تعليم الكبار بالحرس الوطني نقطة البداية ,, ومراحل التطور |
يقوم الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية بجهود مساندة ومكملة لجهود الدولة في نشر التعليم خاصة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار باعتبار ذلك هدفاً حضارياً تتكاتف جميع الجهود لتحقيقه.
فقد سعى الحرس الوطني إلى جعل التعليم في متناول منسوبيه ممن فاتتهم هذه الفرصة في عهد الصبا لتمكينهم من تعويض ما فات وإكسابهم المعلومات والمعارف التي ترفع مستوياتهم الفكرية وتجعلهم أكثر قدرة على أداء واجباتهم بكفاءة واتقان.
وقد جاءت الجهود التي قام بها الحرس الوطني لأداء هذا الدور الحضاري الهام متتالية حسب الترتيب الزمني التالي:
البدايات الأولى لمحو الأمية ونشر التعليم بين الكبار:
يمثل عام 1384ه النقطة الزمنية التي انطلقت منها المحاولات الأولى لمحو الأمية ونشر التعليم بين الكبار بالحرس الوطني وذلك عندما افتتحت المدارس العسكرية والفنية في ذلك العام ، حيث أُدخلت برامج تثقيفية ومواد أولية في القراءة والكتابة ضمن الدورات التدريبية التي كانت تعقد للعسكريين.
وفي عام 1388ه افتتحت فصول ثقافية داخل الوحدات والألوية والسرايا لتقديم مواد تثقيفية محددة تشمل علوم الدين والقراءة والكتابة ومبادئ الرياضيات.
وكانت هذه الخطوة لا تخلو من المعاناة حيث كانت الفصول تقام داخل الخيام لكنها كانت خطوة رائدة أكدت العزم الجاد على محاربة الأمية ووضعت الأساس الأول الذي قام عليه هذا النوع من التعليم.
البداية الرسمية وتأسيس مدارس تعليم الكبار:
في عام 1975م صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الحرس الوطني بانشاء إدارة عامة للثقافة بالحرس الوطني لتتولى مسئولية تثقيف وتعليم رجال الحرس الوطني على أسس منظمة رسمت لهذه الإدارة: (فتح مدارس لتعليم الكبار ومحو الأمية لمنسوبي الحرس الوطني في أماكن تواجدهم) و(المساهمة في كل جهد أكاديمي أو إرشادي او توعوي لمحاصرة الأمية وسد منابعها ونشر التعليم في أوساط المجتمع) وقد شرعت الإدارة في عام تأسيسها عام 1975م في العمل على تحقيق أهدافها وقامت بافتتاح اثنتي عشرة مدرسة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وزعت على الأماكن التي يتواجد بها رجال الحرس الوطني بمناطق المملكة وذلك بواقع سبع مدارس بمنطقة الرياض وثلاث مدارس بالمنطقة الشرقية ومدرستان بالمنطقة الغريبة ، وطبقت في هذه المدارس مناهج محو الأمية وتعليم الكبار المعتمدة بوزارة المعارف بالمملكة.
التوسع والانتشار:
استمر التوسع التدريجي في فتح المدارس بكافة مراحلها وغطت بخدماتها التعليمية جميع الأماكن التي يتواجد بها رجال الحرس الوطني بمناطق المملكة، حتى بلغ مجموع هذه المدارس في العام الدراسي 1406ه 65 مدرسة لمختلف المراحل (تعليم كبار ، متوسط ، ليلي ، ثانوي ليلي) ويوضح هذا الرقم قمة التوسع الذي وصلت إليه مدارس تعليم الكبار بالحرس الوطني إذ تلا ذلك اتجاه تدريجي نحو الانخفاض الكمي في عدد المدارس والدارسين، في المرحلة الأولية (محو الأمية) نظراً لتقلص عدد الأميين، وقابل ذلك في ذات الوقت ارتفاع ملحوظ في عدد المدارس والدارسين بالمرحلتين المتوسطة والثانوية لكثرة عدد المتعلمين الذين خرجتهم مدارس محو الأمية وازدياد الطلب على هذا النوع من التعليم مما يعطي مؤشراً واضحاً عن تطور المستوى الثقافي للأفراد المشمولين بخدمات التعليم.
|
|
|