يجمع المحللون على أن معضلة عام 2000م ، هي مشكلة العصر إذ تهدد جميع أنظمة الكمبيوتر على النطاق العالمي بما يمكن أن يلحقه من أضرار على أعمال الشركات والحكومات وحياة الناس في كل مكان بما في ذلك دورة الاقتصاد العالمي.
ونظراً لان جميع النشاطات والعمليات في الشركات والحكومات تعتمد كلياً على عنصر التاريخ فإن أنظمة ومؤسسات وخدمات شتى سوف تنهار أو تتعطل ما لم تتم معالجة هذه المشكلة قبل فوات الأوان.
ومع نهاية الستينات وأوائل السبعينات بدأ ادخال الحاسب الآلي واستخدامه في الشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية في مختلف أنحاء العالم ، وتميزت تلك الفترة بشح كبير في الذاكرة ووسائط التخزين وذلك بسبب ارتفاع كلفتها وتخلف تقنياتها عن ما هي عليه الآن ، الأمر الذي أدى إلى نشوء تقليد سار عليه سائر مصممي ومبرمجي النظم والبرامج ، ألا وهو الاكتفاء باستخدام خانتين عوضاً عن أربع خانات للتاريخ الميلادي (فمثلاً 98 بدلاً من 1998م) وكان لهذا التقليد ما يبرره فقد أمكن توفير تريليونات من الدولارات على مدى العقود الأربعة الماضية.
ما هي أبعاد مشكلة العام 2000م ؟
مشكلة العام 2000م تتمثل في عدم قدرة الأجهزة الالكترونية أو الأنظمة (البرامج) التي تستخدم التاريخ على التحول من 31/12/1999م إلى 1/1/2000م وسوف تظهر المشكلة مع نهاية يوم 31/12/1999م بعد منتصف الليل فبعد الساعة 12 من منتصف الليل مباشرة سيتغير تاريخ اليوم والشهر من 31/12 إلى 01/01/ أما تاريخ السنة فسيتغير من 99 إلى,, وبالتالي سيظهر تاريخ ذلك اليوم كالتالي 01/01/00 باستثناء الحالات التي تم معالجتها.
وبسبب هذا الانتقال في التاريخ سوف تحدث مشاكل وأخطاء في البرامج التي تحتوي تواريخ خاصة إذا علمنا أنه لا يكاد يخلو برنامج من التواريخ كبيانات تقوم بتخزينها أو التعامل معها ضمن معادلات حسابية والمثال التالي يبين كيف يمكن أن يؤثر عدم التوافقية مع العام 2000م على صحة نتائج العمليات الحسابية التي لا يكاد يخلو نظام آلي منها:
فنجد أن نظام نهاية الخدمة في شركة ما يقوم بحساب مكافأة نهاية الخدمة لموظف ما عند استقالته ، وهو يقوم بذلك عن طريق حساب سنوات الخدمة ثم يقوم بضرب عدد السنوات في الراتب الشهري لتحديد قيمة المكافأة.
في هذاالمثال الموظف التحق بالشركة في 1/3/2000م وراتبه الشهري يبلغ 5000 ريال وبطرح تاريخ سنة بداية الخدمة من تاريخ سنة نهاية الخدمة (علماً بأن النظام يتعامل مع خانتين فقط من تاريخ السنة) ثم ضرب عدد السنوات في الراتب الشهري نحصل على النتائج التالية:
عدد سنوات الخدمة = 00 - 95 = -95 سنة (بدلاً من 5 سنوات).
قيمة المكافأة = -95 x 5000 = 475,000 ريال (ولو فرض إن البرنامج صمم ليتجاهل الإشارة السالبة فإن مستحقات الموظف = 475,000 بدلاً من 25,000) وكما هو واضح فإن النتائج أن تكون عكسية أو مخالفة للتوقعات, ففي المثال السابق فإن عدد سنوات الخدمة عدد سالب ، وهو ما لا يمكن حدوثه ومن ثم فإن قيمة مكافأة نهاية الخدمة أصبحت سالبة ، وما يمكن أن يحدث يعتمد على البرنامج وطريقة تصميمه ، فقد تكون النتائج غير ما ذكر ، وقد يتوقف البرنامج عن العمل كلية.
أول اكتشاف للمعضلة
يعتبر نظام نهاية الخدمة الأمريكية أول مؤسسة وعت خطورة مشكلة العام 2000م ، وأول من تحرك لحلها فقد تم التعرف على المشكلة بطريق الصدفة لعام 2000م ، إذ فقد النظام القدرة على حساب التعويضات عندما تخطى رواتب 31/12/1999م.
