تلميحة محمد المنيف |
من الامور المؤسفة ان نقبل بأي سرد يوهمنا مؤديه بأنه يتمتع بقدرة حقيقية للنقد علماً بأن هذه المهمة ليست يسيرة او كما يتوقعها البعض, ومن المؤسف ايضاً اننا نقبل بأي اسلوب يمكن طرحه تجاه اي عمل فني او تحليل لمعرض, ونسعد ونطبل لكاتبه عندما يتوافق مع رغباتنا او نجد ثناء منه على اعمالنا الفنية في ثنايا ما يسطره رغم جهله بها وبالنقد او التحليل ويأتي العكس فنكيل له الاتهامات عندما لا يتوافق مع ما ننشده وتنشد الذات المريضة علماً بأن ذلك الكاتب لم يكن عارفاً او محققاً لأدنى شروط النقد ولهذا اصبحت الصفحات الفنية مجالاً رحباً لمن يجرب او يعطى فرصة للكتابة اضافة الى ما شاب بعض الاصدارات الرسمية الخاصة بالفن التشكيلي من اقلام ·ذكية في وقت كان من حولها غافلون عن ان يقيموا ما تتم كتابته وهل له مردود ايجابي او سلبي للحركة التشكيلية اضافة الى التخبط في التعريف بمسيرة هذا الفن هذا الفن وتاريخه فأخذ اولئك المتطفلون على الكتابة التشكيلية في الاعتماد على ما يرد من الآخرين من معلومات تغلف بالاشارة بأن لا يخفق حق الراوي وان يعطى له موقع في ما يمكن الكتابة عنه, فأصبح الكثير رواداً وتحول الاكثرية فنانين ووجد اولئك المؤرخون رغم بعدهم الانتمائي الى اسماء لامعة وكل ذلك يحدث في وقت غمس فيه البقية رؤوسهم في الرمل,, مما اتاح الفرصة لكل من يريد العيش ان يمارس العبث,.
ان ما يحدث في الساحة التشكيلية حالياً اكثر من مؤلم تنظيماً للمعارض ونوعية المشاركات واساليب التحليل والنقد حتى وصل الامر الى بعثرة وتفريق الشمل علماً بأن مثل هذا التذبذب لا يتوافق اطلاقاً مع ما خطط له من قبل الجهات المسؤولة وفي مقدمتها بل على رأسها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون من طموحات وصلت به ا لى العالمية وما يزيدنا اسفاً ايضاً ان اولئك المسؤولين واقولها بكل ثقة لم يصلهم اي مما يفكر فيه الفنانون الصادقون في الفن التشكيلي وبقيت الشكوى والجروح في ظل لقاءات عابرة او طويلة يجد فيها الفنانون فرصة للبوح مع فنان زميل او زميل اداري محدود المسؤولية فيبثون له مطالبهم وآمالهم واحلامهم.
واخيراً نقول اننا نمتلك كنوزاً تشكيلية كبيرة وفاعلة ومستويات لا تقل عن اي ابداع عالمي ولكنها حبيسة المراسم في الوقت الذي تصول وتجول فيه اعمال متردية منها ما يأتي من فنانين هواة غير موهوبين فتجد لها القبول اضافة الى تردد وتواجد اعمال عفا عليها الدهر واكتست بغبار المستودعات فنفاجأ بها في المعارض الاهم المعارض الدولية ولن نعود لكشف ما يؤلم ولا يخفى على الكثير ونكتفي بالقول بأن ·الضرب في الميت حرام ولكننا نؤكد بان ما نطرحه ونطالب به يدفعنا اليه ايماننا المطلق بابداعنا وحرصنا على ان يقف على اقدام صلبة تتناسب وتكمل القاعدة الاصل وهي الدعم المادي والمعنوي من حكومتنا الرشيدة.
اخيراً
اسمحوا لي ان اعرج على بعض من صفات ومواصفات النقد وفي مقدمتها نزاهة الناقد وصدق تعامله مع ادواته وعمق ثقافته ومعرفته بما يقوم بنقده وتحليله عبر زيارات للمراسم الخاصة بالفنانين او التعرف على مختلف انجازاتهم المستمرة وغير الظاهرة للآخرين والتي لا تزال في دور الحضانة والتجارب وان يكون معايشاً للفنانين معايشة زمانية ومكانية ونفسية وملماً بحالات اداء العمل وظروفه بعيداً عن ميول معينة ويكون ممارساً للابداع معاصراً له,.
|
|
|