Wednesday 24th November, 1999 G No. 9918جريدة الجزيرة الاربعاء 16 ,شعبان 1420 العدد 9918


أضواء
تطويق الفتنة في الجزائر قبل استفحالها
جاسر بن عبدالعزيز الجاسر

الرصاصات التي أصابت الشيخ عبدالقادر حشاني أحد كبار زعماء جبهة الإنقاذ الاسلامية في الجزائر في مقتل لم يقصد المجرم الذي أطلقها اغتيال الشيخ حشاني فقط، بل كان الهدف أبعد من ذلك، فالجريمة كما الجرائم التي سبقتها والتي تمثلت في قتل عدد من الجزائريين الأبرياء على يد مسلحين مجهولين في الايام القليلة الماضية هدفها اغتيال مشروع الوئام الوطني، ووأد جهود إعادة السلام للجزائر التي تعاني من فتنة كادت أن تكون من أحاديث الماضي إلا أن أعداء الجزائر سواء في داخلها أو خارجها الذين تضرروا من نجاح خطوات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عملوا على نسف جهوده وعرقلة مساعيه لاعادة الجزائر الى دوامة الدم.
أعداء الجزائر هؤلاء والذين أصابت مسيرة الوئام والسلام مصالحهم بالضرر ألقوا بكل ثقلهم لإفشال عملية الوئام التي حظيت بتأييد وقبول كل أبناء الشعب الجزائري إلا أصحاب المصالح الذاتية والمستفيدين من استشراء الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، ولأن التأييد الشعبي لبوتفليقة ومشروعه السلمي كان شاملا وعاما وكاسحا، فإن قوى الشر والاجرام ستقدم على عمليات اجرامية دنيئة وفي غاية الخطورة ايضا، فبمقدار ما حققت مسيرة الوئام من نجاح وتأييد يسعى مفجرو الفتنة الى انتزاع المبادرة من الرئيس بوتفليقة وكبح اندفاع مسيرة الوئام، من خلال:
1 إشغال الرئيس بوتفليقة والحكومة الجزائرية بالهموم الامنية ومعالجة الاحداث اليومية التي حتماً ستتصاعد لأن رصاص الأشرار موجه لأطراف عدة، لقوات الأمن، والقوات المسلحة، والمدنيين، وحتى ما يسمونهم بالإسلاميين، واغتيال الشيخ الحشاني إشارة لما يمكن أن تكون عليه المواجهات.
2 توجيه الرصاص لكل الجهات، واغتيال قيادات مايُسمى بالاسلاميين وأفراد من الجيش والأمن سيجعل كل طرف يتهم الطرف الآخر، وإن كان يمكن السيطرة او إقناع أحد الاطراف بالالتزام بالحكمة فإنه من الصعب أن يلتزم الجميع بذلك.
3 الموجة القادمة من عمليات القتل والاغتيال التي بدأت بقتل عدد من المدنيين وبعض العسكريين من قبل مسلحين مجهولين واغتيال الرجل الثالث في جبهة الانقاذ الاسلامية سيزيد من تشديد المواقف للجهات التي لم تكن مخلصة لتوجيه الرئيس بوتفليقة لتحقيق الوئام، وهي وإن رضخت للأمر نتيجة التأييد الشعبي إلا أن عودة عمليات القتل والاغتيالات ستدفع قادة تلك الجهات الى الجهر برأيها وقد تعود للعمل الميداني الذي سيجعل من الجزائر مرة اخرى ساحة قتال بين الجزائريين.
لكل هذه الأسباب ولفهم تام للمخطط بادر الرئيس بوتفليقة الى التأكيد بأن كل الامكانات ستحشد للكشف عن قوى الشر والخيانة.
وهو فعلاً ما يجب أن يقوم به الجزائريون جميعاً لأن قوى الشر وأعداء الجزائر قد أعلنوا الحرب مجدداً على بلادهم، وعليهم المسارعة لتطويق إثارة الفتنة من جديد، فالسيطرة عليها في بداياتها أفضل كثيراً من استفحالها مما يصعب السيطرة عليها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ملحق جائزة المدينة

ملحق الحرس الوطني

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved