Wednesday 24th November, 1999 G No. 9918جريدة الجزيرة الاربعاء 16 ,شعبان 1420 العدد 9918


وسميات
قراءة,, الناس
راشد الحمدان

أنت تقرأ صحيفة,, وآخر يهتم بالمجلات,, وآخرون يقرأون بآذانهم أي أنهم يهتمون بسماع الأخبار والأحاديث عبر أجهزة الإذاعة, لكن هل سمعت بمن يهتم بقراءة الناس؟! لو كان لديك جهاز للرؤيا الخفية، وآخر ينقل لك مايدور خلف الحيطان وفي المجالس لأدركت فعلاً ان هناك كثيرين يحبون قراءة الناس, وما يدور في أذهان الناس، ويثمنون، ماتدور به الألسن, هذه الألسن التي لاتهدأ ولا تكف عن الهذيان, حتى في أوقات النوم, لاتكف الألسن عن الهذيان إن اصحابها يحلمون, وهي تهذي بما يحلمون, طبيعة بشرية لاتكف عن التحرك,, وعن إشعار الآخرين بوجودها, وعندما تدخل على أحد في مجتمعه, تجد الشلة تهذي قد تسمع بأذنك عدة ألسن تتحدث, وأفواه تقهقه, وتبحث عن السبب فلا تجد سوى نوع من الفراغ يتطلب مثل هذا الهذيان, وهذه الصورة المتكررة في المجتمعات, خاصة مجتمعات العالم الثالث كما يسمونهم,, وكما ترى بكتاب قد أضجرك,, وأزعجك,, ولم تستطع الوصول الى هدف كاتبه, كذلك فقد تكره الاستماع الى واحد يتكلم ويهذي,, وتلوي عنقك عن مجتمع من هذه المجتمعات التي تتلذذ بالهذيان فلا تعد تأتي اليهم أو تشاركهم,, إن هناك عددا من البشر يحبون قراءة غيرهم في مثل ه ذه الشلليات التي تقتل الوقت وتقتل أيضاً بعض القدرات ذات الفائدة في العقل البشري وتستسلم مع اللذة الباهتة إلى مايقال, ومايروى, من الآخرين, ومن العجيب أن الكل يتحدث عن كل الأشياء, يتحدثون في السياسة,, وفي الساسة أنفسهم والقادة ويتحدثون في الكرة, ويقيمون الأحداث,, ويحللون الحوادث,, ويأتون بأعاجيب لايقدر عليها المختصون, وقد يكون من بين هؤلاء وأولئك من يستطيع ملء صحيفة بما يتكلم فيه وعنه, لكنه يؤثر هذا المجتمع اللذيذ الذي يمدد فيه رجليه وتفكيره ويأخذ راحته في بسط القول, والتفنن في حبك القصص عن صديقه فلان القابل لتركيب النكتة والطرفة,, وقد يكون هناك صامتون لايتكلمون بل يستمعون فقط وقد تبدو منهم أطراف ابتسامة هؤلاء هم الذين يقرأون بصمت, ويقرأون الناس من خلال مايقولون,, ومايتصرفون به.
إن قراءة الناس فيها كسب ثقافي ايضاً, تماماً كما نقرأ كتاباً أو صحيفة أو مجلة,, أو نستمع إلى مذياع أو تلفاز, وقد كانوا كما قال مقبل العيسى -:
يقطعون الوقت في هذر عجيب.
عن فتاة جرها, في الليل,, ذيب.
أو فتى كان قوياً, ما له في العيش نصيب.
مات,, - رحمة الله عليه - ما له في العيش نصيب.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ملحق جائزة المدينة

ملحق الحرس الوطني

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved