عودة الأخ الفاضل خالد المالك رئيسا للتحرير في صحيفة الجزيرة جعلتني أعود لسنوات مضت,, فقد عملت معه لعدة سنوات في بداية حياتي الصحفية وقد كان دائما ذلك الاداري الحكيم وصاحب القلم المتزن الهادف,, لقد أمدني الأخ الكريم الأستاذ خالد تلك الفترة من عمري الصحفي بالتشجيع والتفهم وكان استاذا ينير للكتاب في صحيفة الجزيرة الطريق لهم باحتواء أدبي رفيع,, كان هو ثالث رئيس تحرير أعمل معه بعد الأستاذ الكريم عبدالله عمر خياط والأخ العزيز تركي العبدالله السديري الذي أعلنت ببدايتي معه اسمي الحقيقي بعد ان كنت أكتب باسم مستعار لصعوبة الكتابة على المرأة في ذلك الوقت,, ورغم أني عملت بعد ذلك مع عدة اخوة كرام كانوا رؤساء للتحرير في الجزيرة وعدة صحف ومجلات أخرى وكانوا من خيرة الوسط الصحفي والأدبي ووجدت منهم تعاونا جميلا وسعيا مشكوراً لمساندة كل قلم هادف نبيل إلا أني أيضا سررت بعودة الأستاذ خالد المالك كأستاذ من الأوائل الذين بدأت معهم رحلة الحرف الصحفي أرجو له التوفيق ولجميع اخوتي وزملائي في صحيفة الجزيرة , والحقيقة التي بعثت لنفسي بالسرور أيضا بعد عودة الأخ خالد المالك هو انضمام الدكتورة الفاضلة خيرية السقاف لأسرة الجزيرة التي لها مكانة خاصة في نفسي ويقيني يزداد يوما بعد يوم ان الدكتورة خيرية نفس مملوءة بالخير والمحبة والعطاء,, نفس فاضلة وروح نبيلة وعقل منير وكلما جلست معها شعرت بروحي تصفو وعقلي يسمو ويفكر ويتفهم، وكم أتمنى أن تكون كتابة الدكتورة خيرية مثل حديثها في تلك السويعات القليلة التي نلتقطها من الزمن ومن وقتها المملوء بالعمل,, ذلك الحديث العذب وتلك الرؤى الجميلة والتطلعات الهادفة الموضوعية التي تنفذها في عملها وحياتها الى عمل وواقع، إنها الانسانة التي تحلق سمواً ولكنها ايضا ترتبط بعجلة الواقع العملي الهادف, أحيي الأخ خالد وأحيي صحيفة الجزيرة لذلك الاختيار الموفق كما أحيي الدكتورة والزميلة العزيزة شعراً وأدباً الدكتورة ثريا عريّض والتي أجدها دائماً روحاً مليئة بالحماس والحيوية والنشاط وأرجو ان تمنح الحروف شعلة مضيئة من روحها لصفحات الجزيرة التي أرجو لها التقدم في كل يوم وكل شهر وكل سنة.
واني أعود لقرائي الأحباء في حديث خاص لأعتذر لهم عن غيابي عن زاوية لنفكر سوياً تلك الزاوية التي أردت ان تكون ركناً يشاركني فيه القراء بالرأي والفكرة,, ان غيابي كان لأسباب مرضية فقد لازمني فيروساً لم يعرف له الأطباء سبباً فعللوا ذلك الى تلوث في الجو ولكني الآن أفضل حالاً,, ومعذرة لصحيفة الجزيرة التي كانت ومازالت دائماً بيتي الأدبي الذي أسكن اليه فأجد الراحة والتفهم مع اخوتي الذين يشاركونني رحلة الحرف في عالم الصحافة والمسيرة الأدبية الهادفة رغم الوهن الذي غشى الجسد إلا أني كنت أقاوم اليأس والاحباط، ورغم أهوال الحروب التي يطالعني بها التلفاز صباحاً وعشية إلا أني كنت أتسلح بالحلم الجميل وبأيام تأتي ليرفرف فيها على العالم السلام فهل يمكن لهذا العالم الذي يسير كل يوم لاكتشاف علمي جديد أن يهتم بالسلام,, كنت أحاول رغم المرض وحواجز الأهوال التي نشاهدها يوميا تبث الينا من أرجاء الأرض أن أجعل من ركوني الى الصمت اجازة أجدد فيها روحي وأنعش نفسي فمهما كانت الظروف لابد لنا بين الحين والآخر من أن نرفع رؤوسنا ونمد ابصارنا فوق أسوار روتين حياتنا اليومية ومشاكلنا فقد يقودنا ذلك الى بداية أكثر إشراقاً وأوفر صحة,.
وقد مرت أيام وأيام وأنا في رحلة التأمل تلك أحاول أن أعيد التوازن بين ضعف الجسد وقوة الروح مرة أخرى، أعذروني أحبتي أن جعلت سطوري حديثا عن نفسي وعن أيامي التي مرت وأنا بعيدة عنكم وعن زاويتي تلك التي بها نشارك الأحلام والرأي,.
وعودتي لمواصلة الكتابة معكم واليكم هي الصدى الجميل لرسائلكم التي وجدتها في صندوق بريدي وفيها التساؤل واللهفة لمعرفة أسباب انقطاعي، وفيها وجدتكم معي مثلما أنا معكم بفكري ومشاعري,, لهذا أخبرتكم بحالي ولكن يا أحبتي الكرام أطيب التمنيات بالخير والصحة والسعادة وأرجو ان أكون عند حسن ظنكم وقادرة على الاجابة بقدر استطاعتي لمطالبكم وآرائكم,, وعذراً مرة أخرى لغيابي عنكم وعذري أنني لا استطيع الكتابة إلا حينما أجد قطرات من روحي تزودني بالمداد وتنسج أحرفي، وعسى أن نلتقي دائما على الخير والمحبة والسلام.
***
من مفكرتي الخاصة
ليتنا دائما نراجع أنفسنا ونجعل ميزان العدل هو الأرجح ويكون لنا من ضمائرنا خير قضاة فلا نضل سبيلنا ولا نظلم أحداً,.
***
مرفأ
ليتني لم أزل كما كنت قلباً ليس فيه إلا السّنا والنقاء كل يومٍ أبني حياتي أحلاماً وأنسى إذا أتاني المساء |
***
ذهب الأمس لم أعد طفلة ترقب عشّ العصفور كل صباح لم أعد أبصر الحياة كما كانت رحيقاً يذوب في أقداحي |
***
ذهب الأمس والطفولة واعتضت بحسي الرهيف عن لهو أمسي كل مافي الوجود يؤلمني الآن وهذي الحياة تجرح نفسي |