أسباب حدوث معضلة 2000م:
يعتقد أن مختلف أجهزة الحاسب الآلي معرضة لمعضلة العام 2000م ، ويشمل ذلك الحاسبات المركزية (MAINFRAME) والحاسبات المتوسطة (MINICOMPUTERS) والحاسبات الشخصية (PCS) سواء على صعيد العتاد (H/W) ام على صعيد الأنظمة والبرامج (S/W).
وبالنسبة لما سبق ذكره يمكن نسبة معضلة العام 2000م إلى سببين رئيسيين هما : قصور في العتاد أو الأجهزة (H/W) أو على صعيد الأنظمة والبرامج (S/W) والبرامج يمكن أن تكون برامج ثابتة (FIRMWARE) أو برامج تشغيل أو تطبيقات.
ومن بين السببين نجد أن المشاكل في البرامج هي الاكثر صعوبة إذ أن معظم مشاكل الأجهزة التي تحدث لها حل عام ، فقد يكون كافياً تبديل بعض قطع أو مكونات العتاد وربما كحد أقصى استبدال الجهاز بكامله.
أما المشاكل البرامجية فهي أكثر تعقيداً إذ يوجد تشكيلات مختلفة من برامج نظم وحزم برامجية ولغات برامجية وتطبيقات مختلفة تتفاعل فيما بينها ضمن تهيئة واحدة وفي مثل هذه الأنظمة أو البرامج يمكن أن يتسرب إلى باقي البرامج ويحدث خللاً يصعب تشخيصه.
والمشكلة لا تتعلق بالبرامج القديمة المكتوبة بلغة الكوبول (COBOL) فقط ، كما يعتقد البعض بل انها تتعداها إلى معظم الأنظمة والبرامج حتى تصل إلى عدد من القطع الثابتة داخل الجهاز.
كيفية قياس التوافقية مع عام 2000م:
تعني التوافقية مع عام 2000م عدم تأثر البرامج (النظم) من حيث الأداء و/أو الوظائف قبل أو خلال أو بعد 1/01/2000م وهناك عدد من القواعد التي يجب تحقيقها للوصول للتوافقية ومنها تحديداً:
1- أن لا تسبب قيمة أي تاريخ حالي (أي تاريخ اليوم كما يعرفه الجهاز أو النظام) في حدوث انقطاع في تشغيله هذا يعني أن يتم الانتقال بين كافة حدود الوقت الهامة (أي الأيام والأشهر والسنوات والقرون بشكل صحيح).
2- يجب أن تعمل الوظيفة المبنية على التاريخ (FUNCTIONALITY) بشكل مطابق بالنسبة للتواريخ السابقة أو الحالية أواللاحقة لعام 2000م (أي أن جميع الأجهزة والأنظمة تحسب وتحدد وتعرف التاريخ بالشكل الصحيح للغرض الذي قصد منها).
3- يجب أن يكون القرن في أي تاريخ محدداً إما بشكل صريح (أي باستخدام أربعة أرقام فمثلاً 1998م) أو بشكل ضمني وفق نظام منطقي غير متناقض أو باتباع قواعد استدلالية (فمثلاً يمكن أن تكون القاعدة الاستدلالية كالتالي : إذا كانت السنوات أكبر من 50 فهذا يعني xx 19 ، أما السنوات التي تساوي أو تقل عن 50 فهي تعني السنوات xx20
4- يجب تمييز عام 2000م على أنه سنة كبيسة (وهي التي يكون فيها عدد أيام شهر فبراير 29 يوماً) بالاضافة إلى ذلك فإنها تقبل القسمة على 4 ما عدا السنوات التي تكون على رأس قرن فيجب أن تقبل القسمة على 400 فمثلاً 1996م تعد سنة كبيسة لأنها تقع على رأس قرن ولا تقبل القسمة على 400 ، بينما 1600م تعد سنة كبيسة لأنها تقع على رأس قرن وتقبل القسمة على 400.
وفي الغالب تستخدم التواريخ التالية للتحقق من توافقية الأجهزة والبرامج لعام 2000م:
- 31/12/1999م.
- 01/01/2000م (ويجب أن يكون يوم سبت ، إذ أن 01/01/1900 م يوم اثنين).
- 01/01/2001م
- 29/02/2000م
- 29/02/2001م
- 09/09/1999م.
اجراءات احترازية لدخول عام 2000م
إلى جانب المشاريع المتعددة التي نفذتها شركة الاتصالات السعودية لتأمين توافق مختلف تقنياتها مع عام 2000م والتي توجت بمشروع الفحص والتدقيق الذي تم التعاقد لتنفيذه مع مرجع مستقل ، متخصص في مجال تقنيات الاتصالات بالاضافة إلى ذلك اتخذت الشركة عدداً من الاجراءات الاحترازية الاخرى نذكر منها:
1- الإعلان عن موقف الشركة:
في 17/1/1420ه الموافق 3/5/1999م صدر بيان توضيحي من سعادة رئيس الشركة عن موقف الشركة فيما يتعلق بالألفية الثالثة للتقويم الميلادي لطمأنة المشتركين وجميع المستفيدين من خدمات الاتصالات المختلفة على ان شركة الاتصالات السعودية تولي هذا الموضوع جل اهتماماتها.
2- الإعلان عن الخدمات المحالة عن الخدمة والخدمات البديلة لها:
ضمن مشاريع عام 2000م التي بدئ بتنفيذها مع بداية عام 1997م أعادت الشركة النظر في بعض الخدمات التي تقدمها وتقرر استبدالها بخدمات بديلة ذات تقنيات عالية الأداء ، وسارعت إلى الاعلان عن تلك الخدمات المحالة والخدمات البديلة لها وكذلك الخدمات الجديدة وتم الاستعانة بنشرات توضيحية أرفقت بفواتير الاستهلاك إلى جانب الإعلان بالصحف المحلية.
3- تخطيط وجدولة الموارد خلال فترة دخول العام:
دخول الألفية الثالثة 01/01/2000م يصادف 24-25/09/1420ه الأمر الذي استوجب التعميم على جميع الوحدات الادارية بالشركة وجميع المقاولين والموردين بأهمية التخطيط المبكر والتأكد من تواجد القوى البشرية المتخصصة وتوفر الموارد الأخرى التي يتطلبها الوضع الذي يميز عام 2000م عن غيره.
4- خطط ومراكز إدارة الطوارئ :
شرعت مختلف إدارات الشركة بتطوير خطط للطوارئ التي تاخذ بالاعتبار الحلول والاجراءات البديلة التي يتطلب تنفيذها في ظروف حدوث أعطال غير معتادة التي قد تعيق أداء الخدمة / الخدمات خلافاً للمعتاد.
ولوضع اجراءات مناسبة لتنفيذ خطط الطوارئ وفقاً لما تمليه الظروف تم اعتماد ثلاثة عشر مركزاً بمختلف أنحاء المملكة ومركزاً رئيسياً بمدينة الرياض وهذه المراكز مجهزة تقنياً وفنياً لإدارة حالات الطوارئ بما يمكنها من تأمين العودة إلى الوضع الطبيعي لأداء الخدمة /الخدمات بأسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة.
5- دراسة المؤثرات وتوعية المشتركين:
قامت الشركة باجراء دراسات مختلفة على الشبكة العامة للاتصالات لتحديد المؤثرات المحتملة جراء ربطها بمقاسم غير متوافقة مع عام 2000م ولتجنب السلبيات المحتملة تم ارسال خطابات إلى مختلف الجهات المعنية (كأصحاب المقاسم الخاصة والمقاسم الفرعية) كماتطلب نشر مواد اعلانية تحض تلك الجهات المختلفة على أهمية التنبه لمخاطر عدم التوافق مع عام 2000م واتخاذ الاجراءات المناسبة لتأمين توافق تلك الأجهزة وقد تضمنت خطط الطوارئ التي أعدتها الشركة الحلول الوقائية التي ينبغي اتخاذها في مثل تلك الظروف.
6- امتلاك بعض المقاسم الخاصة:
دخلت الشركة في مفاوضات مع بعض الجهات التي تمتلك شبكات داخلية خاصة تتضمن مقاسم كبيرة (غير متوافقة مع عام 2000م) لم تتمكن من استبدالها (لتامين توافقها) وقد أدت تلك المفاوضات إلى امتلاك الشركة لبعض تلك المقاسم ، حيث قامت باستبدالها وأمنت بذلك استمرارية الخدمة مع دخول عام 2000م لتلك الجهات.
7- تنفيذ اختبارات محلية ودولية على شبكات الاتصالات:
قامت وتقوم الجهات المعنية بمختلف ادارات الشركة بتنفيذ اختبارات بتجربة متنوعة داخل المملكة كما تقوم بالتنسيق مع دول مجاورة وجهات عالمية أخرى لتنفيذ اختبارات بين شبكات الشركة وشبكات تلك الجهات وتتضمن تلك الاختبارات محاكاة التواريخ التي تثبت التوافق مع عام 2000م للتأكد من سلامة أداء مختلفة الشبكات واكتشاف الاخطاء المحتملة لاتخاذ الحلول المناسبة قبل دخول العام.
وبالرغم من تكاليف تلك الاختبارات إلا أن الشركة عازمة على الاستمرار في تنفيذها شأنها في ذلك شأن الشركات العالمية الرائدة في مجال خدمات الاتصالات وغني عن القول أن تنفيذ مثل تلك الاختبارات يرفع جودة أداء الاستعداد لدخول العام القادم.
8- المقاسم المتنقلة والخدمات البديلة:
تمتلك الشركة عدداً من المقاسم المتنقلة Containers) التي يمكن نقلها من مكان إلى آخر للتغلب على بعض حالات الطوارئ إذ تقوم الشركة حالياً بتجهيز هذه المقاسم وتوزيعها على مختلف المحافظات وفقاً لأهمية تواجدها ووضعها في حالة الاستعداد كما يجري العمل على استكمال بعض المفاوضات التي بدأت مع شركات عالمية لتأمين خدمات الاتصال الفضائي البديل في حالة اللجوء له بمقتضى متطلبات الطوارئ.
9- تكوين فريق عمل ورصد ميزانية خاصة بحالات الطوارئ:
اتخذت الشركة خطوات متقدمة تحسباً لدخول الألفية الثالثة للعام الميلادي ومن ذلك رصد ميزانية خاصة للطوارئ كما تم تكوين فريق عمل يشرف بصفة دائمة على سير الاستعدادات واستكمالها وتقييم سيرها ورفع التقارير الدورية إلى الادارة العليا بالشركة حيث تنال مشاريع عام 2000م قسطاً وافراً من اهتماماتها.
10- التوعية الداخلية:
في 23/05/1999م نظمت الشركة آخر ورشة عمل لموظفيها حضرها أكثر من 170 موظفاً من مختلف مناطق ومحافظات المملكة وكان الهدف من ورشة العمل تلك رفع مستوى التوعية بأهمية الاستعدادات لدخول عام 2000م وقد تضمنت عدداً من العروض التي ركزت ضمن موادها على خطط الطوارئ وسوف تقام ورشة عمل اخرى باذن الله تعالى قبل دخول عام 2000م ، تخصص أيضاً لموظفي الشركة من مختلف أرجاء المملكة لنفس الأهداف.
11- موقع خاص على الانترنت:
تم انشاء موقع خاص بالنشاطات ذات العلاقة بعام 2000م وذلك لتمكين مختلف الجهات داخل وخارج المملكة من الوصول إلى المعلومات التي يودون معرفتها وأتيحت فرصة تدوين الملاحظات لزوار الموقع باستخدام البريد الالكتروني لتمكينهم من الاطلاع عليها والاجابة على أي استفسارات ذات العلاقة بأهداف إنشاء الموقع.
يمكن الدخول على الموقع باستخدام الانترنت على:
Y2K . STC . COM . SA
دعوة للعملاء
بينت الدراسات التي أجرتها الشركة حول التأثيرات السلبية الناجمة من ربط أجهزة الاتصالات غير المتوافقة مع عام 2000م (كالمقاسم المستقلة والمقاسم الفرعية السنترال PBX ) أنها تتسبب في وضع الشبكة العامة في حالة انشغال Congestion Status مما يؤدي إلى تدني أدائها كما يستدعي قيام الشركة بفصل المقسم /المقاسم التي تتسبب في حدوث مثل تلك الحالات عند ظهورها كاجراء وقائي لتأمين سلامة أداء الشبكة.
وعليه فإنه تفادياً لاتخاذ مثل هذا الاجراء : فإن شركة الاتصالات السعودية تهيب بجميع عملائها الكرام بالتأكد من توافق جميع المقاسم بأنواعها التي يملكونها.
ومن المناسب التنويه هنا إلى أن أي جهاز آخر يدخل التاريخ والوقت ضمن وظائفه قد يكون عرضة للتأثر النسبي ككبائن الاتصالات الخاصة والأجهزة المنزلية ذات الاستخدامات المتنوعة,وفي كل الحالات فإن الشركة تنصح باستشارة الجهات الموردة لتلك الأجهزة للحصول على ما يؤكد أو ينفي توافقها بما في ذلك اجراء الاختبارات اللازمة ما أمكن.
|