أبو علي، عبدالله العلي النعيم، شخصية اجتماعية متعددة الاهتمامات، وتحظى بقبول وانتشار بين مختلف الأوساط، وربما بما يتجاوز الحدود, وترجم هذا القبول الشعبي إلى تقدير رسمي مستحق عندما تم ترشيح النعيم لينعم بتقدير دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كأحد رواد العمل الاجتماعي التطوعي في المنطقة.
وجاء الترشيح مناسبا مكانا وزمانا,, وأبو علي لايحتاج إلى الكثير من التزكية، فسجل نشاطاته ومشاركاته وإسهاماته المتواصلة في الخدمة العامة أمست، كما أصبحت، منهج حياة واسلوب عمل، ومهنة غير مدفوعة العوض العاجل, وتحولت جوانب من العمل الاجتماعي على يديه،ومن خلاله، إلى صناعة ذات نكهة وطنية ومذاق خاص,, الأمر الذي يحسن معه اعادة تصنيف أبو علي من متعهد إلى مقاول خدمات اجتماعية تطوعية من الدرجة الأولى!
وهذه الجوانب في شخصية واهتمامات أبي علي معروفة لدى محبيه ومريديه ناهيك عن المتتلمذين علي يديه,, ولكن مالا يعرفه الكثير، وأعرفه أنا عن قرب، أن أبا علي اختط لنفسه نمطا من التعامل المثالي مع الجهات الرسمية ذوات الصلة بنشاطه الخيري,, فلا أذكر أنه حاول القفز على الأسوار، مع أنه قادر على ذلك، أو حاول تجاهل، أو تجاوز، صاحب الصلاحية بلغة البيروقراطيين، مهما كان موقع ذلك الشخص الوظيفي في تلك الجهات.
ولعل من المدهش حقاً أن الرجل رغم سنه ومقامه لايتعالى في الخطاب أو الكتاب مع تلك الجهات، ورغم ظروفه الصحية فلم يكن ذلك ليمنعه من طرق أبواب المسؤولين والتردد عليهم بنفسه متأبطاً عصى موسى، وكان بإمكانه استخدام أدوات العصر من وسائل الاتصال، أو حتى إيكال هذه المهمة لغيره من التنفيذيين أو رجال العلاقات العامة.
وكان، ومايزال، يتفهّم حدود الممكن والمستطاع ويقدّر ذلك، وحتى عندما يتأزم الأمر، أو يصل الحوار إلى طريق مسدود كان أبو علي يطلقها بطريقته الجذابة : أقنعوني أو دعوني أقنعكم!
والصفة الأخرى التي لازمت أبا علي، وتسجّل له، أنه طرق أبواباً وصوراً ومجالات في العمل الاجتماعي التطوعي تكاد تكون غير مطروقة، أو غير مقبولة لدى بعض الأوساط الاجتماعية، ثم أثبتت الأيام والتجارب الحاجة المجتمعية لها وشاعت قناعة المعارضين لها بها فيما بعد.
هاتان الخاصّيتان اللّتان تحملان توقيع أبي علي في العمل الاجتماعي أكسبتاه الاعتراف والاحتراف والاحترام,, نَعم للنعيم، ونِعمّ الاختيار.