مشاهد تربوية لينا سليمان السليم |
لو قمت بزيارة لأي فصل من الفصول في اي مدرسة من المدارس فغالبا ما ستشاهد المنظر التالي:
معلم واقف، طلبة جالسون وكل واحد منهم ظهره للآخر، فتتذكر فورا منظر الجنود المصطفين الذين تقتصر مهمتهم على تلقي الاوامر.
المعلم (يتحدث)، الطلبة صامتون,.
وهو صمت الاستماع وهذا في افضل الاحوال، او صمت الاستغراق في أحلام اليقظة او احلام النوم على طريقة )eyes wide shut( بالإذن من الثنائي (كروز) و(كيدمان).
وسوف تجد على الجدران لوحات من اجمل ما ابدعته انامل الخطاطين وأغلى ما تكلفته ميزانيات الاهالي,.
تتجسد في هذا المشهد عدة امور: نجد العلاقة الفوقية التي يمارسها المعلم على طلبته ويعانيها في نفس الوقت من المشرف الذي يعانيها بدوره من الموجه الذي يعانيها من مديره,, وهكذا (لست متأكدة تماما من ترتيب درجات السلم السلطوي) لكنه بالتأكيد يقع في النهاية على رؤوس الطلبة المساكين.
نرى أيضا السلبية والانقياد التام: فالطالب يأخذ ما يقوله المدرس كحقيقة مفروغ منها لا تحتاج الى عناء التفكير والمراجعة والمعلم بدوره يأخذ ما في الكتاب كحقيقة مسلم بها وليست مهمته التأكد من مدى صدقها لان لديه هدفاً اهم هو إنهاء المنهج.
ونرى ايضا النزعة الفردية: فكل طالب اقصى ما يهمه هو الا تنقص درجته وان يكون الاول على فصله فلا مجال للعمل الجماعي او التعاوني,, وتتجسد الاتكالية في شراء اللوحات بدلا من عملها، فيتحول الهدف من اللوحة الى التعبير عن القوة الشرائية للاب بدلا من القدرات الابداعية للابن.
وبعد ذلك نتساءل باستغراب: لماذا (تتميز) مجتمعاتنا بالاتكالية والسلبية والنزعة الفردية؟ ولماذا لا يوجد لدينا مبدعون؟
|
|
|