اشتعال التأويل شعر: د.عالي سرحان القرشي |
دماء الحروف التي مازجتني
تنز بأوجاع صبر طواه الردى
تلاقت مع الشوك حتى استشاكت
وألقت عليَّ قميص التعب
تناهضت كيما أكون
وكيما أفِرَّ
وكيما أُقر
قوانين هذا اللقاء
تلاقت على عاتقي
تحمل:
الماء
والضوء
والحب
والراحلة
***
رقصت فوق وهج اللقاء
ترسمت منها حديثا يقيم الحرائق
في كل حرف
اصرت على ان يكون الكلام لها
فقالت ووجد الحروف اشتعال على كل حرف:
الرقص يا قارئي يطوي تنائفنا
تأويله شعلة توري صحائفنا
فاقرأ كوا منها واكتب مواجعها
إن كنت ذا لهب يطوي صوائفنا
***
تورَّد من وجنتي الوهج
خببت المطايا تغنى وجاها
وترقل نحو
جياد النفور
وخصب الإباء
ووبل المطر
مضى عزمنا
فالتقتنا المسافات
شب أوار الكلام
وحل الجديب خصيبا لأرواحنا
سقانا الكلام
سقيناه حتى تليّن منه الطريق الجنيب
عرفنا الطريق الصديق
وملنا الى الصافنات
التي ترشف الهيل
والمر
والعنفوان
تشربنا في رؤاه الكلام
تكلم فينا بنا
والقى الينا بأورادنا
نزعنا اليه العروق التي دب فيها
اخضرار الكلام
طواها الكلام على سره
تأوه فينا حنين الى روحنا في عروق الكلام
سعدنا بأن يصطفينا من الشمس برد الصباح
سعدنا بأن يصطفينا من القرّ حر اللقاء
سعدنا بأن يصطفينا من الخدر سرد الكلام
سعدنا بأن ينتقينا من البيد نظم الكتاب
***
سعدنا سعدنا
شقينا
شقينا
وكان الكلام:
يا راحلا في دمي أين الرحيل بنا
ابلغ بنا وهدة ترعى خلائفنا
لعلنا في صفاء الكشف نعتقها
من أسر حادية تحدو كنائفنا
***
تنافر من ساعديَّ الكتاب
وفي بيده تاهت الخيل عني
ولاذت بها موحشات الحروف
ولست أريد عصا مربد يمتطيها سويد
فتابعتها شاهدا للتوحش والارتواء
فأسرجت خيلي
ونفسي آنستها وحشة
وأوحشتها اصطبارا لتأويل هذا الكلام
|
|
|