Wednesday 24th November, 1999 G No. 9918جريدة الجزيرة الاربعاء 16 ,شعبان 1420 العدد 9918


صوتٌ في غيابِ النّص,,!
ابراهيم بن عبد الرحمن التركي

(1)
,,,, تجربة الكتابة مجالٌ لنشوءِ سلطة يمارسُها الكُتّاب على القراء بواسطة إنشاءاتهم الخطابية وصروحهم المعرفية ,,,, .
علي حرب
* * *
,,, كل الناس يقولون عن السيىء إنه سيىء لكنهم يقولون ذلك في الكواليس، ويكونون مفترين ونمامين وأحياناً كاذبين، لكنني أقول ذلك بملء صوتي وفي العلن ,,, .
عبدالوهاب البيّاتي
* * *
,,, بالواحد تجتمعُ الأشياءُ وبه تتفرق، العين واحدة والصور مختلفة، النفي هو عين الإثبات
ابن عربي
,,,
* * *
2/1
فاتحة 1
** ظنَّ الفضاءَ مدارهُ
فتمردا,.
وأزاح عن وهج السماءِ
الفرقدا,.
* * *
2/2
فاتحة 2
سكن التوهمَ وارتدى
سطح الأديم الأجردا
** أنا,, من أنا,.
إن لم أكن
مجدَ البلاد الصاعدا,.
أنا حُلمكُم ,, أنا وعيكم,.
سأعيش فيكم سيّدا,.
طِب في المنامِ بغفوةٍ
ما فاز من عَشقِ الصّدى
* * *
3/1
** يحاولُ الخطابُ الثقافيّ العربي أن يكون خطاباً متجاوزاً في أبعاده الأفقية والرأسية بحيث يختلف شكلاً ، ويتفوق مضموناً ويصمتُ في حضرة الكلام ويتحدث في سكون الصمت ويقول ما لم يقله القَبل، وما لن يتجاهله البَعد !
** المحاولة لا تعني الإنجاز والادّعاءُ لا يتماثلُ مع الحقيقة ، وصوتيِّة الكلمة غير فعلها ,,!
** وفي إطارٍ مُجَرّدٍ يمكن قياس المتَحَقِّق بحجم الأثر ، ونفاذ التأثير ، ورغم المساحة الكبيرة التي احتلتها صيغُ الخطاب المتعددة عبر المنابر الفكرية والسياسية والمؤدلجة المتعددة فإنها عجزت عن الصمود أمام المتغيرات الثقافية والاجتماعية فانتقل اليمين الى الوسط وعاد اليسار إلى الداخل ,.
وتبادل التطرفُ والاعتدالُ مواقعهما، وتغيرت المفاهيمُ التي تحكم المصطلح اللغوي والفني,,!
3/2
** يتمسكُ الكاتبُ ، أيُّ (كاتب) بمثاليّة القبول الواعي لحق الآخر في الاختلاف ، ويلحظ المتابع أن الجميع يرفض ذهنية الإلغاء ويدافع عن منطق التضاد بالقوة التي يبرر فيها أسلوب المشاكلة !
** هكذا هُم حين يكون الطرحُ حروفاً مبعثرةً تتصلُ وتنفصل ، وإذ تمثل المعاني تلميع الذات أو محاباة المحبّ ويبقى الدليل مقترناً بالممارسة فلا أحد يجرؤُ على التنظير للباطل أو التطبيل للرديء,,!
* * *
(4)
** تبدأ المشكلة حين يتحول الكاتب إلى رمز نصنعُه بإضفاء هالةٍ من الأهمية المبالغة بعقله ووعيه وثقافته وشهاداته فنحيلُه - دون أن ندري - إلى صنمٍ !
* * يبدو هذا الرمز غير قابلٍ لمساءلة، فكأنه إنسان مختلف لا يصح منه، أو لا يُتوقع منه الخطأ ونصفِّقُ مُدركين أو غيرَ مدركين لكل ما ينطقُ به، أو يكتبه,,!
** إلى هنا يبدو الأمرُ عاديّاً فالحكاية موقفٌ قد يتورمُ به متوهِّمٌ هائمٌ بنفسه، إلا أن غير العادي هو تحول هذا الرمز إلى دكتاتور صغير يُمارس سلطةً فوقيةً يُسفِّه بها من تجاوز إحساس التلميذ البليد في حضرة الاستاذ الكبير ,,!
** وهم بسلوكياتهم يئدون كلَّ المبادىء المشرقة التي دعوا لها في تكوين مُناخٍ ملتزمٍ بحرية الرأي والردِّ ,, والقبول والرفض ، والإقناع والاقتناع ,,!
* * *
(5)
** لئلا يظلّ الحديث إنشائياً فإن أمامنا نماذجَ قابلةً للحوار في هذه القضية قد تعطي مؤشرات على الخلل الكبير في الذهن المرمّز الذي يدعو فيُخلف، متناقضاً مع أساسٍ بنى عليه كينونَته الفكرية، ووجوده الجماهيري ,,!
** نصر حامد أبوزيد مفكِّر بلاريب ، لنا أن نختلف معه كثيراً في مفهومه لتأويل ونقد النص ولكنه وقد واجهَ رفضاً وعانى من اضطهاد، لم يتورع عن مواجهة منتقديه بالرفض، ولو ملك أسلوب الاضطهاد لربما استخدمه، وتجلى ذلك في حواراته المقروءة والمشاهدة !
** لو خاض أبوزيد جدلاً مألوفاً لربما كان له شيء من العذر، أما وقد صادم ثوابت فقد كان جديراً به ان يألف ويُؤلف، ويسمع ويجيب لا أن يواجه سواهُ (وفيهم علماء) بالتسفيه والتجهيل,,!
** وقبل ذلك حاول الدكتور نصر اتهام العقل العربي بالانغلاق من لدن الزمخشري والزركشي وحتى اليوم مما يفسّر ظاهرة التعالي على الحقيقة واستصغار المحققين ، ووجد من دفعه لمواصلة الاستكبار بإضافة هالةٍ من التفرد على مشروعه القابل للتعديل والتبديل,,!
** لا عجب بعدُ عند تكريس هذا السلوك إن تكاثرت الأصنام البشرية في زمن التحرر ولسنا إذن على مسافة نائية من الجاهليين الذين صنعوا تماثيل وظلُّوا عاكفين عليها، عابدين لها، والفارق الوحيد أن أولئك قد اهتدوا بعد ضلالة ونحن نضلُّ بعد الهُدى ,,.
* * *
(6)
** لنحاول قراءة مثَلٍ آخر في عدد من المثقفين استطاعوا من خلال أقلامهم الوصول الى مراكز متنفذةٍ ذات حَولٍ وَطول، فاختلف إيقاعهم المرنُ الهادىءُ المؤمن بحق الجميع في القول والقول على القول ، وأصبحوا أصواتاً ناطقةً بحروفٍ مختلفة لا شأن لها بالمبادىء التي دافعوا عنها أو ناضلوا في سبيلها,,!
** هؤلاء موجودون بكثرة، ومنهم مَن تنكَّر لكل مبادئه السابقة، رغم أنها هي التي كوّنته، وأعلته، وأقعدته مكانه تحت الشمس,,!
** وفيهم من نأى بجانبه عن الجماهير التي كانت تتلقفُ كلماته مؤمنةً بإمكاناته، حتى إذا ارتقى السلَّم الوظيفي وتحول إلى بيروقراطيٍّ صغيرٍ أو كبير قلب لهم ظهر المجنّ!
** هل تبحثون عن أسماء ,,؟
** فتشوا في مقدمات ذواكركم العامرة، وسوف تلقون كثيراً,,!
* * *
(7)
** لاتقتصر النماذج على من سبق، بل يمكن القول إنها سلاسل متصلة، يأتي فيها نفرٌ خدمتهم أصواتُ الطبول فأنستهم أن داخلها أجوف ، وأن دواخلنا قريبة الشبه بها، إذ فوق كل ذي علم عليم ، ومن اعتقد أنه اكتمل فهو أقرب إلى القصور ,,!
** دعونا نتوقف أمام شاعرٍ استطاع أن يخترق مسافات الإبداع فتألق نتاجاً ، وعَظُم رصيداً شعبياً,,!
** إنه يظل شاعراً لا أكثر فلا هو بعالم ذرةٍ ، كما ليس مفكراً ذا طرحٍ تنويري جديد، وهو بالتأكيد غير معنِيٍّ بأبحاث اللغة والنقد والعلوم الكونية وسواها إلا إن كان إنساناً موسوعيّاً والزمن لايأذن بمثلهم، والنادر بالتالي لا حكم له,,!
** هذا الشاعر يبيح لنفسه، كما نُتيح له ان يُفتي في قضايا الحياة، وشجون الأحياء، ويقدِّم رؤية عريضة عن الأوائل والأواخر من لدن المهلهل إلى نزار ,,!
** والأمر ذاته ينطبق على سواه من الكتَبة والحفَظة الذين يهيمون في كل وادٍ، ويجدون من يصفق لتيههم,, ولا عجب إن رأيت شبه أميٍّ يحتل مساحة مقروءة ، ولا يخجل حين يناقش كلّ الأشياء من نفايات الشوارع إلى نظرية ما بعد الحداثة ويلقى حفاوة من ثلّةٍ لاتثق بموقفها أو لا تطمئن إلى موقعها,, والصحافة العربية مع الأسف ملأى بهؤلاء,,!
* * *
(8)
** نحنُ نخلقُ المشكلةَ ، ونحن نعاني منها، ونحن كذلك نبحثُ عن حلولٍ لها,, ثم نبتئس فنيأس,,,!
** في زمنه قال أبو ريشة غفر الله له :
أمّتي كم صنمٍ مجّدتِه
لم يكن يحملُ طُهرَ الصَّنمِ
** ولم يكن محمد عابد الجابري مُحجفاً حين قال إن الديموقراطية الفكرية ما زالت غير مؤسسة في الوعي العربي،!
** والمفارقة أن المثقفين والمفكرين يتمسكون بهذه الديموقراطية وينعون على مناوئيها، حتى إذا مسّت مقاماتهم العليّة ضاقوا منها، وفتحوا النار على المنادين بها,,!
** ليس أسهل من التنظير ، أما الممارسة فشأنٌ آخر,,!
(9)
** نادى الصادق النّيهوم غفر الله له أن يرمي العربُ ثقافتهم المعاصرة في ,,,,,, لأنها لا تعني ما تقول، ولاتخاطب الواقع، وتتعامل مع مفاهيم غير مفهومة ,,!
** إن رأيتموه محتداًّ فاسألوا الجيل الناشىء عن نماذجه الفكرية، وسائلوه عن محصلته الثقافية، ثم ابعثوا سؤالاً بل أسئلة عن مكمن الخلل وأساليب الإصلاح ,,!
** البداية خطوة صغيرة!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ملحق جائزة المدينة

ملحق الحرس الوطني

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved