Thursday 25th November, 1999 G No. 9919جريدة الجزيرة الخميس 17 ,شعبان 1420 العدد 9919


لعدم اكتراثهم بما يدور في ساحتهم
التشكيليون سلبيون تجاه البحث عن الحلول لقضايا فنهم

* كتب - محمد المنيف
ما أكثر الاصحاب حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل,.
هذا هو لسان حال الفن التشكيلي تجاه المنتمين اليه امام قضاياهم التشكيلية إذ ان أي أمر يتعلق بهذا الفن لا يجد سوى القلة القليلة التي لا تتعدى اصابع اليدين من بين مئات التشكيليين الذين تزخر بهم بلادنا في مختلف المناطق في حالة الاعتماد على احصائية الكتلوجات والمشاركات اولئك القلة هم ممن حملوا على عواتقهم النهوض بهذا الفن عبر اقلامهم وعرفوا به الساحة وقربوه للجمهور عبر الصفحات التشكيلية في صحف محلية.
نذكر منها على سبيل المثال جريدة الجزيرة - عكاظ - المدينة - اليوم واخيرا لحقت بهذا الركب جريدة الندوة - كل هذه الفرص وتلك الاقلام وذلك العطاء الذي استمر عند بعض تلك الصحف مدى عشرين عاما وفي مقدمتها جريدة الجزيرة لم يكن للسواد الاعظم من الفنانين في الساحة أي موقف أو دعم سوى بعض الردود الجارحة حينما لا يعجبهم العجب ويرون في ان ما كتب يسيء لمكانتهم الفنية,, دون علمهم ان من وضعهم في تلك المكانة هي الصحف وتلك الاقلام ونحن لا نقول هذا القول من باب المنة او الفضل - ولكننا نشحذ به عقول وأقلام اولئك المبدعين خصوصا المثقفين منهم ونطالبهم بأن التعامل مع الصحافة التشكيلية لا يقل اهمية من اللوحة بل ان تفاعلهم وتعاونهم ما يثري الصفحات ويضيف للقارئ احساسا بأن الفنانين حريصون على ابداعهم وان ما يطرح من قضايا او مطالب جزء لايمكن ان يكتمل العطاء التشكيلي بدونه خصوصا ونحن مازلنا في مرحلة التعريف والتثقيف وايصاله للجمهور بشكله وشاكلته المعاصرة.
لقد مر بنا العديد والعديد عبر السنوات العشرين الماضية من تلك القضايا منها ما يتعلق بالفن نفسه وما شابه من شوائب في مقدمتها استغلال الدعم المادي والمعنوي الذي حظيت به الاعمال المتميزة والفنانون المبدعون من قبل الدولة وثقتها بالفنان السعودي ودعوته لتجميل العديد من الدوائر الحكومية والوزارات او من المقتني الذي يحرص ان يمتلك عملا سعودي الاصل والمنشأ مما دفع البعض لاستقدام ايد عاملة من رسامين لهذا الشأن وتذييل لوحاتهم بأسماء سعودية وهمية أو بأسماء الفنانين الكفلاء وتأتي ايضا مشكلة او قضية اخرى تتمثل في حقوق الفنانين عند استغلال لوحاتهم اغلفة لكتب او دواوين او قصص او طباعتها بطاقات معايدة او بوسترات تجارية دون اخذ موافقة الفنان الى جانب انتشار أسلوب النقل الحرفي والتقليد المباشر للوحات وأساليب لفنانين من قبل فنانين آخرين وبيعها بأسعار اقل.
اشياء - وأشياء - لا تسمح المساحة بذكرها او التطرق لها بايجاز,, لن تحرك ساكنا عند الاحبة الفنانين وتوقف الامر على محرري الصفحات التشكيلية او على بعض الاقلام المتعاونة معها والمحدودة العدد - بينما البقية متفرجون - وأحيانا لا يعلمون ماذا يدور في ساحتهم.
* آخر القضايا وأهمها:
ويمكن لنا اعتبار القضية او المقترح الذي تطرق له الزميل عبدالرحمن السليمان في جريدة اليوم حول الحاجة لجمعية فنون تشكيلية اسوة بالجمعيات الاخرى المنتشرة خليجيا وعربيا ليتمكن الفنان التشكيلي السعودي من المساهمة المباشرة في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب - وان يكون لهذه الجمعية دورها الحقيقي الخاص دون الارتباط او مشاركة فنون اخرى او فعاليات قد تذيب عطاءها - هذه القضية او ذلك المقترح الذي طرح بتاريخ الثاني من شهر جمادى الآخرة من هذا العام وهذا يعني ان الموضوع مر عليه شهران كاملان,, ولم يشارك في التفاعل معه او مناقشته سوى الدكتور محمد الرصيص عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود - وعضو اللجنة الاستشارية التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون, وقد جاء في طرح الزميل السليمان ان الدعم الذي توليه الدولة ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب للفنون التشكيلية يجعلنا نتمنى ان يصبح للفنانين التشكيليين السعوديين جمعيتهم المختصة بالفن التشكيلي - كما هي - الرياضة - والاندية الادبية - ويضيف ان الشكل الاستقلالي شكل طبيعي لدى حركة ناهضة وصلت إلى كافة المعالم ولعلنا بحاجة الى هذا الشكل الجديد في هذا الوقت بالذات.
ثم أضاف السليمان امثلة عن مثل هذا المطلب قائلا: ففي دول مجلس التعاون نجد ثلاث جمعيات للفن في دولة البحرين وفي الكويت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وهكذا.
وتأتي متابعة الدكتور محمد الرصيص حول هذا الموضوع قائلا: ان موضوع تأسيس جمعية سعودية للفنون التشكيلية هو موضوع قديم وجديد في آن واحد فهو قديم لان تأسيس جمعيات الفنون التشكيلية في معظم الدول العربية بدأ خلال النصف الاول من القرن العشرين ثم بدا ذلك التأسيس خلال النصف الثاني من القرن نفسه في دول مجلس التعاون باستثناء المملكة التي تأسست بها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والموضوع قديم ايضا لانه نوقش كثيرا منذ فترة طويلة بين الفنانين في مناسبات عديدة حتى اصبح الموضوع امنية عزيزة.
عبر احيائها من خلال طرح ومناقشة الآراء المختلفة فيما سينشر لاحقا بعد مقالكم - هذه الجملة تحمل التفاؤل الكبير من الدكتور الرصيص بأن مثل هذه القضية وهذا المطلب سيجد التفاعل والآراء والنقاشات التي يحتمل ايقاف زخمها المتواصل إلا ان الامر جاء عكس كل ذلك وانتهت المقالة من الزميل السليمان عند حد تلمس الجرح وكشفه وتابعها الدكتور الرصيص بمحاولة ايجاد علاج وتضميده متوقعا ان هناك العديد من الانامل البلسمية ستشاركه المحاولة وتقريب الفكرة للمسؤولين, إلا ان الواقع المتخاذل من قبل من يهمهم الامر او يعنيهم وهم الفنانون لم يكونوا ايجابيين بقدر ما كشفوا سلبيتهم المطبقة.
هذه هي حال الفن التشكيلي الذي اصبح رمزا من رموز الثقافة والابداع وأثبت المبدعون الصادقون فيه وجودهم ووجد الدعم والاهتمام ومازال سائرا كما خطط له وكما تولاه المخلصون فيه والقريبون من قضاياه والباحثين عن سبل حلها والساعون لتطويره والاخذ به نحو التميز والحضور محليا ودوليا.
لقد طرحنا جزءا من موضوع المطالبة بجمعية للفنون التشكيلية كمثال على اقرب المطالب وكشفنا المدة التي عاشتها تلك الفكرة ولم تجد اي قلم او رأي او اقتراح وغيرها كثير ذكرنا بعضا منه وهناك أضعاف من الاماني والآمال توازيا مع سرعة تحرك هذا الابداع وتفاعله مع معطيات التقدم الثقافي المشارك في بناء الحضارة.
إذا فالامر اصبح في حدود الاسماء والافعال القليلة في ظل سكون وركون البقية وهذا أمر مؤسف جدا.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved