عندما يمارس الحرس الوطني دوراً حضارياً رائداً إلى جانب مسؤولياته العسكرية الكبيرة فإنه يقدم صورة من صور التقدم الحضاري في الوطن ويعكس ما يعيشه من تطور ورقي في شتى المجالات خاصة فيما يتعلق ببناء الانسان وإعداده الإعداد الصالح الذي يجعل منه عنصراً نافعاً مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه, ذلك أن الإنسان هو المرتكز والهدف لجميع خطط الدولة وبرامجها وأعمالها فمن احتياجاته ومتطلباته تنطلق الخطط ولسعادته ورفاهيته تتحدد المرامي والأهداف, والتعليم بلا شك هو الوسيلة الأولى والأهم في بناء الإنسان فكراً وسلوكاً ومنهجاً.
وعليه فقد أولت الدولة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله التعليم كافة عنايتها واهتمامها حتى أصبح علامة مضيئة في مسيرة التنمية في المملكة التي حققت التقدم في مختلف الميادين الحضارية بنسب مشرفة وفي وقت قياسي جداً مقارنة بما حققته الأمم المتقدمة قبلها، وفي هذا الإطار الحضاري المشرف جاء اهتمام الحرس الوطني بالتعليم امتداداً طبيعياً لما تبذله الدولة وفقها الله في هذا المجال حيث سعى الحرس الوطني بتوجيه ودعم من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ومتابعة واهتمام من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني إلى فتح آفاق التعليم أمام منسوبيه ممن فاتتهم فرصة التعليم المبكر وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة وعوامل التشجيع المناسبة التي تساعد الأفراد على الاستفادة من هذه الفرصة الحضارية الهادفة، مع فتح مسار التعليم العام أمام أبنائهم بنين وبنات في خطوة تهدف إلى تكريم الآباء ورعاية الأبناء.
وكل هذا الجهود تتم عبر أفضل المنشآت التعليمية وعلى أيدي نخبة مخلصة من رجال التربية والتعليم.
ولا شك ان ما حققه الحرس الوطني من انجاز مشرف في هذا الميدان الحضاري الذي توج بشهادة المجلس العالمي لتعليم الكبار لعام (1999م) لدليل على سلامة النهج الذي تسلكه قافلة التعليم نحو أهدافها المرسومة.
وإننا إذ نحتفل بهذه الجائزة العالمية اليوم فإنني أرجو أن تتواصل انجازات الحرس الوطني الحضارية المشرفة ضمن المسيرة التنموية الشاملة في الوطن التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله بعونه وتوفيقه.
وختاماً، أتمنى لقافلة الثقافة والتعليم بالحرس الوطني وللقائمين عليها كل خير وتوفيق.