Wednesday 24th November, 1999 G No. 9918جريدة الجزيرة الاربعاء 16 ,شعبان 1420 العدد 9918


بيننا كلمة
أبداً,, أبداً
د , ثريا العريّض

,, أنساك؟,, ياسلام!
أنساك؟ دا كلام؟
أهو دا اللي مش ممكن أبداً,, أبداً
ولابفكر فيه,, أبداً,, أبداً,, .
*
الذاكرة ملهاة ومأساة,, وقدر, حين نحتاج الى التفكير في النسيان بقصد مسبق,, نحن ابعد ما نكون عنه.
هل النسيان نعمة نسعى اليها بقصد,, أم نقمة تحل بنا فتحرمنا من كل ما كان ذا معنى في لقطات رؤانا؟
لا أعرف ما هو الأصعب في رفقة الدرب,, وجوه تستعصي على النسيان,, أو وجوه تنزلق تفاصيلها دون أثر.
بعض الأصدقاء تقابلهم صدفة بعد غياب سنين فتقفز معهم فوق سنوات الغياب وكأنها لم تكن, تعود معهم حالا الى دفء الأيام والساعات واللحظات التي اقتسمتها معهم, وبعض الناس تعيش معهم حاضرك غريبا عنهم وغرباء عنك,, لاتشترك معهم في مذاق أي إحساس أو انفعال غير الهواء المشترك,, وبعض المعارف يغيبون عنك فإذا هم بعد قليل مثل بقايا رائحة ما عبرت تقاطعات دربك, تتذكر بعض نكهتها وتنسى تفاصيلها, لا الاسم يبقى ولا معالم الوجوه.
ما الذي يعنيه ان تكون لنا ذاكرة ذات جذوة لاتنطفي؟
وماذا تفعل إذا مسست جمرتها خائفا فوجدتها اضحت رمادا باردا؟
ولماذا تصطفي ذاكرتنا بعض احداث حياتنا,, وتتجاهل البعض الآخر؟
ولماذا تعلق بعض الصورعلى جدرانها في تأطيرات فاخرة، وترمي البعض الآخر في أدراج قلما نتعب أنفسنا بتقليب محتوياتها؟
ولماذا بعض الوجوه تطفو الى سطح بركة القلب بعناد طفولي، رغم إصرارك أن تغرقها,, تدرك أنك تغرق أجمل ما عانق أنفاسك وانت تحاول إغراقها عبثا؟
* *
وجهك يسكنني في الصميم
ولا اعرفه,,!!
وطن ضائع أنت,.
جرح عتيق قديم
وها نحن
وجهاً لوجهٍ
حروفٌ بأغنية خائفة,,.
هل نموت إذا انطفأ اللحن؟
* *
هل الذاكرة الحية عيب من عيوبنا أم أن فقدانها من علامات القلب الميت كما كانت تقول أمي -رحمها الله-؟
الذاكرة تتشبث بإيقاعات الافراح الماضية,, ولكنها ايضا تمنعنا من نسيان نبض جروحنا,, فكيف نفصل هذا عن ذاك؟
أهو دا اللي مش ممكن أبداً,, أبداً.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ملحق جائزة المدينة

ملحق الحرس الوطني

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved