هنا فإنه من الضروري وجود تكامل فعّال بين عمليات الإعداد وبين برامج التدريب أثناء الخدمة, ويوضح هذا الفصل آليات هذا التكامل التي يجب توافرها في مؤسسات الإعداد ومؤسسات التدريب.
وإذا كانت الفصول السابقة من هذا الكتاب المعلم السعودي,, الحاضر والمستقبل قد ركزت على واقع سياسات إعداد المعلم، فإن الفصلين الأخيرين: السادس والسابع، قد تناولا مجالات إعداد المعلم في المستقبل وكيف يمكن توفير إعدادٍ متميز ببرامج وسياسات وطموحات تُراعي تلك الأخلاقيات التي تتسم بها مهنة التعليم وتلك المرئيات المستقبلية في ميادين إعداد المعلم.
وقد تميز هذان الفصلان بكونهما نظرة مستقبلية شاملة في مجال إعداد المعلم السعودي في وقت أصبحنا لانشكو فيه من ندرة المعلمين بل أصبح الانتقاء وحسن الاختيار للمعلمين ذوي الكفاءة العالية هو الشغل الشاغل للمؤسسات المسؤولة عن المعلمين والمعلمات.
ويفرد الكتاب صفحات ليسجل فيها أخلاقيات مهنة التعليم من منظور عربي وفقاً لما صدر في هذا المجال عن وزراء التربية والتعليم العرب وعن مكتب التربية العربي لدول الخليج, كما يورد توصيات مهمة في ميدان إعداد المعلم وتدريبه وتأهيله ورفع كفاءته ويقع الكتاب في مائتين وست وسبعين صفحة، ويمثل إضافة جديدة إلى المكتبة التربوية العربية.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved