* دمشق صبحي حليمة
عن نص للكاتب مهدي يانس، أنهى المخرج السوري عصام موسى مؤخراً مونتاج المسلسل التلفزيونيالتحول العظيم من إنتاج شركة ديار وأفكار السعودية السورية المشتركة, وهذا التعاون المشترك هو أهم ما يميز هذا العمل الذي يقع في عشرين حلقة ويتوقع أن يعرض خلال شهر رمضان المبارك القادم.
يتناول العمل مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية، بدءاً من مرحلة التشتت والتمزق وسيطرة قطاع الطرق، وحتى ظهور حركة التوحيد التي تزعمها الملك عبدالعزيز ونشوء المملكة كدولة عصرية توفر لأبنائها كل مستلزمات الحضارة الحديثة، إلى جانب الأمن والسلام والاستقرار.
لكن العمل في اعتماده الخلفية التاريخية، وفي سعي منجزيه لعرضه في الذكرى المئوية لتأسيس المملكة، لم يحاول توثيق المرحلة بتفاصيلها وأحداثها ورجالاتها، وإنما قدم حكاية مفترضة تتناول الواقع الاجتماعي لأناس تلك المرحلة، وطبيعة ارتباطهم بالأرض والوطن والعادات والتقاليد النبيلة التي نمت في تلك البقعة من العالم، ونضالهم الذي أثمر دولة حديثة معاصرة، يفخر أبناؤها بها وتفخر هي بأبنائها.
تتحدث الحكاية عن أسرة طلال بن نواف النجدية، الأب الذي يعمل حارساً للقوافل, والأم والأبناء الثلاثة، في فترة زمنية تمتد على مايقارب 60 عاماً, ينضم الأب إلى قوات الملك عبدالعزيز، وفي نضاله من أجل المملكة يقتل على يد قاطع طريق، ويصير على الأم أن تنهض بمهمة قاسية، لكنها تؤدي الأمانة باقتدار، وتربي الأبناء على الحلم الذي استشهد الأب من أجله وهو المملكة والحفاظ على أمنها واستقرارها، وتتوزع مصائر الأبناء، أحدهم يدرس في الخارج ليعود رجل تجارة وصناعة، والثاني يختار طريق والده فينضم إلى جيش المملكة، والثالث يتحول إلى زراعة الأرض واستصلاحها, ومن الواضح إن الكاتب إنما أراد الترميز من خلال الأب وأبنائه وكذا من خلال الأم، ليصل إلى رسم صورة النضال الطويل والمرير للوصول إلى الاستقرار والأمن.
ولعل الكاتب استطاع كما يشير النص وكما يؤكد المخرج والفنانون العاملون في المسلسل أن يحقق نصاً تلفزيونياً يعي غاياته ويمشي إليها بإتقان، عبر قراءته الجيدة لاحداث ووثائق المرحلة التي يقدمها درامياً.
ينتمي العمل إلى الإنتاج الضخم، فقد ضم عدداً كبيرا من الفنانين السعوديين والسوريين، إضافة إلى حوالي3000 كومبارس جسدت القوافل والمعارك وغيرها، كما تم بناء مدينة سينمائية كاملة، في البادية السورية من أجل تصويره، في منطقة تقع ما بين مدينة تدمر ومدينة حمص وفيها تمت زراعة شجر النخيل، وشيدت أبنية طينية ومساجد ومدن، مبنية ومزخرفة على النمط السعودي القديم.
ونشير إلى الجهد المميز الذي قدمه مهندس الديكور زياد قات، الذي استطاع تشكيل بيئة سعودية بقدر كبير من الصدق والواقعية، رغم أنها تجربته التلفزيونية الأولى,أما الإخراج فقد تصدى له المخرج السوري عصام موسى الذي سبق أن قدم أعمالاً كثيرة متنوعة، إلا أن هذا العمل يبدو الأكثر أهمية وضخامة إنتاجية,,, وإن كان من المبكر الحكم على المسلسل، إلا أنه كما يبدو أراد لنفسه أن يظهر بأفضل صورة وبأفضل سوية إنتاجية فنية.
في بطولة العمل من الفنانين السعوديين: د, بكر الشدي إبراهيم الحساوي نايف الخلف فيصل الحسين عبدالعزيز سكرين,, وآخرين ومن السوريين: مرح جبر فاروق الجمعات نضال نجم تولاي هارون فدوى محسن مفيدة أبو حمدة ,, وآخرون.
بطاقة العمل الفنية:
سيناريو: مهدي يانس إخراج: عصام موسى ، سكريبت ومساعدة إخراج: رويدة واصف ديكور: زياد قات مخرج مساعد: هيثم شلبي إدارة إنتاج وتنفيذ خدع وتفجيرات: جورج بشارة مشرف إضاءة: عبدالكريم سعد ، تصوير: فايز عبدالحكيم ، ماكيير: هيام غزاوي مونتاج: هشام موصللي صوت: جهاد فياض أزياء: بايزر قوزريان.