عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
الرئيسة التنفيذية لشركة بيبسي كولا (براندا بارنيس) تتقاضى راتباً سنوياً قدره مليونا دولار,, ثم ماذا!!
وصلت الى قناعة مفادها راحة زوجها وأولادها الثلاثة اهم من المناصب ومن ملايين الدولارات,, وان المنزل هو مكانها الطبيعي الاكثر انسجاما معها,, وتصرح قائلة: (لم اترك العمل بسبب حاجة ابنائي لي بل بسبب حاجتي لهم)! وقبل ذلك كانت بيني غنيس (رئيسة كوكا كولا الولايات المتحدة): قد اتخذت القرار نفسه لانها تريد ان تنجب طفلا وتصبح اما,.
كلتاهما تعيشان في عصر المادة حيث لا يوجد مكان للفقير ولا الضعيف,, بل لا تعرف المادة تفريقا بين رجل وامرأة فالكل آلات والكل يجب ان يبحث عن لقمة عيشه بنفسه,, ان المنصب الذي ضحت به كلتاهما لم يكن منصبا عادياً,, بل حتى تصل اليه في مثل هذه الشركات الكبيرة فانك تجلس تنتظر الدور سنين وسنين,, واذا كان الراتب بالملايين فان ذلك بالتأكيد يتطلب قدراً كبيراً من الجهد والتضحية,.
ومع ذلك فحين يكون الترجيح بين الراتب والمنصب وبين الزوج والاولاد فان امّالا تتنكر لامومتها ولا تتحرج منها لا تستطيع ان تملك سوى ان تختار بيتها حتى لو كان الثمن غاليا بل حتى لو كان الثمن سنين من العمر والعمل المضني,.
ان المرأة التي وصلت الى قمة الحرية في بلاد الغرب ها هي تترك حريتها في الشارع لتعود من حيث خرجت,, تعود الى من يحتاجها بحق,, وليس الى من ينظر اليها انها ترس في آلة!!
اهدي هذا الكلام للمرأة العربية بمناسبة ما اسموه بمرور مائة سنة على تحرير المرأة,, فاننا معاشر العرب اذا قيل لنا ان مادة النار شديدة الاحراق فلن نحتاط ولن نصدق الا اذا وضعنا اصبعنا فيها,, فاذا احترق جلده وانشوى لحمه,, فهمنا عند ذاك ان النار شديدة الاحراق!!
هند القحطاني