Wednesday 24th November, 1999 G No. 9918جريدة الجزيرة الاربعاء 16 ,شعبان 1420 العدد 9918


صمت العصافير
من يصنع الرجال؟!
فاطمة العتيبي

زقزقة:
عندما يغادر الولد المنزل يحمل معه يد أمه
حكمة صينية
***
يقاس وعي الأمم باحترامها للمرأة، ولذلك حين جاء الاسلام كأكمل الأديان أسس مكانة المرأة ونقلها من التهميش الى الاحترام.
والرجل الذي لا يحترم المرأة بصرف النظر عن هويته سواء كان عربيا أم أمريكيا هو انسان يعاني من مشكلة عدم وضوح المرأة في وجدانه حيث ان الطفل الصغير حين يولد يضيق العالم ويحدد فقط في وجه أمه.
لأنها الوحيدة التي تشبع حاجاته من جوع وعطش وأمان وغيرها من الحاجات الأولية التي تشبعها الأم بغريزتها وتقدمها للطفل ثم يشعر الطفل ان ثمة شخصاً آخر يقدم له الحب والحنان وتدريجيا يتعرف الى الأب يمارس ابجديات الدور الاجتماعي, فيكبر فردا في أسرة ثم في مجتمع أكبر.
نعود الى صورة المرأة في أعماق الرجل وهي في الأصل صورة أمه ثم يضاف الى الصورة بعض الرتوش التي تتكون نتيجة للثقافة التي يتلقاها الفرد من المجتمع وهي خليط من القيم الدينية والأعراف والقيم المجتمعية.
ولذلك فان أي اشكالية في علاقة الرجل بالمرأة تعود بنا إلى صورة الأم في الرجل الطفل كما ان ذلك مسئول عن الازدواجية التي يعاني منها الرجل في كافة المجتمعات العربية والغربية فهو يريد رفيقة وزوجة عصرية تناقشه وتحاوره وتنافس طموحه وتطلعاته.
وفي نفس الوقت هو يريد رفيقته وزوجته تشبه امه تلك الهادئة الوادعة التي تفني وقتها وحياتها لأجل الأطفال والأسرة, وينسى الرجل ان بالامكان ان تكون المرأة خليطا متسقا من هذا وذاك اذا لم يتشدد هو في تكوين صورة المرأة بكثير من المثالية, الحقيقة ان التعرف على تاريخ الرجل ينطلق من علاقته بأمه ولذلك فالرجل الغيور جدا والذي يشك في زوجته شكا مرضيا بالرجوع الى طفولته نجد أمه قد تزوجت مثلا بعد وفاة أبيه أو بعد خلافها معه فرسخ في ذهنه ان المرأة لا تكون وفية للزوج.
والرجل الذي يختار امرأة مثقفة وواعية للاقتران بها ثم ما يلبث ان يضيّق عليها الخناق فلا يسمح لها ان تعمل خارج البيت أو ان تزور صديقاتها أو أهلها لمجرد انه يعتقد انه امتلكها ضمن مؤسسة الزواج.
فهو رجل يعاني في داخله من هشاشة صورة المرأة الأم والتي ان عدنا الى طفولته وجدناها امرأة سلبية تعاني من قهر الزوج ولا تستطيع حتى ان تتحدث فضلا عن النقاش أو الاعتراض.
ولذلك أعود الى المرأة التي تصنع الرجل,, المرأة الأم لكنني لا أهمل أبدا ثقافة المجتمع التي تساهم في عملية التشكيل الهامة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ملحق جائزة المدينة

ملحق الحرس الوطني

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved