سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر.
نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم 9813 وتاريخ 29/2/1420ه ملخصا لبحث لي بعنوان تغيير لوحات المركبات بالمملكة خطوة عملية ولكن يجب استخدام اللغة الانجليزية لهذه الاسباب , وهنا اود ان اعبر عن شكري للجزيرة لاتاحة الفرصة لعرض هذا البحث الذي يحظى بأهمية للجميع ولقد اجاد المحرر الاخ تركي القحطاني بتلخيص البحث الذي نشر في سجل بحوث المؤتمر الهندسي السعودي الخامس 13 16 ذي القعدة 1419ه والذي عقد في جامعة ام القرى في مكة المكرمة ولقد عرضت البحث في جلسة من جلسات المؤتمر واثنى الحاضرون على فكرة البحث وطريقة انجازه وتم مناقشته مناقشة علمية بعيدة عن العواطف، وقد ابدى اثنان من الحضور من بين ما يقارب الثلاثين مستمعا تحفظهم لاستخدام الحروف الانجليزية وهنا اود القول بأن عنوان المقال المنشور في جريدة الجزيرة ولكن يجب استخدام اللغة الانجليزية غير دقيق، فمكونات اللوحة المقترحة بالبحث هي ثلاثة حروف وثلاثة ارقام تكون الحروف بالإنجليزية والارقام بالعربية الاصلية وهي 1 2 3 4 5 6 7 8 9 0 حيث ان الارقام المتداولة حاليا هي 1 2 3 4 5 6 7 8 9 0 غير عربية الاصل فحبذا لو كان عنوان المقال تغيير لوحات المركبات بالمملكة خطوة عملية ولكن يجب استخدام الارقام العربية والاحرف الانجليزية كما نشرت الجزيرة تعليقا على هذا المقال بتاريخ 3/رجب للدكتور احمد بن محمد الضبيب الذي اشكر له اهتمامه بموضوع البحث وكنت ارجو ان يطلع الدكتور الضبيب على كامل البحث المنشور حتى يتمكن من تقدير الجهد المبذول فيه وعن الهدف الاساسي من اخراجه وهو التعرف على رمز اللوحة في وقت قصير جدا الثانية مثلا ومحاولة استرجاع المحتوى من الذاكرة بصورة صحيحة وذلك حين هروب شخص ما من موقع حادث او قطع اشارة مرور او غير ذلك، ومن ثم تقديم رمز اللوحة لرجال الامن والمرور, فالهدف يصب في مصلحة الوطن ولا يمكن وصف صاحب عمل كهذا بأنه ذهب الى مصاف اعداء العربية فلقد ذكرت في المقال اننا امة نعتز بالعربية لأنها لغة القرآن ولكن في نفس الوقت يجب ان نكون امة عملية فقد بينا الاسباب التي يصعب من اجلها استخدام الاحرف العربية في لوحة المركبات والتي لا داعي لاعادتها لكن من اهمها هو عدم القدرة على استيعاب اعداد السيارات المتوقعة خلال السنين القادمة، فحيث ان الارقام وحدها ليست كافية فلابد من استخدام رمز آخر هو الحروف لكن الحروف العربية لا تفي بالغرض مستقبلا فما العمل اذاً؟ هل يمكن اقتراح رموز جديدة تعدادها عشرون نطالب الناس بحفظها ام نكون اكثر واقعية ونقترح رموزا معروفة لدى الكثير من الصغار والكبار المواطنين منهم والمقيمين لهذا تم استخدام الاحرف الانجليزية مع الارقام العربية الاصل وعلى هذا يكون الاقتراح الجديد مساويا تماما للوحات الحالية ثلاثة حروف عربية وثلاثة ارقام غير عربية من جهة نسبة العربية فيها وهي 50%.
من ناحية الاسباب المذكورة عن استخدام الحروف العربية فيبدو ان الدكتور الضبيب لديه اعتزاز شديد باللغة العربية مما ابعده عن الفكر العملي، فقد اخذ كل سبب ذكر في البحث ولوى ذراعه لكي يجعل من العربية اللغة الافضل لكن الافضلية اعطيت بدون سبب علمي غير الاعتزاز والفخر ونحوه وهذا يبعدنا عن النقاش العلمي ورغم ذلك الاعتزاز نجد الدكتور الضبيب يستخدم كلمات غير عربية في تعليقه مثل براجماتيا ولعل الدكتور الضبيب قد وقع فيما يحذر منه حيث يقول : فاذا اخذنا كل يوم رمزا اجنبيا لنضعه على لوحاتنا او مفردة اجنبية في كلامنا فاننا بذلك نحفر قبرا للغتنا , ان اللغة العربية لغة غنية بالكلمات والمعاني وكان بالامكان استبدال هذا الاصطلاح الاعجمي بكلمة عربية واحدة لكن تخوف الدكتور الضبيب عن اندثار اللغة العربية في قوله فكم من اللغات اندثرت في غير محله فلو رجع الى القرآن الكريم لوجد ان الله سبحانه وتعالى يذكر في محكم كتابه المجيد إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وبما ان القرآن نزل بالعربية معنى ذلك ان اللغة العربية باقية ما بقي القرآن فكون تغيير لوحة سيارات من نصف عربي ونصف اعجمي الى نصف عربي ونصف افرنجي لا يمكن ان يشكل خطرا على اللغة العربية.
وهناك عتب علمي على الدكتور الضبيب باستخدامه تعبير فلماذا يخترع العجلة من جديد؟ فقد قيم الدكتور البحث بكل ما كان فيه من فكر وجهد بانه اعادة، وهذا دليل على عدم استيعابه لتصميم البحث وامكانية الاستفادة من نتائجه لذلك ادعو الدكتور الضبيب لقراءة البحث المنشور، لكن هناك نقطة مهمة اثارها الدكتور وهي طلب النظم التي قامت بها ادارات المرور في امريكا واوروبا حسب تعبيره, ان اقتراحا كهذا يبعث التثبيط في النفوس عن العمل الجاد والمخلص فاذا كنا أمة نطلب حتى تصميم لوحة المركبة من الخارج فكيف سنصمم المركبة ذاتها او غيرها من الآلات الصناعية؟ ومتى سنصبح أمة مصنعة في مصاف الدول المتقدمة صناعيا.
كما ان هناك نقطة طريفة ذكرها الدكتور الضبيب استدلالا على ان اللغة من اهم الوشائج التي تربط الدول فذكر مثالا لذلك الرابطة الفرانكفونية ولم يذكر جامعة الدول العربية، حيث انها ادل من جهة اهتمامه باستخدام العربية ومن جهة كون اللغة العربية هي اللغة الاصلية للدول الاعضاء ومن جهة كون الدول الاعضاء في الرابطة المذكورة يتحدثون الفرنسية لكنها ليست اللغة الاصلية لكل الاعضاء, بقي سؤال اوجهه للدكتور الضبيب وهو كيف يمكن استيعاب اعداد السيارات المتوقعة في السنين القادمة؟ حيث ثبت ان الاحرف العربية غير كافية لذلك الغرض هل الجواب هو كلمة انشائية كما يذكر الدكتور ايجاد بدائل من خلال اللغة العربية , ان الدكتور الضبيب يحمل لشهادة الدكتوراه ويعرف ان البحوث العلمية لا تحتمل كلمات انشائية او رمي الكلام على عواهنه، وهنا اطالب الدكتور الضبيب بالمساعدة في ايجاد هذه البدائل بحيث تكون بدائل عملية وعلمية.
د, محمد حسين الحبوبي
الأستاذ المشارك بقسم هندسة النظم بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن